رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بهاء الدين يوسف: (البستاني).. دراما معقدة فقدت التركيز

بهاء الدين يوسف: (البستاني).. دراما معقدة فقدت التركيز

بهاء الدين يوسف: (البستاني).. دراما معقدة فقدت التركيز
مسلسل (البستاني) يكشف أن الأم استغلت فقدان ابنها للمشاعر لكي تدفعه لان يكون قاتلا محترفا

بقلم الكاتب الصحفي: بهاء الدين يوسف

يتميز المسلسل الاسباني (البستاني) أو (EL jardinero)، الذي عرض في شهر أبريل الماضي على شبكة نتفليكس، بقصته المختلفة عن معظم الأعمال الدرامية التي ظهرت في السنوات الأخيرة.

(البستاني) يتناول قصة أم في منتصف العمر كانت تعمل فنانة وتعيش حياة بوهيمية، وترتبط بعلاقة حب مع منتج فني كانت تعمل لصالحه قبل أن تكتشف خيانته لها وكان ذلك السبب في محاولتها الهرب منه فتقود سيارتها ومعها ابنها الطفل على الطريق السريع في ليلة ممطرة.

وبسبب الغضب الذي كان يسيطر عليها، والطريق الزلقة بفعل المطر تتعرض لحادث مروري مع ابنها، لتخرج منه مقطوعة الساق، ويصاب ابنها في رأسه إصابة أفقدته الشعور، بمعنى أنه لا يشعر بأي مشاعر بشرية مثل الحب والكره والذنب والغضب.

تهرب الأم مع ابنها من المكسيك حيث كانت تنتظرها حياة حافلة من الشهرة، الى اسبانيا حيث تقيم في منطقة ريفية بعيدة عن المدن رغبة في أن تعيش مع ابنها الذي صار مراهقا حياة هادئة، وتدير مع ابنها الذي صار مراهقا بستانا، يزرعان فيه مختلف أنواع النباتات والزهور.

بهاء الدين يوسف: (البستاني).. دراما معقدة فقدت التركيز

بهاء الدين يوسف: (البستاني).. دراما معقدة فقدت التركيز
يقوم مسلسل (البستاني) على سيناريو حافل بالتعقيدات النفسية

سيناريو حافل بالتعقيدات النفسية

لكن مسلسل (البستاني) يكشف أن الأم استغلت فقدان ابنها للمشاعر لكي تدفعه لان يكون قاتلا محترفا، حيث توفر لزبائنها الأثرياء خدمة قتل من يريدونه مقابل مبالغ مالية، ثم يدفنون الضحايا في البستان الذي يديرانه، وكل ذلك من أجل جمع المال اللازم لإعادة شراء منزل الأم في المكسيك الذي اضطرت للتخلي عنه عندما هربت مع ابنها وتم بيعه لاحقا.

تتلقى الأم تكليفا من سيدة ثرية بتقل فتاة شابة كانت حبيبة ابنها الذي قتل أو انتحر، وبدورها تكلف الأم ابنها بالمهمة، لكن عندما يبدأ في التخطيط لها ومراقبة تحركات الفتاة يقع في حبها، ويصطدم بأمه التي ترفض أن تشاركها أي سيدة أخرى فيه.

كما يظهر من السطور السابقة، يقوم مسلسل (البستاني) على سيناريو حافل بالتعقيدات النفسية، ورغم أن المسلسل من تأليف واحد من أشهر كتاب الدراما الأسبانية في العقد الأخيرة، وهو (ميغيل سايث كارال)، الذي قدم أكثر من عمل درامي ناجح من قبل مثل (الأمير) و(المرفأ)، إلا أن سيناريو (البستاني) عليه بعض المآخذ.

خلال الحلقات الستة التي استغرقها المسلسل، قدم البطل الشاب (إلمر) باعتباره فاقدا للمشاعر، وأنه شاب مستغل من والدته التي دفعته ليكون قاتلا محترفا، ثم انتقل سريعا ليكشف أن (إلمر) بدا يحب فتاة كان مكلفا بقتلها، دون أن يتعب الكاتب نفسه في توضيح كيفية التحول، واكتفى فقط بالإشارة إلى وجود ورم سرطاني في مخه تسبب في عودة الشعور له.كذلك يقدم مسلسل (البستاني) محققين، رجل مسن وسيدة اقتربت من أن تكون مسنة، ويصور نشوء علاقة بينهما رغم أن الرجل متزوج، لكن المحققة لا تمانع أن يرتبط معها بعلاقة، بل أنها تضغط عليه بقوة ليفعل ذلك رغم رفضه في البداية لأن يخون زوجته.

بهاء الدين يوسف: (البستاني).. دراما معقدة فقدت التركيز
لم يبذل المؤلف جهدا في تفسير هذا السلوك من المحققة

لم يبذل المؤلف جهدا

ومرة أخرى لم يبذل المؤلف جهدا في تفسير هذا السلوك من المحققة، وسبب رغبتها المجنونة في إقامة علاقة مع زميلها الذي لا يحمل إغراء لأي سيدة من حيث الشكل أو المضمون، ولا تقديم المحقق في صورة الرجل المسن الذي يضعف حتى عن التمسك بعفته الاخلاقية في مواجهة ضغط زميلته عليه.

عودة إلى الحلقات، حيث يقع (إلمر) في غرام الفتاة (فيوليتا) التي تبادله الغرام، ويقف بقوة ضد رغبة والدته والسيدة الثرية التي استأجرتها لقتل الفتاة، بل إنه يرفض إجراء جراحة لازالة الورم السرطاني الذي قد يتسبب في موته، لمجرد أنه لا يريد فقدان مشاعر الحب التي يكنها لفيوليتا.

تتطور الأحداث ويجد (إلمر) نفسه مضطرا لقتل السيدة التي ترغب في قتل (فيوليتا)، التي تعرف بالأمر فتقرر أن تهجره وتطلب منه عدم الاتصال بها كونه قاتلا، وبينما تقود سيارتها بعيدا يتعقبها قاتل محترف كلفته (أم إلمر) بقتلها، لكنها نجحت في مراوغته وقتله، قبل أن تنهار وتتصل بإلمر مجددا تستغيث به.

يذهب إليها مسرعا ويخفي الجثة، ويعود لمعاتبة أمه التي تحقنه بمخدر لكي تنفذ رغبتها في إجراء جراحة استئصال الورم السرطاني من مخه على غير رغبته.

وفي المشهد الأخير يعود إلمر للعمل في البستان مع أمه بعد ان عاد لطبيعته الأولى شابا لا يحمل أي مشاعر من أي نوع، وفي الختام تظهر فيوليتا التي اختفت من فترة، لتلقي عليه التحية، وعندما سألها عن سبب ظهورها مجددا تخبره أنها تريد منه أن يقتل شخصا ما لأجلها، في نهاية مفتوحة تمهد غالب لإنتاج أجزاء جديدة من المسلسل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.