
بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح
أدهشني أن أجد أعداء مصر من الأغبياء وأصحاب السبوبة ينتظرون في خبث الضباع الجائعة والثعالب أى حدث لمحاولة بث الفتنة والتشكيك في دور مصر المحوري الداعم دائماً لحق الشعب الفلسطيني، خاصة ما يتعلق بـ (غزة)
فحين أتابع محاولات تبثها سموم الهاربون وبقايا من لفظهم المصريون، وأدرك كل عاقل أصيل كم هم خائنون فمع الأحداث الأخيرة والعرض الأمريكي بصلف للديك الرومي البرتقالي أن مصر ستستقبل الفلسطينيون من (غزة)، ويرد أحد الصحفيين أن مصر رافضه لهذا العرض، فيرد ستقبل وكأنه يوزع ميراث جده فظهرت النوايا والأطماع لنا والعالم ولا أتخيل أنني أمام رئيس الدولة العظمى.
الرجل حين يتحدث أشعر انه يتحدث لمجلس إدارة أحد فنادقه أو شركاته التي نعرف جميعاً عنها وكيف بدأت في نيويورك، وأندهش وأجد كثيراً من أصحاب العقول يشعرون مثلي بقلق، بل ولديه في أمريكا ومجلس الشيوخ من يلاحظ هذا الهراء والاقتراحات التي لا تأتي إلا من شخص نرجسي يتحدث بقدارته المالية، وليس بوضعه السياسي المسؤل المؤثر علي العالم أجمع.
فما يخرج من اقتراحات وترهات وكأنه يحادث نفسه أمام المرآة في كل الموضيع وشئون الدول كأنه الحاكم بأمر الله متجاهل لشعوب بالملايين من بشر تدرك قيمة الأوطان وقرأت التاريخ، وتعرف (نيرون) وماذا فعل (هتلر) وأطماعه و(موسيليني) ونهايته.
وكيف انتهي الاحتلال في معظم بلاد العالم، وكيف أصبح العالم والحروب نراها جميعآً على الهواء لحظة بلحظة، وكيف لا يلاحظ أنه ورغم منع الاحتلال دخول الصحفيون إلى (غزة) وقتل كم غير مسبوق من أطفال وأبناء أصحاب الأرض بالرغم عدم السماح لدخول المساعدات والتجويع والبرد الذي يأكل أجساد الأطفال بجوار البحر وتحتهم المياة والثلوج تحاصرهم.

حالة ثلاث من الأسرى
متجاهلاً موت وأشلاء أكثر من مائة ألف بين قتيل ومعاق ويمنع عنهم حتى العلاج خارج غزة بعد أن دمر كل المستشفيات في قطاع (غزة)، والأعجب أنه يتحدث حزين عن كيف فقدت أسيرة إصبع يدها ولا يلاحظ حالة الأسيرات وهن يخرجن في حالة صحية وملابس لا يستطيع عاقل تجاهلها.
ثم يتحدث الكبير عن حالة ثلاث من الأسرى فقد انفطر قلبه وشاهدهم في حالة صحية غير جيدة، متجاهلا أنهم كانوا بالأسر يعانون من قتل البعض من الأسرى نتيجة القنابل الأمريكية وزن الاثنين طن ويزيد.
فبجانب الفزع من الخوف من القتل من قنابل الطائرات ويعانون مع كل سكان (غزة) ومعهم المقاومون من قلة الغذاء والأمن ومعاناة إداراكهم لتجاهل حكومة الاحتلال واليمين والرئيس لحياتهم تحت الأرض في خطر الموت يومياً، ولم يلاحظ أحد من حكوماتهم والكبير كيف كانون يشكرون المقاومين، ولكنها تأكيد واضح لازدواجية المعايير بل والقيم الإنسانية.
أعتقد أن أكبر خسائر الاحتلال هى تلك الصورة التي ستلاحقه ويتجاهلها الآن في نشوة البحث عن انتصار لم يتحقق، فروح أصحاب الأرض أمام الموت أصبحت متصالحة.
بعد فقدان المقاومون لزويهم وأحبائهم، ورغم ذلك مازالت المقاومه متمسكه بالحق وهم أصحابه فلا تنازل عن الأرض، يعرفون ما حدث لمن ترك أرضه في 1948 فلن يلدغ المرأ من جحر مرتين.
شاهد العالم وأطفال (غزة) كم العنف وتهور الجنود التي ارتعشت فرائضهم من شباب فقد الرغبة في الحياة من أجل بقاء الأرض، وشاهدنا جنود الاحتلال وتجاوزاتهم المفزوعة، وكيف يطلقون النار على كل متحرك طفل أو كهل أو حيوان دون شفقه ناتجة عن فزع ورعب من أصحاب الأرض.
والحق بعد يأس من تجاهل البعض لكل المواثيق والقرارات الدولية التي تجاهلها المحتل، وأصبح رغم كل الدعم الأمريكي والتهديد والوعيد بفتح الجحيم في حال عدم إفراج المقاومون عن كل الأسرى.
ولكن لأصحاب الأرض يقين أنه لا تنازل لعدو دموي قاتل للأطفال ولديهم مبدأ يردده الأبطال انه لجهاد نصر أو استشهاد فلم يعد لديهم ما يفتقدوه بعد كل الدمار في (غزة)، بل انتقل بعنف إلى معظم مخيمات الضفه الغربية ومزيد من تعزيزات واعتقال أكثر من ربعمائة مواطن حتى الآن، والقتل المذعور لأصحاب الأرض بوحشية تذاع على الهواء يومياً يشاهدها العالم وسط تمسك أصحاب الأرض بعدم تركها.

التهجير خط أحمر
وفشل محاولات التهجير بعد رفض الأردن ومصر بشكل قطعي صارم وحاد وأعلن رئيس مصر أن موضوع التهجير خط أحمر، ورغم محاولات كتائب أعداء مصر الإلكترونية ومحطات الهاربين ومحاولتهم البائسة.
وبكل الطرق الخبيثة والمندسة لشبكات التباعد الاجتماعي للتشكيك في الموقف المصري الواضح جلياً، بعد أن فشلت المحاولات الأولى، وأن مصر تبني الخيام لاستقبال النازحين مقابل مليارات من الحليف الأمريكي للاحتلال.
وتجاهل لكل المقولات للرئيس والدولة المصرية والبيانات الصادرة من الخارجية المصريه العريقة، مازال البعض يحاول عبثاً ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
تعلن مصر تأجيل سفر الرئيس المصري إلى أجل غير مسمى في حال تم طرح فكرة تهجير الفلسطينيون على جدول المباحثات، هنا استيقظ الكثيرون والمشككون، الغافلون في الداخل والخارج، وظهر بوضوح موقف مصر الصارم من قضية التهجير.
أتابع بسعادة كيف توحد المصريون خلف قيادتهم ورئيسهم وتحول الموقف الشعبي لما عاهدته للمصريون منذ كنت طفلاً في 1967 وشاباً يافعاً في 1973، وكيف وقف الشعب في الحرب حتى نصر أكتوبر المجيد وعرف العالم معدن وأصالة هذا الشعب كاتب التاريخ العريق.
إننا أمام حالة من الاستطاف خلف الجيش المصري والقائد افتخر بها، وكل من يعرف قيمة الأرض والعرض والوطن فاستمتع، وقرأت كلمات أثلجت قلبي مثل كلنا الجيش، ونحن أول الصفوف، ويكتب الشباب، ويكتب الكبار ويكتب كل محب لمصر.
فجاء الرد الشعبي وتأكدت أن مصر بخير بشعبها الواعي المنتمي، رغم محاولات البائسين أنه رد أعاد لحمة الوطن التي تظهر وقت الشدائد، ولتؤكد ان مصر تنطلق وقادرة وبخير وتستحق.