(مندوب التنظيم العالمي للجنس) !
بقلم : محمد شمروخ
قد يتبادر إلى ذهنك أن أسباب انتشار مقاطع الفيديو الإباحية على الموبايلات وجميع أجهزة الكمبيوتر الثابتة والمحمولة صغيرها وكبيرها جاء فقط نتيجة لسهولة الدخول على شبكة الإنترنت وتحميل مقاطع منها.
أو قد تظن أن الذي يسر انتشار المقاطع المصورة من الواقع مباشرة هو تزويد الموبايلات بكاميرات ذات تقنية عالية مما يغري أشخاصا من المرضى نفسيا وأخلاقيا أو المغرضين، لأية أسباب، بتصوير أنفسهم مع شريكاتهم – بعلمهن أو بغير علمهن- في مشاهد الجنس الصريح وبالتالي نشر هذه المشاهد على الشبكة العنكبوتية نفسها.
أنت محق في ظنك.
ولكن هذه ليست كل الأسباب. فمن فضل سعادتك أجب عن الأسئلة الآتية:
هل فكرت فيمن يحدد مسارات ويوجهها ويقوم بالإشراف على إنتاجها بعد التنسيق مع المؤلفين والسيناريست والممثلين والطاقم الفنى والإدارى؟!
فوراء هذا التوسونامي الجنسي المنظم أو الذي يبدو عشوائيا، يقبع تنظيم عملاق يتعامل مع الإباحية على أنها رسالة يحملها على عاتقه لابد من تحقيقها كأي دعابة دينية أو إيديولوجية.
الأمر ليس فيه أي مبالغة أو ميل لنظرية المؤامرة فبقليل من التفكير ستكتشف ذلك.
إنك تلمس بنفسك حجم الإنفاق الضخم على الأفلام الإباحية فلا يمكن أن يكون كل هذه السيول الإباحية نتيجة لعمل سري يتم في أستديوهات خاصة، لاسيما وأن كثيرا من الدول والمؤسسات العلنية تبيح وتدعم وتنفق على إنتاج وتوزيع هذه الأفلام بداية من أفلام المشاهد ذات الإثارة الخفيفة وإلى أفلام الجنس الصريح، وأيضا كل انواع العلاقات الشاذة التى تصل لدرجة التقزز من أفلام إباحية لعلاقات مع الأطفال أو الحيوانات او العلاقات المثلية!
كما يمكنك أن تلاحظ هنا أن منظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل والحيوان يخفت صوتها بل ويكاد يختفى ولا نسمع غير هسيس على استحياء ونداءات مبحوحة لا تعلو فوق مستوى حلمات الآذان.
لكن هذا ليس موضوعنا الأساسي، لأن الجنس الصريح فرض نفسه على المجتمعات حتى التى عرفت بالمجتمعات المحافظة والان تلفت حولك لتتأكد بنفسك أنه صار واقعا يوميا لأنك لن تستطيع أن تمنع الكمبيوتر أو الهاتف المحمول أو تعترض على بث وتلقى هذه المقاطع مهما كانت منظومة التربية صارمة لديك أو لدى بيئتك المحيطة بك.
لكن الذي أريد أن أعرضه هنا أو أن أنبه عليه أن تجارة الجنس المصور في أفلام سينمائية أو فيديو أو مقاطع قصيرة، تدار من ذلك التنظيم العالمي العملاق، ليست مجرد تجارة محرمة لجنى أرباح ولو كانت طائلة.
فهناك منظومات فكرية تقف وراء نشر الإباحية أو الفسق والفجور بالتعبير الصريح، وهي منظمات لها رموزها التاريخية والعالمية في كل المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية والفكرية بل والأكاديمية!
أنت لا تصدقنى وتظن أن الأمر مجرد انحراف أخلاقي أو سلوك اجتماعي مستهجن.
فلتظن كما تشاء ولكن اعلم أن مشروع الانفلات الجنسي العالمي مشروع قديم نشأ مع انتشار أفكار المدرسة الفرويدية – نسبة لعالم النفس اليهودى الشهير سيجموند فرويد – والتى بررت كل سلوك إنسانى بدافع جنسي.
وجرت ماكينات المطابع بآلاف الصفحات التى نشرت عن النظرية الجنسية والتعامل مع ما توصل إليه فرويد على أنه حقيقة علمية سيكولوجية لا تقبل الجدال وأن فرويد هو الذي فتح البوابات السرية للنفس البشرية بعد طول بحث واجتهاد على مدى قرون الإنسانية الماضية.
ورغم أن الطب النفسي قد تجاوز مرحلة فرويد مع ما أرسته مدرسة النحليل النفسي، إلا أن الفرويدية تحولت من مجرد نظرية إلى مشروع لتحقيق حلم الإنسان في مجتمع خال من القيود الجنسية ونشأت من جراء ذلك جماعات أسست أندية العراه في أوروبا وتم فتح شواطئ للعراة أيضا وإصدار مطبوعات عن الجنس علما أو إثارة بحثية أو إباحية وتكونت منظمات للدعوة للتحرر الجنسي وأزيلت تبعا لذلك في كثير كن المجتمعات غالبية العوائق والقيود والضوابط الاجتماعية والدينية على الممارسات الجنسية ومازال المشروع قائما ومستمرا.
كان لهذا التنظيم العملاق مفكروه الذين يضعون النظريات العلمية له ولعل أشهرهم عالم النفس والطبيب النمساوى (فيلهلم رايتش) الذي كرس حياته للتطبيق العملي للجانب الجنسي البحت في نظرية فرويد وتجاوز استخدامها في العلاج النفسي إلى الدعوة الصريحة لإباحة كل أنواع العلاقات الجنسية في المجتمعات البشرية، ووصلت دعوته لما أسماه (الثورة الجنسية) والذي عنون به كتابا له عام 1936 احدث ضجة كبرى فيي جميع الأوساط العلمية والثقافية وارتفع نجم (رايتش) لدرجة أن كتاباته ودعواته أزعجت أعضاء مدرسة التحليل النفسي أنفسهم!
ولكن (رايتش) مات عن عمر بلغ ستين عاما في سنة 1957 بأحد سجون الولايات المتحدة الأمريكية التى هاجر إليها وواصل دعوته على أرضها، ولم يكن سجنه لأسباب تتعلق بنظريته مباشرة إذ أنه تم حبسه بتهمة التحايل ولمرضه بالقلب لم يتحمل الأيام الاولى للسجن، لكنه صار نبراسا للشباب واتخذوا من أفكاره شعارات لثورة الشباب الشهيرة في عام 1968 في أوروبا!
كان (رايتش) هذا ذا قوة تأثير كبرى خاصة على الشباب خاصة المراهقين منهم ودعاهم للتحلل من القيود الجنسية وكان يوزع على الفتيات حبوب منع الحمل وييسر لهم الإجهاض
ورغم أنه خلط مشروعه في مزيج عجيب بين الدجل والعلم، إلا أنه سجل نفسه كواحد من دعاة الإباحية على أنها المشروع الحقيقي للخلاص وانتشرت أفكاره مع بقية الفرويديين وشكلت غطاء أيدلوجيا لدعوات الانفلات الجنسي وهو باختصار كان يدعو لفك القيود حول العلاقات الجنسية فتصبح مباحة باستثناء العلاقات التى تتم عن طريق الزواج أو الدعارة او الاغتصاب!
ولكن هناك واحد من أكبر وأشهر فلاسفة القرن العشرين كان أكثر شهرة ورسوخا في الدراسات الفلسفية والأكاديمية من (رايتش) وهو الفيلسوف الفرنسي (ميشيل فوكو)، ولن يتسع المجال لشرح أفكار هذه الشخصية العجيبة ولا مشروعه ولكن أكتفي بأن أقرر لك بأن (فوكو) كان رجلا غامضا وغاية في الخطورة وله اتصالات وأدوار سياسية مريبة تزيد من كثافة الغموض بجانب أفكاره التى أحدثت ثورة في الفكر الغربي مع مشروعه الفلسفى الذي كان يدعو من خلاله إلى نشر الانفلات الجنسي الذي بلغ من إخلاص فوكو له أنه مات بفيروس غريب انتقل إليه عام 1984 إثر مشاركته في احتفالية جماعية (تطبيقية) في إحدى المدن الأمريكية، سيطرت عليها الممارسات الجنسية السادية وتوفي الفيلسوف (فوكو) قبل أن يكمل عامه السابع والخمسين بسبب ذلك الفيروس الذي يعتقد أنه (الإيدز) الذي بدأ يظهر على استحياء عقب تلك الفترة ثم انتشر في كل أركان الأرض أكثر من انتشار أفكار (فوكو) نفسه!
خلاصة القول أن الدعوات الإباحية والمشهورة ثقافيا بحرية العلاقات الجنسية وسياسيا بحق ممارسة الجنس وطبيا بالاستجابة للتفاعلات البيولوجية وسيكولوجيا بالتنفيس عن الرغبات المكبوتة، في مشروع عالمي له مؤسساته الاجتماعية والمالية والإدارية والإعلامية والفكرية.. و(السياسية).
ولو اتيحت لك قراءة مذكرات بعض نجوم أفلام البورنو فستجد صدى لما قررته لك.. فأنت عندما تشاهد مقطع فيديو جنسي، فاعلم جيدا أن وراءه منظمات عالمية هى التى صنعت الأجواء المحيطة بك وأسكرت ضميرك الإنسانى، بعد أن أبطلت مفعول الضمير الجمعي الذي صار يتقبل ولو على مضض وجود مثل هذه المقاطع ولو حتى على موبايل ابنك أو بنتك، ولن تجرؤ على مراجعة ما خزنته ذاكرة هذا الموبايل.
الهدف إذن هو تدمير الضمير الأخلاقي في صورته الجماعية أو الفردية ولذلك يتم اختيار مندوبي هذا التنظيم العالمي بدقة متناهية ودعمهم ليصيروا نجوم مجتمع في الثقافة والإعلام والفن
وركز في الفن تجد النموذج العملى لهذا المندوب
– آيوه.. هو بعينه.. فهمت؟!