كتب: أحمد السماحي
منذ بدأ قلب (بليغ حمدي) يتفتح وهو يشبه قطرة الزئبق التي من الصعب أن تقبض عليه يد، فإن حاولت تسللت من بين أصابعك، وهذه الطبيعة هى التى جعلته بطلا لمغامرات عاطفية عديدة، لم تصل أي منها إلى نهاية المطاف، وأشهر هذه المغامرات كانت خطبته السريعة القصيرة للفنانة (سامية جمال).
وكان تعرف عليها كما عرفنا في الحلقة الماضية أثناء ذهابه لمقابلة صديقه الموسيقار(محمد فوزي) أثناء تصويره لفيلم (كل دقة في قلبي) بطولته مع سامية جمال.
وأثناء تردد (بليغ حمدي) على صديقه (محمد فوزي) في كواليس الفيلم، توطد معرفته بالنجمة الساطعة (سامية جمال)، والتى وطد علاقتهما زوجة الموسيقار (أحمد فؤاد حسن) التى كانت صديقة لـ (سامية، وبليغ).
وبعد أن أعلن (بليغ حمدي) حبه لـ (سامية جمال)، وطلب من صديقته زوجة (أحمد فؤاد حسن)، أن تبلغها بحبه، رفضت الراقصة الحافية هذا الحب، وجاءت الإشاعات لتنسف جسور هذا الحب الوليد، خاصة أن سامية جمال تفقد السيطرة على نفسها عندما تتعرض الإشاعات لحياتها الخاصة.
تجنبت (سامية جمال) لقاء (بليغ حمدي) بعد ذلك خوفا من انتشار الإشاعة الكاذبة، ونترك (راقصة مصر الأولى) تستكمل قصة حبها لموسيقار مصر وأملها في الموسيقى، كما جاءت في مجلة (الكواكب).
(سامية جمال).. حكاية غرامي
تقول (سامية جمال): تجنبت لقاء (بليغ حمدي)، إلا أن بعض الأصدقاء استطاعوا أن يقربوا بيننا، وأن يجمعونا معا من جديد، وبدأنا نستأنف صداقتنا ولقاءنا المتكرر.
ولكن حدث أن عدت فسمعت زميلا في الوسط الفني يروي لي تفاصيل سهرة في بيتي، لم يحضرها إلا (بليغ حمدي)، و(أحمد فؤاد حسن) وزوجته!
لقد روى لى الزميل كل ما حدث في السهرة بالحرف الواحد، وعادت أعصابي تثور، وعاد الغضب يتملكني، وعدت أتهم (بليغ) بأنه هو الذي روى تفاصيل هذه السهرة، رغم أنه ليس هناك ما يضايقني، فهي سهرة عادية لم يحدث فيها ما يشينني.
وعاد (بليغ) يقسم بأغلط الإيمان على أنه برئ من هذه الإشاعات بل، وسط صديقا عزيزا عليه لإقناعي بأنه ليس مصدر هذا الكلام الذي يتناثر حولي وحوله، وما إن فاتحني الصديق في الأمر حتى ثرت غاضبة.
وصرخت (سامية جمال) فيه قائلة: (أرجوك أقنعه بالابتعاد عني)، وألححت على الصديق أن ينقل له هذا القرار، كنت أريده أن يبتعد عني حتى أستريح بعزلتي ووحدتي من الشائعات المتواترة عن علاقتي المزعومة به!.
رب صدفة خير من ألف ميعاد
في اليوم التالي فوجئت بـ (بليغ) يتصل بي مستفسرا عن قراري الذي أبلغته للصديق، وأكدت له القرار، وقلت له أنني مصرة على أن يبتعد كل منا عن الآخر! وصمت (بليغ) ثم قال وفي نبراته صوته تأثرا بالغ : متشكر!.
يتدخل (بليغ حمدي) قائلا : عندما أبلغني الصديق بهذا الكلام أجبته بأنني متأكد بأن علاقتي بها لن تنتهي على هذه الصورة.
وتستكمل (سامية جمال) قصة غرامها فتقول: ومضى شهر على هذه المكالمة المبتورة، ومرض الصديق الذي كان رسول (بليغ حمدي) إلي، وذهبت أعوده واطمئن عليه، فإذا بي أمام مفاجأة كان (بليغ) موجودا عنده.
وتبادلنا التحية، وظل (بليغ حمدي) طوال فترة الزيارة يرحب بي في إهتمام بالغ، ويقول بين الحين والآخر : (أهلا وسهلا).
ودعانا الصديق في اليوم التالي إلى تناول الغذاء عنده، وكانت هذه الدعوة بمثابة استئناف لصداقتنا من جديد، وفي هذا اليوم شعرت أن (بليغ حمدي) يحبني إلى أقصى درجات الحب، ولا أستطيع أن أنكر الفرحة الغامرة التى أحسست بها لهذا الحب الكبير المتمكن من قلبه.
(بليغ) يتدخل ويقول: في كل مرة كنا نختلف أنا و(سامية جمال) نتصالح دون وساطة أحد بمجرد لقاءنا في أي مكان يجمعنا بالصدفة.
وتواصل (سامية جمال) باقي حكاية غرامها فتقول: عدت إلى بيتي، وانفردت بنفسي استعرض حياتي، والفراغ الذي أعيش فيه، والوحدة القاسية التى فرضتها على نفسي.
ورفضي لعدد كبير من عروض الزواج لعدم إيماني بالرجال، وعدم ثقتي بهم، وقررت أن استشير بعض صديقاتي في الأمر، وانقسمت الصديقات بعضهن كان يعارض هذا الزواج لأسباب عدة.
والبعض الآخر حبذه، وأيده بحماس وقوة، وقررت أن استشير في هذا الموضوع برأيي الشخصي، ولا أستمع لنصيحة أو مشورة من أحد.
أعلنت عليك الحب
ذات أمسية كنت أقضي السهرة مع (بليغ)، وتبادلنا الحديث في شئون كثيرة مختلفة، وتعمدت أن أشرح له كل ظروفي، وما يحيط بي من متاعب ومشاكل.
وبدأت أشعر برغبته في أن يحول شقائي إلى سعادة، بل شعرت أنه إنسان قد عذبه الحب لي واضناه، وقال لي: (أنني أحبك، وأقصى أماني أن أتزوجك، ويوم توافقين على الزواج، أرجو ألا تبخلي علي بإعلان موافقتك).
وفي أمسية أخرى وفي نهاية السهرة في الرابعة صباحا تقريبا، قلت له: (بليغ أنا موافقة، أنا قبلت الزواج منك)، وعلت الفرحة وجهه وصاح في سرور، هاشتري (الدبل) بكره.
وفي اليوم التالي جاء (بليغ) وشقيقه الكبيرالدكتور (مرسي سعد الدين)، وأعلنا خطبتنا يوم الاثنين 29 يونيو، دون أن يسمع بها أحد.
ويتدخل (بليغ حمدي) في الحوار فيقول: في السهرة صرحت لي سامية بحبها، واتفقنا على الزواج، ولأنها تتشائم من يوم الثلاثاء قررت أن أشتري (الدبل) يوم الاثنين، لعدم استطاعتي الانتظار حتى الأربعاء.
صباح تعلن خطوبة (سامية جمال)
تنهي (سامية جمال) حديثها قائلة: تصادف أن دعتني صديقتي المطربة (صباح) شريكتي في فيلمي الجديد (الرجل الثاني) إلى سهرة، واتصلت بي تستعجلني الحضور فأبلغتها نبأ الخطبة، وكانت أول من عرف، وهى من أبلغت الكل والصحافة.
وقد يسألني البعض عما أعجبني في (بليغ حمدي)، قأقول: شخصيته الرقيقة، وطيبة قلبه، وأخلاقه، واعتزازه بكرامته، إلى جانب فنه كملحن قدير، وأنا استعجل الأيام الباقية على اتمام الزواج، وقد اتفقنا على أن يكون زفافنا عقب انتهائي من فيلمي (الرجل الثاني) للمخرج عز الدين ذوالفقار.
أم كلثوم و(حب إيه)
إلى هنا انتهى كلام (سامية جمال) و(بليغ حمدي) عن قصة حبهما التى لم تستمر كثيرا لماذا؟ سنتعرف خلال السطور التالية، وكيف أفسد (رشدي أباظة) هذا الحب دون أن يدري؟!
عن خطبة (سامية جمال) و(بليغ حمدي) يقول أستاذنا الكاتب الصحفي (مرسي سعد الدين) في أحد حوارته الصحفية (رحت معاه، وكانت سامية ساكنة فى الزمالك على النيل فى عمارة (ليبون)، خطبتها له لكن ما أعرفش ليه الجوازة لم تتم، وعمرى ما سألته رغم الحب الكبير اللى شفته بعينى بينهما.
وأضاف الكاتب الكبير: (سامية هى التى فسخت الخطوبة رغم إلحاح بليغ، وطلبه من فريد الأطرش التدخل، مما جعلها تقول له (حب إيه اللى انت جاى تقول عليه)!.
فاقتنص (بليغ) الجملة، وذكرها لصديقه الشاعر (عبد الوهاب محمد)، وصنع منها لحنا حقق له النجاح مع كوكب الشرق (أم كلثوم) في أول لقاء بينهما في نفس العام الذي انفصل فيه عن سامية جمال.
ظهور رشدي أباظة
أثناء اشتعال قصة حب (بليغ حمدي)، و(سامية جمال)، بدأت (سامية جمال) تصوير فيلمها الجديد (الرجل الثاني)، وفي هذا الفيلم قابلت زميلها (رشدي أباطة)، وتوطدت العلاقة بينهما في فترات الاستراحة.
وبدأ يحكي لها عن همومه الشخصية، ومتاعبه من زوجته الأمريكية مضيفة الطيران (بوبي)، وتعلق ابنته (قسمت) به، وبدأت تتعاطف معه، وأثناء ذلك جاء من يهمس بأذنها أن (بليغ) يخونها مع مطربة في بداية مشوارها تغني في أحد الملاهي الليلية.
وعندما واجهته اعترف بالخيانة، لكنه أقسم لها أنها نزوة، وأنه يحبها هى، فردت عليه قائلة: (حب أيه، اللي أنت جي تقول عليه؟!)، فوعدها بعدم تكرار الخيانة.
لكنها رفضت مبرارته، وواصلت تصوير فيلمها (الرجل الثاني)، وتوطد علاقتها أكثر بالفنان (رشدي أباظة)، ووقع الاثنين في حب بعض، وتكلل حبهما بالزواج بعد ذلك بثلاثة سنوات.