رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حسين نوح يكتب: نص (الإبداع) ساذج!

حسين نوح يكتب: نص (الإبداع) ساذج!
أداء (عصام عمر) الذي اختار توصيل الموقف الكوميدي دون أي ابتذال أكثر من رائع
حسين نوح يكتب: نص (الإبداع) ساذج!
أبدت (رانيا يوسف) تفوقا فبي الأداء

بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح

حين تمتلك فكرة جيده، ولكن عرضها وسردها، يتحول إلى توهان وتتوه معالم ما تريد توصيله وتضيع النقاط الثرية للفكره في سيناريو يفتقد الخبرة، رغم وجود مخرج متميز ونجوم قدمت أداء يصل لدرجة (الإبداع) عند البعض.

لم أشاهد مسلسل (نص الشعب اسمه محمد)، من تأليف محمد رجاء، وإخراج عبد العزيز النجار خلال الموسم الرمضاني وسط زحام، قررت أن اتابعة بتؤده وتركيز بعد الشهر الكريم لوجود ممثل أتابعة وأعرفه (عصام عمر) إنه قادم ليسجل اسمه بين النجوم منذ مشاهدتي له في مسلسل (بالطو).

من الحلقات الأولي شعرت أن العمل لم يكن مسلسل فكان ريتم الأحداث بطيئ سُحلفي ولولا مجهود العظيمتان (رانيا يوسف، وشرين)، فقد ساعد وجودهن على تجاوز الترهل وإن أكمل العمل وكان.

أداء (عصام عمر) الذي اختار توصيل الموقف الكوميدي دون أي ابتذال أكثر من رائع، فكان إضافه لمتابعة عمل في الجزء الأول منه لاحظت أداء الإخراج المسرحي المعتمد علي محض الصدفة العجيبة لتستمر محاولات محمد في السيطرة على من حوله ومتابعة غرامياته  وخداعه للجميع.

ورجاء مراجعة ما كتبه المفكر الكبير (زكي نجيب محمود) الذي يشرفني أن تعاملت معه فقد قال: أن من أهمية الدراما والأدب أنهما تشكلان الوجدان، وعلينا أن ندرك (أنه كلما زادت الصدف ولجأ اليها الكاتب انما هو تشجيع على عدم إعمال العقل).

(محمد) يعمل في هندسة التكييف بالمطار ولديه زوجه ويواعد أخرى ويتزوجها ويعاشر ثالثه ويمارس الاجتهاد في الاستمرار في هذا الوضع بنهم وطمع، وتساعده صدف الإخراج والسيناريو كأنها حصص لتدريس العبث وعدم المنطق.

توقعت من اسم العمل والحلقات الأولى أن اختيار اسم (محمد) ورغم اعتراضي على سذاجة الاختيار، حين حاول المؤلف الطيب أن يجعلنا أمام صورة مكررة بيننا وتكرار الاسم هو لتأكيد حالة شمولية في معظم الشباب.

حسين نوح يكتب: نص (الإبداع) ساذج!
ظهرت معظم الشخصيات غير سوية ماعدا القليل والظاهر في العمل في دور (شيرين/ مرفت)

دور (شيرين/ مرفت)

وتناسي ان الاسم هو اسم الرسول الكريم (ص ل ع)ـ  وكان عليه اختيار اسم آخر وما أكثر الأسماء لدينا ومنها الفالح والطالح.

ظهرت معظم الشخصيات غير سوية ماعدا القليل والظاهر في العمل في دور (شيرين/ مرفت) وابن أخت رانيا (فادي/ كريم سامي).

نجح التمثيل بشكل واضح جلي في أن يحوذ المسلسل على قدر من المتابعه فقد نجحتا (رانيا يوسف) الطموحة، وشيرين (مرفت) السويه بتقمص متوازن بديع والذهاب لملابس وأداء للشخصيتين دون مبالغات نضج مهني افتخر به على مستوى (الإبداع).

من عوامل النجاح لجذب المشاهد دون أي مبالغات متعة الأداء وشارك معهم (محمد محمود) النضج على قدمين.

كانت ميان السيد (سارة) أقل من الدور رغم مبالغات المكياچ وحالة التوحد مع أداء نظرات الذهول واستخدام العيون.. لا جديد، أخشى أن يكون أحد الموتوسيكلات حولها أقنعها أنها ممكن ان تكون نجمة أغراء رغم أن نجاحها قائم على ملامحها الطفوليه وهذا سر النجاح، عليها اختيار من حولها والاهتمام بحراسة العقل، النجاح يحتاج من يترفق به ويحرسه أم أذكرك، بضحايا النجاح؟

كانت (هاجر السراج) تسكين واعي للزوجة الوديعه التي تمتلك كبرياء نتاج البيت صاحب القيم والمبادئ.

(دينا سامي) رائعه في تقمص دور العشيقة الراضية بالواقع وتتعامل معه.. انتظرو ممثلة للأدوار المركبة، اختيار (كريم سام) لدور (فادي) موفق واعي لشخصية تمثل التوازن دون انفعال، وكذلك اختيار (غادة إبراهيم) في دور سيدة الأعمال المادية الجشعة أختاً لبطة (رنيا يوسف) اختيار موفق وبالمثل (ألفت إمام) في دور أم محمد (منيره) أداء يستحق التقدير

 الزوج سمير (محمد عبد العظيم) أكد أن تسكين الأدوار رائع مع زوجته رانيا يوسف (بطه)، لم يسعدني استخدام ألفاظ مثل (وحياة أمك، وبروح أمك، يابنت الكلب يا واطية) لغة سقطت عن مستوى الأسرة وذهبت لحارة عشوائية ونساء ورجال.. أعتقد سوقية لا تناسب مستوى ما نراه.

حسين نوح يكتب: نص (الإبداع) ساذج!
فكرة تحويل (محمد محمود) من داعم لابن أخته ومشارك له في كل تصرفاته غير السوية أظهر قدرته التمثيلية

أداء تمثيلي رائع

فكرة تحويل (محمد محمود) من داعم لابن أخته ومشارك له في كل تصرفاته غير السوية، ثم يستمع إلى أخته وتذكره بالقرآن، وأنه حيقابل رب كريم بعد حين ويسير بجوار الجامع ويستمع للأذان فيتحول إلى الوديع الولهان الندمان مع أداء تمثيلي رائع، أعتقد الكتابه هنا عادت بنا للأربعينيات وتحول ساذج يحتاج توضيح أكثر وعياً كتأكيد على (الإبداع) الحقيقي.

 نهاية المسلسل يتعرف المظاليم على مهازل (محمد)، ولا نعرف هل هو عاشق ولهان، أم زير نساء، أم طماع وجبان، أم كما حاول المؤلف أن يدق جرس أن المجتمع المصري كله أصبح نصفه شخصيات مهجنه بعوامل شارك فيها الجميع، وأصبح (محمد) وامثاله بيننا عار رغم نهايته المفضوحة أمام كل من تعامل معه حتى أمه.

عدم تواجد هذا العمل والتعرض له والحديث عنه إنما هو دليل على أن الجمهور بخير والعمل مر مرور الكرام رغم الفكرة العبقرية التي أرادت أن نستيقظ وكانت نتاج وعي الكاتب في قدرة على (الإبداع).

بحالة السيولة التي يشعر معها من يخاف على هذا الوطن فعليه أن يراقب بحذر، فالأحداث حولنا ومهاترات شبكات التباعد الاجتماعي تؤكد مع أخبار الحوادث القلق العام لكن لم يساعد أن تكون الفكرة في خمسة عشر حلقة.

إننا نعيش وقت من أخطر ما مرت به مصر الغالية ولا نمتلك إلا التفائل بحذر.. فمصر تستحق فنون تساعد على اليقظة وإعمال العقل وتنوير حقيقي، فبيننا آلاف من (محمد) ينتظرون ويبحثون ويحاولون عبثاً، ولكن مصر بخير وتنطلق وتستحق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.