رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد عبد الواحد يكتب: لغز الانحدار (3).. (ميمي شكيب) وشقيقتها (زوزو)

عشرات من الباشوات والأعيان.. كانوا يتحلقون من حولها

بقلم الكاتب والأديب: محمد عبد الواحد

بعد شهرين في فرنسا بصحبة صادق باشا و إحسان بك .. عادت أمينة  (ميمى شكيب)  مصر تنتظر عقاب أمها الصارم على غيبتها والسفر دون إذنها تاركة رضيعها (محمد) لديها.

هبت إلى أمها (هانم أفندي) في صحبة وفد من صديقات الأم ليشفعن لها عندها.. ورغم أنها أقسمت أنها كانت رحلة بريئة لم يمس فيها أحد منها شعرة غيرأن الأم أزاحتها عن وجهها مؤكدة أن ابنتها (ميمى شكيب) ماتت منذ شهرين ..

حتى دادة (كسب) طفر وجهها بعلامات الاستياء حينما احتضنت (ميمى شكيب) ابنها (محمد).. رغم انها أقسمت لها أنها حافظت في سفرها على عهدها معها بالحفاظ على نفسها من الرجال.

خضعت أمينة (ميمي شكيب) لعقاب الأم .. الحبس في غرفتها وألا تخرج أبدا.. حاول (إحسان بك وصادق باشا ونجيب باشا) الاتصال بها وعرض الهدايا الثمينة عليها دون جدوى ..

التزمت (ميمي شكيب) بعقاب الأم لفترة.. بعدها انشغلت الأم في شراء الأراضى وبيعها بثمن أعلى مما بدأ يدر عليها بعضا من الأرباح التي هدأت لها أعصابها المشدودة منذ سنوات..

وانشغلت بهذه الصفقات عن (ميمي شكيب) التي سهرت ليال عديدة إلى جانب ابنها (محمد) و قد أصابه التيفود .. لم تنقطع عروض الرجال للخروج إليهم.. انصاعت أخيرا لعرض من (إحسان بك) لمرافقته السفر إلى فرنسا التي تعشقها..

تحججت لأمها بأنها بعد ملازمتها لابنها (محمد الفترة) الماضية في مرضه تريد الترويح عن نفسها في الإسكندرية.. ومن الميناء استقلت معه السفينة إلى أوروبا لمدة أسبوع..

فاطمة رشدي

فرقة الفنانة فاطمة رشدى

عند عودتها وجدت أختها (زوزو) وقد طلقت ولازمت هى الأخرى بيت أمها.. وقد بدأت (زوزو) في هذه الفترة اتخاذ طريق العمل في الفن سرا حيث بدأت في المشاركة في مسرحية (الدكتور) التي أنتجتها فرقة الفنانة فاطمة رشدى و إخراج عزيز عيد..

بدأت (زوزو) تطلع أختها (ميمي شكيب) على أجواء الأضواء والمسرح لتشعل خيالها.. فى هذه الفترة ظهر في حياة (ميمي شكيب) أحد الأقرباء لعائلة الأم.. كان في عمرها.. رقيقا.. ذو حس فنى مرهف..

أحست من نظراته أنه يذوب فيها حبا.. بادلته حبا بحب.. خاصة أنه لم يطلب منها الزواج.. وهذا ما كان يروق لها.. أصبحت دائرة الرجال حول (ميمي شكيب) تصيبها بالدوار.. ثلاثة عواجيز، لكنهم أثرياء يضمنون لها عدم السقوط مرة أخرى في فخ الفقر القاتل .. لكنهم يريدون الزواج منها..

والزواج بالنسبة لها فكرة ممقوتة  بالفطرة.. زادتها مقتا خيانة زوجها مع صديقتها.. والحاحه رغم ذلك في العودة إليه.. وشاب تحبه ويحبها دون نهاية تلوح للعلاقة..

أحست دادة (كسب) بالصراع النفسى لميمي فاقترحت عليها وعلى الأم عمل حفل زار لها.. تولت دادة (كسب) الاتفاق مع فرقة زار.. حضر الحفل العديد من علية القوم .. وقد وجدها الرجال الثلاثة فرصة للعودة الى علاقتهم مع (ميمي شكيب) فشاركوا في الحفل.. وكذلك الشاب العاشق بصفته واحدا من العائلة..

كما دعت (أبله توتو) لفيفا من رجال القصر والحكومة.. مما زاد من قيمة النقوط والأموال التي تهاوت كالمطر على الراقصين فى ضربهم الدفوف وانخراطهم في رقصة الزار التي اختلط فيها الحابل بالنابل من رجال و نساء.. 

انتهى حفل الزار بانخراط أمينى (ميمي شكيب) في البكاء لتعلن الكوديه أنها الآن سترتاح فقد رضى عنها الأسياد.. ذاع صيت حفل الزار بمن حضره من الأثرياء والسياسيين.. تناولته الصحف بالمبالغة.. خاصة أنه تخلله تقديم (صادق باشا) هدية إلى ميمي عبارة عن سيارة (لاسال سبور) بمقعدين..

بعد الحفل بفترة ذهبت أمينة (ميمي شكيب) كعادتها إلى المحامى الذى يتولى أمور أسرتها القانونية وبخاصة تحرير عقود بيع و شراء الأراضي، لتجد في مكتبه بالصدفة زوج عمتها الذى قابلها بوجه جامد الملامح فلم تصافحه وتجاهلته تماما ليستشيط غضبا صائحا في وجهها أنها بنت عاقة لطخت إٍم العائلة في الوحل..

نصحها المحامى أن تهدئ من روع زوج عمتها (محرز الباشا) وأن تصافحه معتذرة لكنها أجابت أنها لا تعرف من أقاربها شخصا بهذا الاسم.. وتركته يصب خلفها اللعنات..

محمد عبد الوهاب

لقاء محمد عبد الوهاب

من بين حضور حفل الزار كانت (زبيدة هانم) التي دعت بعده (ميمي شكيب) إلى حفلاتها في قصرها لتقابل هناك العديد من رجالات الفن والسياسة.. (محمد عبد الوهاب.. مكرم عبيد.. على ماهر..).

عشرات من الباشوات والأعيان.. من بينهم مال قلبها إلى باشا مسيحي.. حتى أنها بدأت في ملاحقته من البيت إلى (نادي محمد علي).. بدأ هو الآخر يصاحبها في نزهته بسيارته.. على يده تعلمت ميمى شرب الشمبانيا.. كان بمسيحيته يضمن لها كمسلمه انه لن يطلب منها الزواج يوما..

معظم وقتها كانت تقضيه (ميمي شكيب) عند أمها الثانية – الحنون التي تطلق لها كل حدود الحرية – أبلة توتو.. وبينما هى عندها حضر الوزير (فؤاد باشا) لتستقبله (توتو)  في ترحاب شديد مودة وسعادة غامرة..

كان (فؤاد باشا) هو الحبيب القديم لتوتو.. لكنه يقع في أسر غيرة زوجته التي لا تمنحه فرصة الانفراد بنفسه خارجا إلا فيما ندر.. حينما سألته (توتو) عن تشكيل الوزارة الجديدة أجابها أنها ستكون وزيرة فيها..

أثناء السهرة حضر شقيقه الباشا.. انبهر بجمال (ميمي شكيب).. شبهها بالمغنية الفرنسية (إديث بياف).. بدأت ميمي في الميل إليه.. تكرر لقاءها معه في حفل تنكرى أقامته الأميرة شويكار الزوجة الأولى للملك فؤاد..

تعددت لقاءاتهما.. كان أهم ما جذبها إليه حبه للأجنبيات مفسرا ذلك بأنهن لا يطلبن الزواج عكس المصريات.. مما طمأنها أنه لن يطلب منها الزواج يوما، و.. الذى زاد من كرهها لهذه الفكرة موقف جديد..

فقد تلقت ذات صباح مكالمة تليفونية من (صادق باشا) يدعوها مشاركته على العشاء في نادى (محمد علي).. تأخرت (ميمي شكيب) نصف ساعة عن الموعد.. كان (صادق باشا) ينتظرها على سلم النادى بابتسامة كاذبة..

ما إن هبطت من سيارتها حتى اصطحبها هامسا لها في غيظ وبلهجة متعالية أن مواعيد الباشوات لابد من احترامها.. لم تقبل (ميمي شكيب) الإهانة لترد عليه في عصبية بأنها لم تحضر ليعلمها أحد اللياقة ليفاجئها المحب المتيم العجوز بصفعة هائلة على وجهها صارخا وسط الجميع (قليلة الأدب)..

هدى شعراوي

قصر (هدى شعراوي)

استجمعت (ميمي شكيب) شتات نفسها وكرامتها أمام الزحام لترد عليه غاضبة في وعيد (سوف تكلفك هذه الصفعة غاليا يا باشا)..

هونت عليها الأبلة (توتو) الأمر.. صحبتها في المزيد من الحفلات.. كانت (حفلات شويكار) مرصدا لعيون حاشية الملك فاروق تترصد كل صيد ثمين.. ووقعت عيونهم على (ميمي شكيب)..

و في حفل في قصر (هدى شعراوي) راقصها شاب أسر إليها أنه جار لها.. طالما سمع من شرفته عزفها على البيانو وانبهر بها .. وأنه عازف كمان رغم أن أبيه باشا.. و شقيقته زوجة رئيس الوزراء (محمد محمود باشا)..

بدأ هذا الشاب في اصطحاب (ميمي شكيب) إلى سهرات موسيقية ومسرحية.. ودعاها لمشاهدة أفلام السينما.. لتنفتح أمامها ساحة جديدة من الأضواء جذبتها لتتحرك ناحيتها قدما.. بينما عيون القصر تتابع الفريسة الجديدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.