تعرف على أغنية (كوكو واوا) التى أنقذت ألبوم (وماله) لحسين ومودي الإمام من الفشل الزريع

كتب: أحمد السماحي
من الأغنيات التى ارتبطت بأطفال فترة نهاية السبعينات، وبداية الثمانينات الأغنية الأسبانية الشهيرة (كوكو واوا) التى كان التليفزيون يذيعها بصفة منتظمة، خاصة يوم الجمعة من خلال برامج الأطفال.
تبدأ أغنية (كوكو واوا) بطفلة تصحو من النوم لتسمع الكتاكيت تغني فيما عدا كتكوت واحد، يجلس وحيدا دائما في ركن يبكي، فتتساءل الطفلة عن سبب بكائه لتكتشف إن والدته تركته وحيدا وغادرت.
فلم يتعلم أبدا كيف يغني أغنية (كوكو واوا)!، ثم في آخر الأغنية يتعلم الكتكوت الفصيح الكلمات ويغني مع بقية الكتاكيت.
هذه الأغنية أنقذت ألبوم (وماله) للأخوين (حسين ومودي الإمام) من الفشل الذريع، تعالوا بنا نسمع (حدوتة) هذه الأغنية من (عثمان هلال) مدير شركة (صوت الدلتا) المنتجة للألبوم.
يقول (عم عثمان): كان ألبوم (وماله) أول ألبوم من إنتاج شركة (صوت الدلتا)، وعندما طرح عام 1980، لم يحقق أي نجاح يذكر، نظرا للتجديد الذي قدماه (حسين ومودي الإمام) في الموسيقى، والشاعر (عصام عبدالله) في الكلمات.
فكل شيئ في ألبوم (وماله) من موسيقي، إلى كلمات، كان جديدا ومختلفا عن السائد في الأغنية المصرية التى كانت سائدة ومنتشرة في هذا الوقت، وتتحدث عن الحب والغيرة والهجر!.

عصام عبدالله.. وماله
لكن الشاعر المبدع (عصام عبدالله) كتب في الألبوم مفردات جديدة تماما على الأذن المصرية، فضلا على أن شكل التلحين والتوزيع لـ (حسين ومودي الإمام) كان جديدا تماما.
لهذا عندما طرح ألبوم (وماله) لم يحقق أي مبيعات تذكر، وفي هذا الوقت فكر المنتج (تيمور كوتة) صاحب ومؤسس شركة (صوت الدلتا) في فكرة عبقرية، حيث كانت أغنية (كوكو واوا) تذاع بصفة منتظمة في التلفزيون خاصة يوم الجمعة.
فطلب كتابة كلماتها باللغة العربية، ثم دفع بالكلمات إلى الأخوين (حسين ومودي الإمام) فنفذا الموسيقى الخاصة بها بسرعة نظرا لبساطتها، وقام (تيمور كوتة) بعد ذلك بسحب كل نسخ ألبوم (وماله) من السوق، وأضاف عليها تلك الأغنية.
وأضاف (عثمان هلال): صادف في ذلك الوقت أن أقيم (معرض الكتاب) وكان يقام في المكان الذي توجد فيه (دار الأوبرا) حاليا، فاستأجر كشكا مقابل 300 جنيه، خلال مدة المعرض وهى ثلاثة أسابيع.
ووضع به كل كمية شرائط (وماله)، وباشر بنفسه عملية البيع، وكان كلما مرت سيدة مع طفلها، أو رجل مع ابنه) أمام الكشك (يشغل) الكاسيت على أغنية (كوكو واوا) مما اجتذب انتباه الأطفال.
وكانت النتيجة أنه تمكن من بيع جميع الشرائط خلال مدة المعرض، وأنقذ ألبوم (وماله) من الفشل الذريع.
إلى هنا انتهى كلام (عثمان هلال) مدير شركة (صوت الدلتا)، والآن سوف نتحدث عن ألبوم (وماله) الذي تضمن 9 أغنيات، كتب 7 منها الشاعر المتمرد والمتفرد (عصام عبدالله) الذي أحدث ثورة غنائية منذ بداية احترافه لكتابة الأغنية في السبعينات، وحتى رحيله في 21 مارس 1996.
الثورة التى أحدثها (عصام عبدالله) في بدايتها لم يشعر بها أوينتبه إليها إلا قلة قليلة من المثقفين، من هؤلاء الكاتبان (إبراهيم عيسى، وعبدالله كمال) في كتابهما (الأغنية البديلة) الذي جاء فيه: ( ان عصام عبد الله أهم من كتب الأغنيه فى مصر).
وإن كان هناك ثورة فنية حدثت فى آواخر السبعينات كسرت جمود الأغنيه الكلاسيكية، سنجد (عصام عبد الله) أحد روادها الاصليين، حيث حمل على كتفه أعباء تلك الموجة الجديدة التى كسرت جمود الحالة الشعرية الغنائية التى كانت تدور فى فلك واحد.
وأنجز لنا أغنيه مغايرة تماما بقوالب شعرية جديدة بها خليط متنوع مابين الإنسانى والاجتماعى والعاطفي، وقام بعمل دمج بين الفصحى والعامية، بالإضافة إلى تفرده فى كتابة الأغنية بكافة اللهجات المصرية سواء البدوية أو الصعيدية أو الفلاحي).

تفاصيل ألبوم (وماله)
كتب (عصام عبدالله) في ألبوم (وماله) 7 أغنيات هى (وماله، إزي الصحة، حاجة تانية، شيئ جديد) ألحان حسين ومودي الإمام، وكتب أيضا (المجهول، ودعي المكان) ألحان مودي الإمام، ولحن له حسين الإمام (مالك).
وكتب أغنية (كوكو واوا) سيف النصر محمد، وألحان حسين ومودي، وكتب حسين الإمام ولحن أغنية (بيب، بيب).
ألبوم (وماله) طبع وتسجيل ستوديوهات (صوت الدلتا)، مهندس صوت هاني كوته، وكان فريق عمل الألبوم يتكون من حسين الإمام، (غناء، وجيتار، وباص).
ومودي الإمام (بيانو، وميلوترون، وكي بوردز، وغناء)، أمين منصور (درامز، طبلة، طومبا، دف)، د. أحمد منصور (ناي)، وصمم غلاف الألبوم خالد رشدي.

رائعة: (ودعي المكان)
تضمن الألبوم أغنيات تعتبر لوحات تشكيلية رسمها بمهارة ودقة شديدة الشاعر العبقري (عصام عبدالله)، وعبر فيها عن حالات عاطفية وإنسانية شديدة الحساسية والجمال.
واشتبك مع مفاهيم معقدة بكلمات شديدة السهولة دون تكلّف، ومن أجمل هذه اللوحات أو الأغنيات، رائعته (ودعي المكان) التى يقول فيها:
دورى بعينيكى في كل حتة
المسي كل الحاجات
حسسي ع الذكريات
رتبيها، لخبطيها، كسريها
أو خديها وانتى ماشيه
ودعينى ودعيها، ودعى المكان
***
اضحكي، ليه غريقه في الدموع امسحيها
واضحكي، دى الحقيقه اللى كنا بندرايها
صدقيني دي النهايه مفيش رجوع
صدقيني مش حتضعفني الدموع
المرة دي خلاص محدد
المرة دي من غير تراجع أو تردد
اخرجي سيبي حياتي
ودعي المكان ودعي المكان
***
وانتى ماشيه ودعينى
ودعي.. إيد رقيقة يا ما كانت بتلاقيكي
ودعي.. روح جريئه بالأمان بتلف بيكي
والنوادر والحيطان والامتزاج
واختلافنا المستخبى فى الاحتياج
اخرجى وقلبى معاكى
وابقى ردى الباب وراكي
مهما كان الوضع مؤلم
بس لازم مرة نفهم