كتب: أحمد السماحي
المطربة (ليلى جمال) التى مرت علينا منذ أيام ذكرى رحيلها، المتأمل لمشوارها، يجد أنها تؤكد المقولة التى تقول أن المطرب ليس فقط صوتا جميلا!
ولكنه مؤسسة كاملة، يديرها المطرب الذكي لصالح نفسه، من حيث اختيار ما يتناسب مع شكله، ولونه، وكيفية ظهوره أمام الناس؟، ومتى يظهر؟ ومتى يختفي؟ وغيرها من الأمور التى تطيل عمر المطرب وتخلده.
والمطربة (ليلى جمال) ظلمت نفسها وموهبتها، حيث اكتفت فقط منذ ظهورها في نهاية الستينات بأنها واحدة من الأصوات الجميلة المريحة للأذن.
والتى تعاونت مع أساطين الكلمة واللحن، لكن التواجد والنجومية لا تحسب فقط بجمال وعذوبة الصوت، وإلا لكان المطرب رائع الصوت (محمد قنديل) هو مطرب مصر الأول، ولكن النجومية لها قوانين وحسابات آخرى .
الشاعر ورسام الألوان الراحل (مجدي نجيب) عام 1972 كتب عن ليلى جمال قائلا: (ليلى جمال) من فصيلة صوت شادية، وقد أفسدها تقليدها لها، ولأنها لا تعرف شيئا عن الذكاء.
فهي دائما في السفح، تقوم ببعض المحاولات نحو صعود درجة إلى القمة، ولكن سرعان ما تسقط دون أن تتأثر، ولم تجد للآن الملحن الذي يقدم لها اللحن المناسب وتأخذ مكانها الطبيعي.
والحقيقة أن ما كتبه شاعرنا الكبير (مجدي نجيب) صحيح تماما، بدليل أن الجمهور لا يعرف للمطربة (ليلى جمال) إلا أغنية واحدة وهى (شيئ من بعيد نداني) كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان محمد الموجي.
والتى غنتها عام 1975 كـ (تتر، وفواصل) لفيلم (النداهة) تأليف يوسف إدريس، وإخراج حسين كمال، وبطولة ماجدة، وشكري سرحان، وإيهاب نافع.
رغم أن (ليلى جمال) تعاونت على مدى مشوارها مع أساطين الكلمة واللحن مثل الشعراء (مرسي جميل عزيز، حسين السيد، فتحي قورة، محمد حمزه، علي مهدي، أنور عبدالله، مصطفى الطائر، صلاح أبو سالم، صلاح فايز) وغيرهم.
ومن الملحنيين تعاونت مع (بليغ حمدي، محمد الموجي، منير مراد، عبدالعظيم عبدالحق، محمود الشريف، فؤاد حلمي، عبدالمنعم الحريري، طه العجيل، خالد الأمير، إبراهيم رأفت) وغيرهم.
لكن كل هؤلاء لم يعطوا (ليلى جمال) ما يتناسب مع صوتها، ومن أعطاها قامت المطربة بدفنه بعدم الترويج له في وسائل الأعلام المختلفة وقتها.
حيث انشغلت في بداية ظهورها بالغناء اليومي في (الملاهي الليلية)، وكان ردها الدائم على من يقول لها أنك تنتحرين فنيا بالغناء يوميا : (أكل العيش يا ناس!).
نشأة (ليلى جمال)
ولدت (ليلى جمال) في الإسكندرية في حي (الأنفوشي) في 13 أغسطس عام 1944، وعملت وهي طفلة مع (محمد البحر) ابن الشيخ (سيد درويش) في أوبريت عن (الشحاتين).
ثم شاركت في بداية الستينات، في برنامج (الهواة) الذي كان يقدمه للتليفزيون (سعيد أبو السعد)، وحققت شهرة كبيرة، بعدها غنت في البرنامج الإذاعي (ركن الهواة) تقديم (علي فايق زغلول) فلفتت الإنتباه لجمال صوتها.
تعتبر (ليلى جمال) واحدة من أكثر المطربات مشاركة في الأوبريتات والمسرحيات الغنائية، حيث شاركت في (حمدان وبهانة)، و (بنت بحري) و(زباين جهنم) و(ملك الشحاتين)، و(العشرة الطيبة).
و(ليلة من ألف ليلة) و (ولد وجنية) و(أصحاب المعالي) و(قميص السعادة) و(خيل الحكومة) ولفت نجاحها المسرحي أنظار مخرجي السينما والتليفزيون.
فشاركت في عدد كبير من الأفلام، ومن هذه الأفلام (ثورة اليمن، الظريف والشهم والطماع)، و(حياة خطرة)، و(الأصيل) و(أبو ربيع)، و(امتثال) و(الغضب)، و(المرأة الآخرى)، و(المحفظة معايا، العذاب إمرأة) وغيرها.
وفي التليفزيون قدمت عشرات الأعمال التليفزيونية منها (عماشة عكاشة، المدينة الهادئة، بستان الشوك، موال الغضب، المكتوب على الجبين، حارة الشرفا، الساقية تدور، دوار يا زمن.
والإمام الغزالي، وابن الأرندلي، وعبودة ماركة مسجلة، وأماكن في القلب، ويوميات ونيس، وأجدع ناس وسمارة، وهوانم جاردن سيتي، وسماحوني مكنش قصدي، ابن ليل، وسيدنا السيد) وغيرها.
وكان آخر أعمالها التليفزيونية مسلسل (جبل الحلال) بطولة النجم محمود عبدالعزيز الذي عرض عام 2014 بعد رحيلها.
جارنا اللي ساكن
هذا الأسبوع وفي باب (غلاف ألبوم) نتوقف مع واحد من ألبوماتها، والذي نحتفظ به في مكتبتنا الغنائية الخاصة، مع ألبومات آخرى، وهو من إنتاج شركة (صوت القاهرة).
يتضمن الألبوم 9 أغنيات هى (جارنا اللي ساكن) كلمات محمد متولي، ألحان أحمد عبدالقادر، (محمود يا أبو حنفي) كلمات محمد حمزه، ألحان عبدالمنعم الحريري الذي تعاون معها أيضا في أغنية آخرى في نفس الألبوم بعنوان (على سبت الورد) كلمات حسين السيد.
ومن الأغنيات المتميزة في الألبوم أغنية (مدبولي) كلمات حسين السيد، ألحان محمد الموجي، و(دقي يا مزيكا) كلمات رفعت الصريف، ألحان حلمي بكر، الذي تعاون معها أيضا في لحن آخر بعنوان (يا واد يا شقي) كلمات عبدالرحيم شعبان.
كما يتضمن الألبوم أغنية (أنت ويا يا) كلمات فتحي قورة، ألحان سعيد عزت، و(الذرة طاب) كلمات محمد عثمان خليفة، ألحان مرسي الحريري، و(أنا جاي) كلمات محمد العجمي، ألحان إبراهيم العشماوي).
حسين السيد وسبت الورد
من أجمل أغنيات الألبوم أغنية (على سبت الورد) كلمات الشاعر المبدع حسين السيد، وألحان عبدالمنعم الحريري، والتى يقول مطلعها:
على سبت الورد شبك وردة
قال إيه بيجدد ليالينا
حبيبي، الحب خلاص عدى
سنتين وزيادة أنت نسينا
لو كان الورد يجيب فايدة
كان كل الناس زرعوا جنينة
ماهو يا حبيبي مش معقول
سنتين هجر وجفا وآسية
وتروح فجأة كده على طول
باعت خمسين وردة هدية
الحنية دى لها أصول
عمر الورد ما كان حنية
يا حبيبي الحب خلاص عدي
باعت الورد ده كله ليه؟
إيه خلاك تفكر
والمصاريف دى لزومها؟
حتى الورد بقى شكله يحسر
أصل قساوتك باينه عليه
وأنا مش لاقية غير ورق أصفر
يا حبيبي الحب خلاص عدى
ياللي ظلمت الحب معاك
سنة وسنتين بقساوة قلبك
دبل الشوق من كتر جفاك
ما بقاش فيه ولا وردة تحبك
أنا يا حبيبي مش نقصاك
ولا محتاجة لفضل في حبك
يا حبيبي الحب خلاص عدى.
في النهاية (لو كان بيدي) لكتب كل كلمات أغاني هذا الألبوم ليتعرف الشعراء الموجودين حاليا على معنى الأغنية الشعبية الجميلة الهادفة التى تحمل هدف ورسالة والأهم معنى جميل.