رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: عرفتهم .. (سامح الصريطي).. (3)

رغم نجاح (سامح الصريطي) المستمر كنجم تليفزيونى إلا أنه تمسك بحلمه كمطرب

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

استمر نجم (سامح الصريطي) في صعود يستحقه سواء على مستوى الموهبة الفياضة أو على المستوى الشخصى الراقى.. عرض على (سامح) بطولة مسرحية (عالم كورة.. كورة).. من تأليف (جمال عبد المقصود)..

كان مستوى النص غير مرضي للمخرج وفريق العمل.. إنقاذا للموقف اقترح المخرج (مجدى مجاهد) أن تصبح مسرحية غنائية استغلالا لموهبة (سامح الصريطي) كممثل و مطرب في نفس الوقت..

بالفعل كتبت لسامح 42 أغنية للمسرحية لحنها (أحمد الشابوري) مما جعلها تحقق نجاحا باهرا، واستمر عرضها تليفزيونيا حتى اليوم.. شارك (سامح الصريطي) بطولة المسرحية (نادية فهمى ومجدى إمام وحسن حسين والنجمة الصاعدة نهلة سلامة).

وعن هذه المسرحية الغنائية تقاضيت مبلغا قيما تقاسمته وأبى وأمى وأخوتى التسعة.. وكان في نجاح المسرحية الغنائية تقديما لسامح كمطرب بعد أن حقق أمنيته القديمة من خلال أداء بعض المونولوجات في هذه المسرحية..

ولذلك.. ورغم نجاح (سامح الصريطي) المستمر كنجم تليفزيونى إلا أنه تمسك بحلمه كمطرب فكلفنى بكتابة مجموعة من الأغانى.. بالفعل اتفقنا مع الملحن (رؤوف الجناينى) و فرقة من العازفين لمصاحبة (سامح) في الحفلات الغنائية وأجرينا عشرات البروفات، لكن لم يتم غنائها في أى حفل.. ولم أتقاضى أي مقابل على ما كتبت.

اتفقت يوما مع (نادى جزيرة الورد بالمنصورة) على إقامة حفل غنائى ليلة رأس السنة يحيه (سامح الصريطى).. سألت (سامح) عن الحد الأدنى الذى يرضيه كأجر عن الحفل فحدد مبلغ 500 جنيه..

اتفقت مع إدارة النادى على 3000 جنيه لمنح (سامح الصريطي) الفرصة لمزيد من التقدير، وفي نفس الوقت أن يمنحنى أجر ما كتبت.. تقاضى (سامح) كامل المبلغ ولم يمنحنى أجري..

بعد فترة طلب منى كتابة أوبريت عن مأساة فلسطين.. أرسلت له أحد الأصدقاء إلى فندق كيلوباترا بالمنصورة ليطالبه بأجرى عن الكلمات فتجاهل الطلب.. شعرت أن شيئا ما تغير في تكوين (سامح الصريطي) صديقى القديم واللصيق.. رغم ذلك لم انقطع عن العمل بالأوبريت..

ياسر عرفات

مقابلة (ياسر عرفات)

أجريت جلسات عمل مع نائب القائد الفلسطيني (ياسر عرفات) ليشرف على الأوبريت مع اتفاق على مقابلة (ياسر عرفات).. بعد وضع اللمسات الأخيرة على الأوبريت أرسلت أوراقه كاملة إلى صديق ليوصلها إلى بيت (سامح الصريطي).. سألته تليفونيا: هل أعطاك العربون؟.. فأجابنى بالنفى.

حينها قررت بشكل نهائي قطع علاقتى بسامح وطلبت من صديقى أن يعود لفوره إلى بيت (سامح الصريطي) واسترداد الأوراق.. كان الوقت فجرا.. أيقظ صديقى سامح وزوجته  من النوم منزعجين..

لم يصدق سامح الطلب وتوقيته.. اتصل بى يسألنى: هل أنت فعلا تريد أوراقك؟ .. كانت إجابتى قاطعة بنعم.. غاضبا، سلم (سامح الصريطي) الأوراق لصديقى.. اتصل بنائب عرفات يبلغه بإلغاء الأمسية متعهدا له بالبحث عن شاعر آخر..

قابلنى نائب عرفات هو الآخر.. كان متجهما وطلب منى التفكير.. بعد تفكير أرسلت له صديقى لسحب الأوبريت وتسليمه باكو بسكويت كان قد أهدانى إياه وصورة لجيفارا.. و انتهت علاقتى المهنية بسامح في هذه الفترة.

لم تكن ردود أفعالي العصبية باعثها تصرفات (سامح الصريطي) فقط .. لكنه ركام من تكرار نفس الموقف واستغلالي بطريقة بشعة من الكثيرين.. يستعينون بكلماتى ويحققون نجاحا دون أي مقابل مادي سوى كلمات شكر لاتسمن ولا تغني من جوع يهدد أسرتى وعائلتى بسبب تفرغى للشعر..

رغم ذلك وبعد فترة قصيرة عاود (سامح الصريطي) تكرار زيارتى وزوجته مرة أخرى إلى بيتى في طلخا.. و قمت بتكريمه في المنصورة.. وعاود الغناء بكلماتى..

اتصل بى صديقى الملحن (عادل السنباطي) ذات مرة يبلغنى انه كان في أمسية غنائية بحزب التجمع وسمع هناك (سامح الصريطى) يتكلم عنى بفيض من الحب والود حتى أنه كان ينعتنى بالصديق الأوحد.. و من ضمن أغنياته التي غناها ليلتها لي :

بنحب الحرية إن كانت / حرية.. زائد حرية

بنحب النجمة لو بانت/ أكتر م النجمة المخفية

حبتينا.. يا بوابتنا/ خليكى دايما مفتوحة

هى الحرية اللى خدتنا

وسابتنا فوق خيل الساحة

أتذكر قبل أن تتعقد الأمور بينى و بين (سامح الصريطي) إلى هذا الحد أن شخصا يدعى الدكتور (مرسي نويشي) – كان يدعى أنه ابن شقيق الرئيس حسنى مبارك – قد كلفنى بكتابة أوبريت بمناسبة فوز الأديب نجيب محفوظ بجائزة نوبل..

نجيب محفوظ

لوحة لنجيب محفوظ

كتبت الأوبريت ولم أحضر البروفات لكننى شاهدت إعلاناتها في كل الصحف والمجلات التي يصدرها (مرسى نويشي) مستهدفا الإعلانات.. الأمسية تحت إشراف جامعة الدول العربية وقد دعى إليها العديد من السفراء العرب والأجانب.. أدباء المنصورة حضروا في أوتوبيس..

كما حضر الفنان (د. سيد الخضري) الذى أحضر لوحة لنجيب محفوظ.. وقد اشتهر حينها (د. الخضري) بلوحة رسم فيها عبارة (لا اله إلا الله) بتكوين جمالى من أشجار الطبيعة..

إلا أن أحد أعضاء الإخوان المسلمين والذى يملك مطبعة قد طبع من اللوحة ملايين النسخ وقد ذيلها بإشارة (أن هذا الشجر بتكوينه المرسوم هو صورة التقطت في إحدى غابات ألمانيا مستغلا النزعة الدينية لجنى الملايين كأرباح من هذه الصورة..

وقد أقام الدكتور (سيد الخضري) قضية على بعض أعضاء الجماعة مستشهدا فيها بإقرار السفارة المصرية في ألمانيا من كذب ادعاء وجود هذا التكوين الطبيعى في أي من غابات ألمانيا..

وكان المجرى الطبيعى للقضية في اتجاه كسب الدكتور (الخضري) لها و الحكم بتعويضات هائلة.. إلا أنه وفي هذا التوقيت الحرج تنفجر أنبوبة غاز في شقة الدكتور (الخضري) بشكل غامض لتاتى على ما فيها.. بعدها تدهورت صحته وسافر إلى ألمانيا للعلاج.. وهناك طالبه الأطباء بالامتناع عن التدخين إلا انه لم يمتثل للنصيحة و مات ..

في قاعة الدول العربية كان الزحام على أشده ويعلو الجدران صور مكبرة لنجوم الحفل (سامح الصريطي، مديحه حمدي، ومطربة مغربية جديدة اسمها ليلى غفران، و التي انطلقت نحو آفاق الشهرة بعد هذه المسرحية.. وقد غنت من كلماتى العديد من الأغنيات.. وصدحت الموسيقى من ألحان (أحمد الشابوري) بالكلمات  

يا بلدنا يا محروسة

عايزانا نجيب.. نجيب

آدى البلد عروسة

وآدى العريس نجيب

ليلى غفران

ألبوم ليلى غفران

كان نجاح الأمسية مدويا.. وقد جنى (مرسي نويشي) من ورائها أرباحا طائلة خاصة أنه قد باع حق بثها لمعظم القنوات العربية.. طالبت (مرسي) بأجرى ليعقب: أنا الآن في نشوة النجاح و ليس عندي استعداد أن يكلمنى أحد في أي موضوع..

و يبدو أن (مرسي) وإلى الآن مازال يعانى من النشوة، ولم يرسل لي قرشا واحدا مقابل نجاح الأمسية.. و قد شاهدته فيما بعد يجرى حديثا مع مبارك نشر في الصفحة الأولى للجريدة.

بعد فترة طلبت (ليلى غفران) – التي بلغت أوج شهرتها – من (سامح الصريطي) أن يتولى تحضير ألبوم غنائى لها.. توقعت أن يكلفنى (سامح) بكتابة الألبوم كاملا خاصة ان اسمى أيضا في هذا الوقت كان لامعا في عالم الأغنية..

فوجئت بأن (سامح) قد كلف بعض الشعراء الآخرين دونا عني.. لم أسأله عن السبب لكننى ابتلعت غصة في أعماقي.. سألنى (سامح الصريطي) فجأة: (يعنى ما سألتنيش يا إبراهيم أنا ليه ما طلبتش منك أغنيه لليلى غفران)..

لم أرد.. أكمل (لأنى كلفت الشعراء اللى ممكن يوافقوا على سعر خمسمية أو ستمية.. وأنا عارف طبعا انك مش هتقبل المبلغ دا).. فرددت عليه في سرعه قاطعة: (طبعا كنت هرفض).. كان ردى فقط لأغيظه، فقد كان المؤلف في هذه الفترة يتقاضى 50 جنيها كأجر عن الأغنية .

و

فارس يا سامح راكب المهرة

 الحلال

واقف علي المدينة بلال

بتصحي في الليل الحزين..

مهما يطول

كاره في طرقات الأفول

فوق التلال اللي انت عاشق حزنها

لو شفت شئ بيميل

عيونك من بعيد

بيبان عليها حزنها

السكه..إنت حسنها

وأنت اللي باقي في القلوب

ملمح القديس الفنون اللي ابتدي..

يصبح محيط مالهوش حدود

وأنت ما زلت يا روح حياة القلب..باني في السدود

ضد التخلف والحاله و الجمود

فنان حقيقي ع الطريق

وصديق مفيش بعده صديق

جوايا مهما البعد زاد علي قلبنا

حتي في أوقات الصلاة

نلقاك يا سامح جنبنا

من كتاب (مدد.. مدد)

سيرة ذاتية لبلد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.