رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد الروبي يكتب: بمناسبة عرض مسلسل (معاوية): هل سيعاد النظر في رفض (الحسين ثائرا)؟

اعترض الأزهر على مسلسل (معاوية) بحجة أن (لا يجوز إظهار الصحابة في عمل فني)

بقلم الناقد الفني: محمد الروبي

كما هو متوقع بدأ الجدل حول مسلسل (معاوية) من قبل أن يعرض لأمور خلافية حول شخص معاوية، الخلاف ليس فقط دينيا. بل هو في حقيقته ليس دينيا، هو سياسي بامتياز.

وبصرف النظر عن هذا الخلاف ومحاولة فهم إن كان سياسيا أم دينيا. فإن ظهور هذا المسلسل الآن يعيدنا بالمنطق إلى السؤال حول الأسباب الحقيقية للمنع الرقابي لمسرحية عبدالرحمن الشرقاوي الأشهر (ثأر الله) التي جاءت توليفا بين مسرحيتيه (الحسين ثائرا) و (الحسين شهيدا).

والتي كتبها عام 1968 وتحمس لإخراجها المخرج القدير نابغة جيله كرم مطاوع.بل وأخرجها بالفعل وقدمت لليلة واحدة في إطار ما أسماه بذكاء الـ ( بروفة جنرال).

في البدء اعترض الأزهر على مسلسل (معاوية) بحجة أن (لا يجوز إظهار الصحابة في عمل فني)، وعلى الرغم من مرور سنوات كثيرة تتجاوز نصف القرن على هذه الحجة.

بل وتفنيدها عبر أعمال فنية سينمائية وتلفزيونية تناولت شخصيات جليلة من صحابة الرسول، بل وممن وصفوا بـ (المبشرين بالجنة)، إلا أن الحجة  ظلت قائمة يستخدمها الرقباء وعلى مدار أنظمة حكم مختلفة  في قتل أي عمل يرون فيه مساسا بمعاني تجلب لهم (وجع الدماغ)، مثل الحرية والثورة والنضال والاستشهاد وغيرها من المعاني التي يظن الملكيون أكثر من الملك أنها ستثير البلبلة ضد نظام يظنونه هم أنه هش للدرجة التي يقوضه عمل فني.

والآن.. وبعد (معاوية) ومن قبله (عمر بن الخطاب) و(خالد بن الوليد) و.. و.. ويمتد التذكر إلى (حمزة) الذي كان البداية في عمل سينمائي ضخم هو (الرسالة) للمخرج القدير مصطفى العقاد، والذي حقق وما زال من المشاهدة ما لم يحققه فيلم عربي أخر لا قبله ولا بعده (وبالمناسبة كان الشرقاوي أحد المشاركين في كتابته).

نقول ونسأل: أبعد كل هذه الأسماء التي ظهرت في أعمال فنية، هل هناك معنى أو منطق في استمرار تعنت الرقابة (دينية كانت أو سياسية) مع ظهور (الحسين) على خشبة المسرح؟، هل سيخجل الرقباء من موقف سابقيهم ويتجرأون على إصلاحه بالموافقة على مسرحية الشرقاوي؟

علي بن أبي طالب يظهر في مسلسل (معاوية)

المسلسل الأحدث (معاوية)

هل سيبادر المسرح القومي بإعلانه البدء في إنتاج المسرحية التي تقدم بها المخرج (عصام السيد) إلى الرقابة منذ سنوات ولم يحظ بأي رد (رفض أو موافقة)، وتركوها كالمعلقة؟

أما آن الأوان أن نقف وقفة محاسبة للنفس ولما نفعله بقوانا الناعمة مدفوعين بالغيرة (على الأقل الغيرة) من أن دولا عربية أخرى كانت هى الأشد في الرفض الديني للأعمال الفنية تبادر الأن بإنتاج مسلسلات عن شخصيات دينية لأهداف سياسية وبتكلفة تجاوزت المائة مليون دولار كما هو الحال مع المسلسل الأحدث (معاوية)؟

قلت وأكرر أن رفض بعض الأعمال التاريخية لم يكن أبدا لأسباب دينية، بل لأسباب سياسية بحتة تتستر في كثير من الأحيان خلف ستار الدين، وها نحن الآن سنشاهد عملا عن شخصية عربية إسلامية هى الأكثر إثارة للجدل (السياسي الديني).

ولكنه للأسف جاء من هناك، من حيث يصفه البعض بأنه (يسحب البساط من تحت أقدام القوى الناعمة المصرية)، والحقيقة أن المصريين هم أنفسهم من تخلوا عن بساطهم.

أما آن لنا أن نفيق قبل أن نصحو على ضياع تام لقوانا الناعمة؟، أم أن صرختنا ستذهب سدى وسيظل الحسين الثائر حبيس أدراج الرقابة دون سبب حقيقي إلا الخوف من وجع الدماغ وبإعمال منطق (الباب اللي يجيلك منه الريح إقفله واستريح)؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.