كتب: مروان محمد
عادة ﻣﺎ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﺪﻝ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﺎﺷﺎﺕ ﺣﺎﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ، وهذا ما حدث مع مسلسل (فضل شاكر) الذي حمل عنوان (يا غيب) على منصة (شاهد).
بمجرد انطلاق حلقات مسلسل (يا غايب)، أثارت الجدل في الوسط الفني العربي، وتزامن ذلك مع شائعات عن صدور عفو عن أحكام السجن الطويلة ضد (فضل شاكر)، ووجدت تلك الشائعات تفاعلا لافتا من قبل جمهور (شاكر) الذي يعول عليها في عودة المغني للمسارح والحفلات الجماهيرية كما كان حتى العام 2012، عندما اعتزل الغناء.
ولم يعلن (فضل شاكر) عن صدور أي تغيير قضائي يطال الأحكام الصادرة ضده في لبنان، بينما يواصل اللقاء المحدود في دائرة ضيقة تشمل تسجيل وتصوير الأغاني في إحدى الدول دون أن يعلن عنها، كما لم يصدر عن القضاء اللبناني أي تأكيد لصدور عفو أو تغيير في وضع (فضل شاكر) القضائي بالتزامن مع انتشار أنباء عن صدور عفو عنه.
يمثل بث مسلسل (فضل شاكر)، الذي يتضمن جانبا دراميا، أحدث ظهور للفنان فضل شاكر، وقد بكى في أحد مشاهده، كما ظهر في الإعلان الترويجي للعمل الذي عرضته منصة (شاهد)، ويحمل العمل اسم (يا غايب)، وهي إحدى أشهر أغاني النجم اللبناني التي حفظها جمهوره عنه، وبثتها الإذاعات العربية لفترات طويلة تحت طلب مستمعيها.
قصة حياة (فضل شاكر)
تعرض مسلسل (يا غايب) لقصة حياة (فضل شاكر) المتقلبة منذ أن بدأ الغناء في الحفلات الشعبية في لبنان منتصف ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن يلمع نجمه في بداية الألفية ويصبح نجماً للأغاني الرومانسية بلا منازع، وتم تصوير السيرة الذاتية للفنان (فضل شاكر) في تركيا خلال العام الماضي
ويشارك في المسلسل، ممثلون يجسدون مراحل من حياة فضل، أبرزهم الفنان الأردني (عماد المحتسب) الذي يؤدي دور فضل في شبابه بسبب الشبه اللافت بينهما، إضافة إلى ظهور طفل ليجسّد مرحلة الطفولة.
وكان (فضل شاكر) بحسب أحداث المسلسل، واحدا من أبرز المغنين العرب قبل نحو عقدين، لكنه اعتزل الفن واتجه نحو التدين في تجربة طغت عليها المشاكل بسبب علاقته بالشيخ المتشدد أحمد الأسير.
فيما تم اتهامه العام 2013 بالمشاركة في أعمال إرهابية طاولت الجيش اللبناني خلال فترة قربه من الشيخ المتشدد. ونفى شاكر مراراً الاتهامات الموجهة له، وبقي متواريا في منطقة مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوبي لبنان، وعاد قبل سنوات إلى الغناء.
واستهل (فضل شاكر) حديثه عن مسيرته في البرومو الخاص بالمسلسل بالقول: (صرت مشهورا وغنيت على أكبر مسارح العالم، من أجمل أيام حياتي كانت)، قبل أن يتحدث عن (الوجع) الذي عاشه لاحقا: (الوجع هو الحرمان، الوجع هو الجوع، مرات الوجع هو التخلي، لما يتخلوا عنك أقرب الناس إلك هاد هو الموت بعينه).
وتقاطع ظهور (فضل شاكر) في البرومو مع لقطات من مشاهد تمثيلية، بأسلوب (الديكو – دراما)، شارك في أدائها الفنان اللبناني (طلال الجردي)، وممثلون آخرون، وجسد شخصيته في المسلسل الوثائقي الممثل الأردني عماد المحتسب.
ماضي (فضل شاكر)
قصة المسلسل جاءت: حيث تغوص صحافية في ماضي (فضل شاكر)، بحثا عن إجابة وافية على السؤال الصحيح قبل لقائه، تجتمع بعائلته، لتكتشف الإنسان والأب والفنان بين سطور تغيره المثير للجدل، قصة يعاد تمثيلها ويرويها فضل بنفسه عبر حلقات المسلسل!
معروف: أن القضاء العسكري اللبناني عاقب المغني (فضل شاكر)، عام 2020، بالسجن 22 عاماً مع الأشغال الشاقة (لصلته بأعمال إرهابية ودعمه مجموعة مسلحة).
وجاءت تلك العقوبة في حكمين غيابيين بحق (شاكر)، قضى الحكم الأول بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية (بجرم التدخل في أعمال الإرهاب التي اقترفها إرهابيون، مع علمه بالأمر عن طريق تقديم خدمات لوجستية لهم).
وجاء الحكم الثاني بالسجن سبع سنوات مع تغريمه خمسة ملايين ليرة (بجرم تمويل مجموعة أحمد الأسير المسلحة والإنفاق عليها وتأمين ثمن أسلحة وذخائر لها)، وفق وكالة (رويترز).
كما صدرت أحكام سجن أخرى ضد (فضل شاكر) بين عامي 2016 و2017، لكنه حصل على حكم بالبراءة منها في 2018، وتتعلق بقضية (أحداث عبرا) بين الجيش اللبناني وجماعة (أحمد الأسير) التي اقترن اسم (فضل شاكر) بها عام 2012.
مسلسل (يا غايب) هو دراما وثائقية من إنتاج شركة (2pure Studios)، والتي كانت قد قامت أيضا بإنتاج سيرتي حياة كل من سلطان الطرب (جورج وسوف) ونجم كرة القدم السعودي (سعيد العويران)، حيث تم عرض العملين على نفس المنصة.
المسلسل الوثائقي يكشف الكثير من التفاصيل حول مشوار حياة (فضل شاكر) ومسيرته الفنية، كما تضمن مشاهد تمثيلية تسلط الضوء على فترات مختلفة من حياته، في بعض هذه المشاهد، يؤدي أحد الأطفال دور الفنان في مرحلة الطفولة، في حين يجسد الممثل الأردني (عماد المحتسب) شخصية (فضل شاكر) في مرحلة الشباب، بالإضافة إلى مرحلة أخرى من مراحل حياته اللاحقة.
يذكر أن (فضل شاكر)، بدأ مشواره الغنائي في الوطن العربي مع بداية الألفية، حيث أصدر 11 ألبوماً، ومع بداية ثورات الربيع العربي في 2011، شارك في تظاهرة نظمها (أحمد الأسي)ر في بيروت، وفي عام 2013، فاجأ شاكر جمهوره باعتزاله الغناء وانضمامه لجماعة الأسير.
وعلى أثر ذلك وجهت إليه اتهامات بعد الاشتباكات التي وقعت في يونيو 2013 بين أنصار (الأسير) والجيش اللبناني، ألقي القبض على الأسير في 2015 وحُكم عليه بالإعدام، بينما حكم على (فضل شاكر) بالسجن في نفس القضية التي أعيد النظر فيها ولاتزال منظورة أمام المحاكم حتى الآن.