رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نكشف لأول مرة عن ملحمة وطنية لـ (فايزة أحمد)، كلمات (علي أحمد بكثير)، وألحان (أحمد صدقي)

المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفه.

(فايزة أحمد) أثناء عناء القصيدة

كتب: أحمد السماحي

قدمت كروان الشرق (فايزة أحمد) العديد من الروائع الوطنية في كل المناسبات الوطنية التى مرت على مصر، وذلك منذ حضورها إلى القاهرة في منتصف الخمسينات، وحتى رحيلها عام 1983.

ولكن للأسف الشديد هذه الروائع لا تذاع إطلاقا باستثناء عدة أغنيات خفيفة تعد على أصابع اليد الواحدة، وظاهرة عدم إذاعة الأغنيات الوطنية لا تقتصر على (فايزة أحمد) فقط، ولكن على كل أبناء جيلها من المطربيين.

الثلاثة الذين تم أرشفة وتوثيق جميع أغنياتهم الوطنية، هم سيدة الغناء العربي (أم كلثوم)، والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وجارة القمر (فيروز)، حيث كان ورائهم أصدقاء، وعشاق، وباحثين وثقوا لكل تاريخهم الفني.

لكن باقي مطربيين مصر والعالم العربي، سواء القدامي منهم، أو حتى الحاليين، لم يوثق أحد لأنتاجهم الوطني رغم غزارته.

فايز أحمد
سمير الاسكندراني

إما نكون أو لا نكون

من الروائع الغنائية التى قدمتها (فايزة أحمد) قصيدة وطنية رائعة بعنوان (إما نكون أو لا نكون) كلمات الأديب والشاعر اليمني المصري (علي أحمد باكثير)، وألحان أحمد صدقي، وتوزيع فؤاد الظاهري.

وقدمت هذه القصيدة بعد نكسة يونيو عام 1967، وإذيعت عدة مرات قليلة ثم إختفت في ظروف غامضة، ولم تذاع حتى الآن، وقد كتبها أديب العربية الكبير الشاعر علي أحمد باكثير، ولم يقدر لها النشر في حياته، وعثر عليها كاملة بين محتويات مكتبه الدكتور (محمد أبوبكر حميد) المهتم بجمع تراثه.

وأعجبت القصيدة الملحن المبدع الأصيل أحمد صدقي، وقام بتلحينها، واتصل بالمطربة (فايزة أحمد)، والمطرب الصاعد يومها (سمير الإسكندراني) وقاما بغنائها ومعهما الكورس.

ونظرا لطول القصيدة، وقع إختيار (أحمد صدقي) على بعض الأبيات، وقام بحذف باقي أبيات القصيدة الرائعة التى تصلح لكل الأزمان.

 وما أشد حاجتنا إلى كلماتها في هذه الأيام الصعبة، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بشأن تهجير سكان غزة وتحويلها إلى (ريفييرا الشرق الأوسط)!

وأفاد بيان للرئاسة المصرية بأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أكدا رفضهما التام لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين.

الملحن الكبير أحمد صدقي

قصيدة (إما نكون أو لا نكون) المغناة

ونظرا لأن قصيدة (نكون أو لا نكون) نادرة لا تذاع، سننشر في باب (محذوفات الأغاني) كلماتها، كما غنتها كروان الشرق فايزة أحمد وسمير الأسكندراني، وتحتها سننشر القصيدة كاملة، كما كتبها (علي أحمد باكثير).

تقول كلمات القصيدة كما غنتها فايزة أحمد، وسمير الإسكندراني:

كورس : غدًا بني قومي، وما أدنى غدا

إما نكون أبدا، أوْ لا نكون أبدا

إما نكون أمة من أعظم الأمم

ترهبنا الدنيا، وترجونا القيم

ولا يقال للذي نأبى: نعم

تدفعنا الهمم، لقمم بعد قمم

أو يا بني قومي نصير قصة عن العدم

تُحكى، كما تحكى أساطيرُ إرمْ

غدًا، وما أدنى غدًا، لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

فايزة أحمد : لا صلح يا قومي، وإن طال المدى

وإن بغى عدوانا وأفسدا

وروّع القدْس، وهدّ المسجدا

وشرّد الألوف من ديارهم، وطردا

وذبح الأطفال، والنساء، والشيوخ، رُكّعًا وسُجدّا

يلتمسُ العدوُّ صلْحنا سُدى

كورس : لا، لن يكون سيدا، ولن نصير أعبُدا

فايزة أحمد : إما نكون أبدا، أو لا نكون أبدا

كورس : غدًا، وما أدنى غدًا، لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

سمير الأسكندراني: لابد من يوم أغر ننقض فيه

كالقدر على عدوانا، الذي فجر، وما له منا مفر

إما نكون أبدا، أو لا نكون أبدا

إما نكون أبدا، أو لا نكون أبدا

غدًا، وما أدنى غدًا، لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

كورس: غدًا، وما أدنى غدًا، لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

فايزة أحمد: هل ضعُف الإسلامُ من بعد حُنيْنٍ، وأُحدْ

لا، بل علا سلطانه، بعد حُنيْنٍ، وأُحدْ

وأنجز الرحمان ما وعد، وانتشر الهدى

كورس: لا، لن تَهدنا الخطوب، أو يُخيفنا الرّدى

فايزة أحمد: إما نكون أبدا، أو لا نكون أبدا

غدًا، وما أدنى غدًا، لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

كورس: غدًا، وما أدنى غدًا، لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

سمير الإسكندراني: لا، والذي يقول كنْ لما يشاءُ فيكونْ

وقسمًا ببِيْتهِ المُحرّم المصون

لَمثلما كنا قديمًا سنكونْ

ومثلما أرادنا إيماننا، سوف نكون

أعزّةٌ مناضلون، وأقوياءُ عادلونْ

فايزة أحمد: لا، لن نذلّ أبدًا، ولن نهونْ

وإن تواطأ الطغاةُ أجمعون، فليسمعوا

كورس: هل يسمعونْ؟

فايزة أحمد: وليشهدنْ

كورس: العَالَموُن

فايزة والأسكندراني: أنَّا علينا أن نكون، أعزّةً أو لا نكون.

……………………………………..

الشاعر الكبير (علي أحمد باكثير)

القصيدة كما كتبها (علي أحمد باكثير):

غدًا بني قومي، وما أدنى غدا

إما نكون أبدا، أوْ لا نكون أبدا

إما نكون أمة من أعظم الأمم

ترهبنا الدنيا، وترجونا القيم

ولا يقال للذي نأبى: نعم

تدفعنا الهمم، لقمم بعد قمم

أو يا بني قومي نصير قصة عن العدم

تُحكى، كما تحكى أساطيرُ إرمْ

غدًا، وما أدنى غدًا، لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

قد وضح الصبح لذي عينيْن

لم يبقْ من شك ولا من ميْن

أين الخلاصُ؟ أين أين؟

لم يبق بيْن بيْن

إما نحوز الغايتيْن

أو نخسرُ الكرامتيْن

إما نكون أبدا

أو لا نكون أبدا

غدًا، وما أدنى غدًا لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

***

أفي سبيل العيش، نمضي للجهاد؟

كلاّ بني قومي، فما ذا بالسّدادْ

العيشُ كلُّه إلى نفاد

والعيش لا يثبت للموتِ لدى الجِلادْ

بل في سبيل الله نمضي للجهاد

لله في المبدأ والمعاد

بالله في القلب وفي الكفّ وفي الزناد

ننتزع الحياةَ من جوف الرّدى

حتى ننالَ النصر أو نُستْشهدا

إما نكون أبدا

أو لا نكون أبدا

غدًا، وما أدنى غدًا لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

***

لا بدّ من معنًى أَجَلّْ

من كلّ معنًى ومثلْ

نسعى إليه في ارتياح وجذل

ونقبل الموت إذا الموت نزلْ

بغير خوفٍ أو وجلْ

أجل، أجل، أجلْ

ذلكم الرحمنُ لم يزلْ

عزّ وجلّ

ربّ الحياة، مالك الأجل

كفيلنا في المنُتهى والمُبتدى

إما نكون أبدا

أو لا نكون أبدا

غدًا وما أدنى غدًا لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

***

لا صلح يا قومي وإن طال المدى

وإن أغار خصْمُنا وأَنْجَدا

وإن بغى، وإن طغى، وإن عدا

وروّع القدْس، وهدّ المسجدا

وشاد في مكانه هيكلهُ المُمرّدا

وشرّد الألوف من ديارهم وطردا

وذبح الأطفال والنساء والشيوخ رُكّعًا وسُجدّا

يلتمسُ العدوُّ صلْحنا سُدى

لا، لن يكون سيدا

ولن نكون أعبُدا

إما نكون أبدا

أو لا نكون أبدا

غدًا، وما أدنى غدًا، لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

***

المسلمون انهزموا يوم حُنيْنٍ وأُحدْ

من غفْلةٍ بالمسلمين، واغترارٍ بالعدد

والمصطفى يذود عنهم ويصولُ كالأسدْ

هل ضعُف الإسلامُ من بعد حُنيْنٍ وأُحدْ

لا، بل علا سلطانه، بعد حُنيْنٍ، وأُحدْ

وأنجز الرحمان ما وعد، وانتشر الهدى

لا، لن تَهيضنا الخطوب، أو يُخيفنا الرّدى

إما نكون أبدا، أو لا نكون أبدا

غدًا، وما أدنى غدًا، لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

***

صونوا مصابيح الهُدى

ولا تُمكّنوا العدا

أن يُخمدوها أبدا

إما نكون أبدا

أو لا نكون أبدا

غدًا، وما أدنى غدًا، لو تعلمون

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

***

يا ويح بيت المقدسِ

والحرم المُقّدسِ

مما به من أَبْؤسِ

وما أصاب طهرهُ من دَنسِ

واعمراهُ، أين أنت يا عُمر؟

يوم دخلْتَهُ دخول المُنْتَظرْ

في سمْتكَ الرائعْ

وقدِّك الفارعْ

وفي مُحيَاك القمرْ

وبين جنبيْكَ خشوعُ المعُتمرْ

وأهله إليك ينظرونْ

كأنما تحوّلوا إلى عيونْ

فَيعْجبون ثم يُعجبونْ

من ثوبك المرُقّع

وعزَّك المُمنّعْ

تساءلوا ما بين شكٍّ ويقينِ:

أجدُّكم هذا أميرُ المؤمنين؟

إذَا هو الذي يُسمّى عُمرَا؟

إذا هو الذي أَذلَّ قيصرا؟

يا عُمراهُ كيف ذلّت إيلياءْ؟

مدينة الرسْل ودارُ الأنبياءْ

مسْرى النبيّ المصطفى

إلى السماوات العُلاَ

حيث رأى ما قد رأى

من نور ربّه العزيز الأعلى

في السّدرة العصماء ذات المُنتْهى

واعمراهُ، أين أُولى القبلتيْن؟

وأين ثاني الحرميْن؟

والمسجدُ الثالثُ بعد المسجديْن؟

وامسجداهْ! واأَقصياهْ!

لا، لن يحوزوا المسجدا

لَنستردّنْهُ غدا

إما نكون أبدا

أو لا نكون أبدا

غدًا، وما أدنى غدًا، لو تعلمونْ

إما نكون أبدًا، أو لا نكون

***

لا، والذي يقول كنْ لما يشاءُ فيكونْ

وقسمًا ببِيْتهِ المُحرّم المصون

لَمثلما كنا قديمًا سنكونْ

ومثلما أرادنا كتابنا سوف نكون

ومثلما أرادنا محمد سوف نكون:

أعزّةٌ مناضلون، وأقوياءُ عادلونْ

لا، لن نذلّ أبدًا، ولن نهونْ

وإن تواطأ الطغاةُ أجمعون

فليسمعوا، هل يسمعونْ؟

وليشهدنْ العَالَموُن

أنَّا علينا أن نكون، أعزّةً أو لا نكون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.