خالد صلاح: (معاوية) مدفعية ثقيلة تمهد الطريق أمام أعمال قادمة تكون أكثر جرأة!

كتب : أحمد السماحي

منذ أعلن عن عرض مسلسل (معاوية) قبل أيام قليلة جدا من شهر رمضان الكريم، والمسلسل يتعرض إلى جدل شديد، وآراء ظلامية، وزاد هذا الجدل مع بداية عرض المسلسل خلال شهر رمضان الجاري.

حيث تعرض (معاوية) لانتقادات حادة من قبل بعض طيور الظلام، وأعلن أحد المحامين ـ لن نذكر اسمه حتى لا يحقق ما يريده من شهرة – أعلن هذا المحامي عزمه إقامة دعوى قضائية لمنع عرض المسلسل في مصر، وذلك لتجسيد الفنان الأردني (إياد نصار) لشخصية (علي بن أبي طالب).

كتب أهل السنة والجماعة

(خالد صلاح) مؤلف مسلسل (معاوية) والكاتب الرئيسي فيه، ظهر مساء أمس الأحد على قناة (العربية) في برنامج (مساء العربية) وجاوب على بعض الأسئلة البسيطة التى تدور حاليا في ذهن بعض مشاهدين العمل.

حيث شكر (خالد صلاح) في بداية حديثة شركة ( MBC ستوديو) المنتجة للعمل على شجاعتهم في إنتاج هذا العمل الفني الضخم إنتاجيا، وعلى جرأتهم في تبني العمل، وتحدي كل التخوفات والإرهاب الفكري الذي لاحق العمل منذ الأعلان عنه.

وعن المصادر التى رجع إليها أثناء الكتابة على مسلسل (معاوية) قال: لم نخرج أبدا عن مصادر أهل السنة والجماعة، ولم نتطرق أو نستعين بأي مصادر خارجة عن الكتب المعروفة التى يلجأ إليها خطباء المساجد على كل المنابر العربية.

وهى كتب كما ذكرت أهل السنة والجماعة، من هذه الكتب، كتاب (سير أعلام النبلاء)، و(الكامل في التاريخ) و(ابن كثير) وغيرها، والتى يحفظها عن ظهر قلب الشيوخ الذين تصدوا لحرمانية رؤية هذا العمل للأسف الشديد!

الجوانب الإنسانية والدرامية

أضاف الكاتب الكبير (خالد صلاح): نحن التزمنا إلتزاما كبيرا بالنص التاريخي، أما فيما يتعلق بالنسبة للجوانب الإنسانية والدرامية لسيرة (معاوية)، فكان هناك خيال من زملائي فريق عمل الكتابة.

وهم الأساتذة (محمد اليساري، وبشار عباس) اللذين تشرفت بالعمل معهم، هم والمخرج الكبير طارق العريان، وباقي فريق العمل.

وأشار (خالد صلاح): كان في العمل خيال درامي، فقمنا بملأ الفراغات التى كانت في حياة (معاوية)، ولم نتطرق له كشخصية تاريخية وقائد أسطوري، منذ اللحظة الأولى، ولكننا استعرضنا جانب من حياته المجهولة لكثير من الناس.

خاصة تلك التى كانت في بيت والده (أبي سفيان)، وهروب أخته (رملة) ودخولها إلى الإسلام، ثم موت جده، وخاله، وأخوه الأكبر، ثم صراع أمه التى وصفت بأنها أكلة الأكباد! ثم ذهابها بعد سنوات صاغرة أمام الرسول عليه الصلاة والسلام.

وتابع (خالد صلاح): كل هذه المحن الإنسانية أبحرنا فيها لكنشف ما هو المنتج النهائي لهذه الشخصية الدرامية.

تجديد الخطاب الديني

عن مدي قلقه من الإنتقادات والتهديدات الشديدة التى يتعرض لها منذ الإعلان عن مسلسل (معاوية) قال: لا أشعر بأيمعاوية) قلق من الانتقادات أو التهديدات، لأن الأعمار بيد الله.

أما فيما يتعلق بالطرح فنحن نريد إلقاء حجر كبير في بحيرة راكدة، ومستحيل أن نستسلم أو نصمت أمام هذا الإنحطاط الفكري الذي يمنعنا من أن تقترب من طرح قضايا تاريخية مهمة لمجرد الخوف أن هناك فريق من الناس الظلاميون سيغضب، وأنا أحب أن أطلق عليهم (الظلاميون)، لأن هذه الجرأة في الطرح والفكر واجبة الآن.

فإذا كنا نريد أن نتحدث عن خطاب ديني جديد في العالم العربي، وإذا كنا نريد أن نجري مصالحة بين المذاهب المختلفة، علينا أن نطرح هذه القضايا بجرأة كبيرة، وعلينا أن ننبه الناس لا أن نتركهم نهبا للجهل.

وفي نهاية حديث (خالد صلاح) مع (مساء العربية) قال: أنا أعتقد أن هذا العمل هو مدفعية ثقيلة تمهد الطريق أمام أعمال درامية قادمة تكون أكثر جرأة وأكثر براعة بإذن الله.

الدفاع عن (معاوية)

(خالد صلاح) كتب مؤخرا على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي (الفيسبوك): (معاوية) لم يكن مجرد رجل دولة أو قائد عسكري يخوض معاركه بالسيف، بل كان إنسانا صاغته الأيام كما تصوغ النار الحديد، قاسيا حين تستدعي الحاجة، ولينا حين يتطلب الأمر التروي والتدبر.

وأضاف: سعينا إلى الاقتراب من (معاوية) كإنسان وجد نفسه وسط زلزال سياسي لا يهدأ، واضطر إلى أن يكون لاعبا رئيسيا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه).

فريق عمل (معاوية)

مسلسل (معاوية) يعرض يوميا على قناة (MBC)، ومنصة (شاهد)، وهو تأليف الكاتب الصحفي الكبير خالد صلاح، ويشاركه الكتابة (محمد اليساري، وبشار عباس)، وإخراج طارق العريان.

وبطولة (لجين إسماعيل، إياد نصار، أيمن زيدان، سامر المصري، عائشة بن أحمد، علاء قاسم، فادي صبيح، أسماء جلال، وسعد مينا، وائل شرف، وضيوف الشرف (أحمد بدير، صبا مبارك، سهير بن عمارة) وغيرهم من النجوم.