رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد الروبي يكتب: مسلسل (معاوية) .. نصف الحق كذب كامل!

سوءات مسلسل (معاوية) التي لا تعد ولا تحصى

بقلم الناقد الفني: محمد الروبي

على الرغم من سوءات مسلسل (معاوية) التي لا تعد ولا تحصى، سواء على مستوى النص – وهو أقبح سوءاته وسيكون لنا بعد انتهائه كتابة مطولة عنه – أو على مستوى الشكل (ديكورا وملابس ومونتاج)، أو حتى على مستوى اللغة المنطوقة التي جاءت تحمل من السخف ما لا يليق بعصر عرف بلغته المفعمة بلاغة يٌستشهد بها للآن.

نقول أنه بالرغم من هذه السوءات فإن مسلسل (معاوية) – في ظني – حسنة وحيدة، ألا وهى أنه وضع ما كان يخوفوننا من مغبة التعرض له على منضدة النقاش والأسئلة، ومن ثم تبيان ما هو مبرأ من كل ظن وما هو ملوث بتخريفات كثيرة.

وفي ظني أن من بين هذه المختلطات ما انتشر في مرويات كثيرة لا تحمل تأكيداً وحسماً واعتمده المسلسل الهزيل لإضفاء قدسية على شخص بدأت معه الفتنة ولم تنته مع نهايته، وهنا أقصد مقولة أن (معاوية) كان من كتبة الوحي !

هذه المسألة تحديداً لم يحسمها الرواة رغم ما يدعيه أصحاب المسلسل من أنها مسلمة لا يصح الجدال فيها.

بل إن الروايات التي تؤكدها هي الأضعف من حيث منطقها ومن حيث رواتها، فقد جاء في بعض الروايات أن النبي محمد – عليه أفضل الصلاة والسلام – كان له عدد من الكتاب، منهم (زيد بن ثابت وعبد الله بن سعد بن أبي السرح، وعبد الله بن الأرقم، وحنظلة بن الربيع، و.. معاوية بن أبي سفيان).

بعض المؤرخين يشككون في أن (معاوية) كان كاتبا للوحى

لم يكن كاتبا للوحى

لكن بعض المؤرخين يشككون في أن (معاوية) كان كاتبا للوحى لأن الأحاديث الصحيحة التي تذكر كتاب الوحي لم تذكره بوضوح، ورأى هؤلاء أن (معاوية) كان ربما يكتب رسائل النبي إلى القبائل والزعماء وليس الوحي تحديدا.

كذلك لم يعرف عن (معاوية) أنه كان من حفظة القرآن أو من كتبة المصحف، كما هو حال (زيد بن ثابت) وغيره من الكتاب الذين وردت أسماؤهم بوضوح في سياق تدوين الوحي.

ما نريده هنا ليس الحسم بأن (معاوية) كان كاتبا للوحي أم لا؟، لكننا أردنا التدليل على أن بعض كتاب الدراما – سنصفهم بكتاب الدراما تجاوزا رغم أن ما شاهدناه حتى الأن لا صلة له بفن كتابة الدراما بالأساس -، وفي ذلك – كما أشرنا- حديث تفصيلي سيأتي في حينه).

نقول أن بعض أولئك الكتبة يلجأون إلى مرويات ضعيفة لإضفاء قدسية على بطلهم المراد تسويقه الأن والأن تحديدا. ومن هنا تأتي الحسنة التي قصدناها في بداية حديثنا، ألا وهي وضع ما يتوهم البعض أنها مسلمات تحت مجهر الاختبار والفحص.

لا قدسية لبشر أياً من كان هو (باستثناء رسول الله عليه أفضل الصلوات)

لا قدسية لبشر

ومن ثم التأكيد على أن لا قدسية لبشر أياً من كان هو(باستثناء رسول الله عليه أفضل الصلوات)، وأياً ما كان الزمان الذي عاش فيه.. هذه واحدة، أما الأخرى والتي بظني لا تقل أهمية عن سابقتها فهي ما ننتظره في القادم من الحلقات والتي تخص كيف سيعالج المسلسل الحدث الأهم والأحرج في حياة بطلهم المقدس.

حدث التحكيم ومن بعده حدث السعي للخلافة ومعركته غير المقدسة مع باب مدينة العلم كما وصفه أشرف الخلق؟

عند هذا القدر سنتوقف في انتظار المقبل من الحلقات، لكننا لن ننسى ونحن نختم أن نذّكر أنفسنا قبل أي شخص أخر بأجمل ما خطه (الشرقاوي) في مسرحيته  المغتالة (الحسين ثائرا):

(أتعرف ما معنى الكلمة؟..

مفتاح الجنة في كلمة.. دخول النار على كلمة.. وقضاء الله هو كلمة)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.