تعرف على سر فتح (إحسان عبدالقدوس) النار على النجمة (نجلاء فتحي)!
كتب: أحمد السماحي
يعتبر الكاتب الكبير (إحسان عبدالقدوس) أحد رموز السينما المصرية الهامة، التى حُولت كثير من رواياته وقصصه إلى أفلام سينمائية، ومسلسلات درامية وإذاعية، ومسرحية، حققت نجاحا كبيرا.
في نهاية ستينات القرن الماضي، وبداية السبعينات كانت النجمة الجميلة (نجلاء فتحي) هى سندريلا الشاشة الجديدة التى يتهافت المنتجين والمخرجين عليها للمشاركة في بطولة أفلامهم، لكن في هذه الفترة فتح (إحسان عبدالقدوس) النار عليها لماذا؟
وما سر عداء الكاتب الكبير لهذه الزنبقة البيضاء (نجلاء فتحي)، الرقيقة مثل النسمة، الشقية كالطفولة، أيقونة (الحب والكبرياء) التى سكنت أفلامها وجداننا، وصنعت برومانسيتها مكانا خاصا فى قلوبنا بنحو 80 فيلما؟
تفاصيل المكالمة الخطيرة
تعالوا بنا نعود إلى عام 1970 ونعرف سر العداء الذي نشأ بين الكاتب الشهير إحسان عبدالقدوس، والسندريلا الجديدة وقتها (نجلاء فتحي)، كما كتبه الكاتب الصحفي اللبناني الكبير (محمد بديع سربية) في مجلة (الموعد)، فهيا بنا عزيزي القارئ نرتد إلى الزمن 54 عاما لنعرف إيه الحكاية؟!
التليفون يدق في منزل المخرج هنري بركات يحمل السماعة يجيئه من الطرف الآخر صوت الكاتب القصصي المشهور (إحسان عبدالقدوس)، يبادره قائلا: أستاذ بركات، القصة التى طلبت مني أن أكتبها لتخرجها على الشاشة أصبحت جاهزة، مررت عليها باللمسات الأخيرة.
وأجاب (هنري بركات): شكرا يا أستاذ (إحسان) سوف أمر بمكتبك لأتسلمها.
ويستدرك إحسان: ولكن هناك أمرا أود أن نتفق عليه منذ الآن لكي لا نختلف فيما بعد!
فقال المخرج المشهور: خيرا؟!
وأكمل الكاتب الكبير: أشدد على أنني لا أقبل أن تمثل (نجلاء فتحي) دور البطولة في قصتي!، هذا شرط من أول شروطي.
سرالفيتو على (نجلاء فتحي)
واستغرب (بركات) وقال: ولكن يا أستاذ إحسان افرض أن دور البطولة في القصة يليق لنجلاء فتحي؟
يقاطعه إحسان قائلا: أنني أوافق على إية بطلة، إلا (نجلاء فتحي)!، وإذا كنت مصمما على أن تكون هى البطلة في فيلمك فأنا أسحب القصة، وأترك لك أن تختار قصة أخرى لمؤلف غيري.
توقفت عند هذا الحد المكالمة التى تمت بين (إحسان عبدالقدوس) أحد نجوم القصة السينمائية في مصر والمخرج الهادئ المثقف الذي قدم للسينما المصرية أكبر مجموعة من الأفلام الناجحة التى لم تورث منتجيها الفقر والإفلاس والديون، ولكنها أورثتهم الغنى والثراء.
وبالنسبة لإحسان عبدالقدوس، فإن مثل هذه المكالمة التليفونية ليست الأولى من نوعها، وقد لا تكون الأخيرة التى يجريها مع أي مخرج أو منتج يريد العمل معه، ويحول قصه من قصصه إلى فيلم سينمائي.
ولكنها المرة العاشرة أو أكثر، ذلك أن الكاتب القصصي المشهور لا يريد أن يتصور أن اسم (نجلاء فتحي) سوف يلتقي مع اسمه على إعلان واحد من إعلانات الفيلم!
وبالتالي فهو مصمم على أن ينتقم من سندريلا الشاشة الجديدة، ويضع (الفيتو) عليها في كل فيلم تكون قصته من تأليفه، ولكن لماذا يفعل هذا (إحسان عبدالقدوس)؟!
يعمل (إحسان عبدالقدوس) ذلك لسبب بسيط وواضح وليس خافيا على أحد في الوسط السينمائي والصحفي في القاهرة، وهو أن ابنه الشاب (أحمد عبدالقدوس) غارق لشوشته في حب الشابة الناعمة الجميلة التى اسمها (نجلاء فتحي).
لن تتزوج نجلاء فتحي
وسندريلا السينما الجديدة بادلته هى الأخرى هذا الحب، وكان من الطبيعي أن يتفقا على الزواج، ووصل خبر هذا الحب والاتفاق على الزواج إلى مسامع الأب الكاتب، فوقف في وجه ابنه الفتى العاشق.
وقال له بصريح العبارة: (لن تتزوج نجلاء فتحي، على جثتي أن يتم هذا الزواج)!، وكان السبب الأول الذي استند إليه إحسان عبدالقدوس في قراره هو أن (نجلاء فتحي) ممثلة!
وعندما يتزوجها ابنه من الطبيعي أن تجره هى إلى مجتمعها، وهو لا يريد لفلذة كبده أن يعيش في المجتمعات الفنية التى يعلم أنها سوف تلتهم كل طموح ابنه وتعطله عن الوصول إلى مكانة مرموقة في المجتمع، كالمكانة التى وصل إليها وحده بالجد والاجتهاد والطموح.
أما السبب الثاني لقرار المنع فهو أن النجل العزيز (أحمد عبدالقدوس) لم يكمل بعد دراسته الجامعية، ومن الطبيعي أن لا يكملها على الإطلاق عندما يتزوج (نجلاء فتحي)!
وذلك لأنه سوف يكون مرغما على أن يشاركها السهر حتى الصباح، سواء في الاستديوهات أو في ملاهي الليل التى يحلو لنجلاء أن ترقص فيها آخر الرقصات الحديثة.
وفضلا عن ذلك فإن عقل الطالب الجامعي سوف لن يكون مع المحاضرات الجامعية في النهار، وإنما مع الزوجة الشابة التى تمثل في الاستديو ولا يعرف من تكلم، ومن تمازح؟!
والآن عزيزى القارئ هل (إحسان عبدالقدوس) كاتب أروع القصص الغرامية، ابن العائلة الفنية على حق في منع ابنه من الزواج من نجلاء فتحي؟!