رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في ذكرى (نيللي مظلوم) التى نحتفل هذا العام بمئويتها: تقول الشلل خلق مني راقصة

صورة تبرز جمال (نيللي مظلوم)

إعداد: أحمد السماحي

هذه الأيام نحتفى بالذكرى الـ 22 لساحرة الرقص الاستعراضي والإيقاعي (نيللي مظلوم) التى رحلت عن حياتنا يوم 21 فبراير عام 2003، وخلال الفترة القادمة وبالتحديد يوم 9 يونيو القادم سنحتفي بمئويتها، حيث أنها من مواليد 9 يونيو عام 1925.

(نيللي مظلوم) لم تكن مجرد راقصة استعراضية بارعة، ولكنها كونت فرقة مسرحية استعراضية غنائية وقدمت عروضها على مسارح مصر المختلفة، سنتوقف عند هذه العروض المجهولة في مئويتها بإذن الله.

وهذه الأسبوع سنتوقف في باب (صحافة زمان) عند مقال مهم جدا يكشف كثير من الحقائق عن حياة هذه الفنانة الاستثنائية، جاء على لسانها في مجلة (الكواكب)، تتحدث فيه عن سر اتجاهها للرقص، وكيف خلق منها مرض شلل الأطفال راقصة محترفة!

وثيقة مجلة الكواكب

نيللي مظلوم وشلل الأطفال

تقول (نيللي مظلوم) في بداية كلامها: (ما أزال أذكر كيف تفتحت عيناي على مشاهد الرقص، فقد ولدت في مصر الجديدة، وكانت إلى جوار بيتنا مدرسة خاصة للرقص والبالية.

ورغم ذلك لم يكن يخطر ببالي مطلقا أن أشتغل بالرقص، على أنني حين بلغت الرابعة من عمري، صدمت بمأساة في حياتي، فقد أصيبت بالشلل الذي أرغمني على البقاء في الفراش.

وضاعف هذا المرض من آلام والدتي التى كانت قد فقدت زوجها، وتركني لها تكافح من أجلي، ومما أذكره أن أمي كانت تصحبني معها في عملها وهى تحملني في عربة صغيرة تدفعها بنفسها ثم تضعني فيها.

وتواصل (نيللي مظلوم) حكايتها مع الرقص فتقول: كنت رغم المرض طفلة جميلة، فما يكاد أحد يراني حتى يسعى إلى مداعبتي على أنه سرعان ما تنقلب دعاباته إلى ابتسامات للأشفاق والحنو عندما يعرف أنني مشلولة.

وكان واحدا من هؤلاء تاجرا يستورد أصناف الشيكولاته للأطفال، ولما رأني أول مرة سر كثيرا لأن وجهي يصلح وضعه كإعلان على الشيكولاته، وما كاد يعرف أنني مصابة بالشلل حتى بكى!

أحضر لي اسطوانات موسيقية، وراح هو وزوجته يساعدانني على المشي على نغمات الموسيقى الراقصة

العلاج بالرقص

في أحد الأيام صحبني هذا التاجر إلى طبيب أخصائي في شلل الأطفال، وكان الطبيب يفيض قلبه بالرحمة حتى أنه عكف على علاجي وبذل غاية جهده في سبيل شفائي.

وكان من وسائله للعلاج هو الرقص، فقد أحضر لي اسطوانات موسيقية، وراح هو وزوجته يساعدانني على المشي على نغمات الموسيقى الراقصة!

ولم تكد تمضي بضعة أسابيع حتى وجدت نفسي أمشي وحدي دون مساعدة، وأتحرك حركات تناسب الموسيقى، وبعد ثلاثة شهور شفيت تماما من الشلل.

وتستكمل (نيللي مظلوم) حكايتها فتقول: لاحظت زوجة الطبيب أنني أتمتع بمواهب فنية، فرأت إلحاقي بمعهد الرقص لأتعلم فن البالية، علما بأن أمي عارضت ذلك.

فأفهمتها السيدة زوجة الطبيب بأن شفائي التام يتوقف على إجادتي الرقص، وخشيت أمي أن يعاودني مرض الشلل، فرضيت عن التحاقي بهذا المعهد، وبعد شهور لمع اسمي بين طالبات المعهد.

وظهرت في إحدى حفلات المعهد، ولقيت إعجابا من الحاضرين، وفي إحدى الحفلات رآتني سيدة نمساوية لها معهد للرقص في مصر، فلما أعجبت بي عرضت على أمي أن ألتحق بمعهدها، فرفضت أمي خشية أن أحترف الرقص!

نيللي مظلوم مع المطرب عبدالفتاح راشد في أحد الأستعراضات المسرحية

معهد البالية والأمثال الشعبية

وتضيف (نيللي مظلوم) في اليوم التالي استيقظت والمرض يلاحقني، فخشيت أمي من أن يعاودني الشلل مجددا، ولهذا سعت أمي بنفسها إلى السيدة النمساوية للاتفاق معها على قبولي في معهدها.

ومضيت في حياتي الجديدة من نجاح إلى نجاح، وكانت دراستي باللغات الأجنبية، ولم أكن أعرف شيئا عن اللغة العربية، وبدأت أحفظ كثيرا من الأمثال العامية، وأفهم معانيها وفلسفتها!

وكان لهذه الأمثال الشعبية الفضل في تعليمي اللهجة العامية المصرية، ونطقها نطقا صحيحا، ولمع اسمي بين معاهد الرقص، وأصبح عملي مصدرا طيبا للربح رغم أن سني لم تتجاوز العاشرة!.

ومرت الأيام وأعلنت الحرب العالمية الثانية، واشتدت الغارات وأغلقت معاهد الرقص، وبدأت أنا وأمي نعاني الضيق والكرب حتى أننا بعنا جزءا من أثاث منزلنا، على أن الأقدار سرعان ما ابتسمت من جديد عندما التقيت بإحدى نجوم معاهد البالية التى ألحقتني بأحد ملاهي القاهرة الفخمة، بمرتب ضخم.

بدأت حياتي تتحول إلى طريق فني جديد هو السينما

عباس كامل والسينما

بعد مرور أسابيع قليلة نجحت كراقصة في هذا الملهى حتى تنافست الملاهي الأخرى على التعاقد معي، وبلغ مرتبي أكثر من 200 جنية في الشهر.

ثم بدأت حياتي تتحول إلى طريق فني جديد هو السينما، عندما رأني المخرج الاستعراضي (عباس كامل) وأعجب بي فتعاقد معي على الظهور في أحد الأفلام، ومضت بي الأيام في السينما حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في علم الفن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.