رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(محمد الموجي): أحببت (أحلام) قبل أن أراها، و(عبدالحليم حافظ) عرفني بها (1/2)

(محمد الموجي): أحببت (أحلام) قبل أن أراها، و(عبدالحليم حافظ) عرفني بها (1/2)
كان في حالة حب دائمة، حتى لو لم يجد الحب العاطفي

كتب: أحمد السماحي

الفنان والحب، كالنبات والماء، كالقلب والدم، كالشراع والنسيم، لا يعيش أحدهما بعيدا عن الآخر، ومهندس الألحان (محمد الموجي) كان يعيش الحب حتى الثمالة.

وكان يطبق مقولة الشاعر الكبير (نزار قباني) التى يقول فيها: (الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه)، فـ (محمد الموجي) كان في حالة حب دائمة، حتى لو لم يجد الحب العاطفي!

كان (محمد الموجي) يحب الأصوات الجديدة التى يكتشفها، ويعيش معها بكل دقة في قلبه حتى تصل إلى المجد والشهرة، فعل هذا مع (عبدالحليم حافظ، محرم فؤاد، ماهر العطار، مها صبري، عبداللطيف التلباني، هاني شاكر) وغيرهم.

لهذا ما أن سمع صوت المطربة (أحلام) وهو ما زال في قريته (حازق) التابعة لمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، حتى وقع في حب هذا الصوت المتميز صاحب النغمة المختلفة في عالم الغناء.

هذا الأسبوع في باب (غرام النجوم) وبمناسبة ذكرى رحيل فارس النغم (محمد الموجي) سنكشف تفاصيل قصة حبه وزواجه وطلاقه من المطربة (أحلام) كما جمعتها من جرائد ومجلات الزمن الماضي.

 فإليكم التفاصيل وعلى لسان (محمد الموجي) نفسه عام 1957، ودون تدخل منا إلأ في حدود ضيقة للغاية:

(محمد الموجي): أحببت (أحلام) قبل أن أراها، و(عبدالحليم حافظ) عرفني بها (1/2)
أحببت صوت (أحلام) قبل أن أراها

الأذن تعشق قبل العين أحيانا

في البداية يقول فارس النغم: أخفينا قصة حبنا أنا و(أحلام) عاما كاملا، فالحب أروع مافيه سريته، السر الذي تتهامس به القلوب، وتقوله العيون، ولا تقوله الألسن، وأمضينا سحابة العام في جنة لا تتسلل إليها أنوف الفضوليين، ولا أعين الحاسدين.

ويتابع (محمد الموجي): أحببت صوت (أحلام) قبل أن أراها، ومنذ أول مرة سمعته، وأنا هنا ينطبق عليّ ما انطبق على الشاعر (بشار بن برد) ومحبوبته (عبدة) التى أحبها دون أن يراها، والتى قال في مطلع إحدى قصائده: (يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة، والأذن تعشق قبل العين أحيانا).

وأنا أذكر المرة التى سمعت فيها صوت (أحلام) أول مرة، كما لو كان زمانها البارحة، كنت إذ ذاك موظفا في مركز (بيلا) وكانت أسناني تؤلمني.

واتفقت على علاجها عند (طبيب أسنان) لا يمل الحديث عن الفن مع أصدقائه، هؤلاء الأصدقاء الذين كانوا يشغلون (العيادة) وغرفة العلاج، حتى تعتقد أن وجودهم أمرا مقصودا للتخفيف عن المرضى.

(محمد الموجي): أحببت (أحلام) قبل أن أراها، و(عبدالحليم حافظ) عرفني بها (1/2)
أحلام والموجي

يا عطارين دلوني

ذات يوم وجدت أصدقاء طبيب الأسنان يتحدثون بحب عن أغنية جديدة للمطربة (أحلام) بعنوان (الصبر) ستذاع اليوم في الإذاعة، ومضوا يتحدثون عن جمال صوت (أحلام) التى تؤدي الأغنية.

وبين كل لحظة وآخرى ينظرون إلى (الراديو) المعلق في صالة عيادة طبيب الأسنان، وينظرون إلى الساعات، وينظرون إلى (الممرض) الموجود معهم، وكأنهم يذكرونه بأن الأغنية تقترب، ويجب أن يفتح (الراديو).

وحب الفضول جعلني أمكث بينهم لأستمع إلى الأغنية، التى شوقوني إلى سماعها، وبالفعل وقبل إذاعة الأغنية بدقائق فتح (الممرض) الراديو، وإذيعت الأغنية، التى كان مطلعها يقول:

يا عطارين دلونى الصبر فين اراضيه

ولو طلبتوا عيونى خدوها بس الاقيه

واستمعت إلى الأغنية التى أعجبتني كثيرا، من كل النواحي سواء الكلمات أو اللحن أو الأداء، وقررت أن أركز مع صاحبة الأغنية، وإستمع إلى ما فاتني من أغنيات لها، وفتنني صوت (أحلام) بطبيعته الخاصة جدا، المتفردة بين مطربات جيلها.

وبدأت أغني أغنية (يا عطارين دلوني) بين أصدقائي، وفي الحفلات التى دُعيت إليها، وفي إحدى الأيام كنت أسمع الإذاعة، فوجدتها تغني: (أيها الراعي الذي يهوى الجمال، أيها الأسمر من عهد الجمال) من خلال البرنامج الغنائي (الراعي الأسمر).

وسرحت بخيالي بعد انتهاء البرنامج الغنائي، وتوقعت نفسي (الراعي الأسمر)، وقلت لنفسي لماذا لا أكون أنا حقيقة هذا الراعي الأسمر؟!.

(محمد الموجي): أحببت (أحلام) قبل أن أراها، و(عبدالحليم حافظ) عرفني بها (1/2)
الموجي في بدايته يعزف وراء عبدالحليم حافظ

حليم يعرفني بأحلام

ظلت صاحبة الصوت  في رأسي، وتنقلت من بلد إلى بلد، ونزلت مصر مع زوجتي وأولأودي، وبعد فترة تركت وظيفتي الحكومية وروتينها، لأعمل في ميدان الموسيقى والغناء.

وفي إحدى الأيام كان الحظ حليفي، حيث قابلت (أحلام) وهى تعمل بروفات مع صديقي الملحن (كمال الطويل) على أغنيتهما الجديدة (عتاب)، ويومها كان صديقي الآخر المطرب (عبدالحليم حافظ) موجود فعرفني بـ (أحلام) التى استقبلت سلامي ولهفتي ببرود شديد!

(محمد الموجي): أحببت (أحلام) قبل أن أراها، و(عبدالحليم حافظ) عرفني بها (1/2)
وسألتها: ترضي تعملي حمامة؟! فأجابت بدهشة واستغراب

هاتور والكريز وأحلام

بعد أيام كلفتني الإذاعة بوضع الموسيقى والألحان للبرنامج الغنائي (هاتور)، وفجأة قفزت (أحلام) إلى ذهني، وقلت بيني وبين نفسي: (لماذا لا تشترك معي كمطربة في هذا البرنامج؟).

وطلبت تليفونها من صديقي (كمال الطويل)، وعرضت عليها أن تشترك معي في البرنامج، فقالت لي بكلمات مقتضبة: (نتقابل غدا في الإذاعة، الساعة كذا، وتحكي لي تفاصيل البرنامج)، وأغلقنا التليفون.

وفي اليوم التالي قابلتها في إحدى ردهات الإذاعة، وسألتها: ترضي تعملي حمامة؟! فأجابت بدهشة واستغراب، ولكن في ثقة: يعني إيه؟!

فرددت عليها قائلا: يعني تغني زي الحمامة في برنامج بعنوان (هاتور) أضع له الألحان، فابتسمت وقالت: أجرب!، وفي أحد أيام البروفات أقبلت وهى ترتدي ثوبا بلون (الكريز)، وأنا أحب (الكريز)، ولون (الكريز)، وضعيف أمامه.

ولهذا أطلت من وقت البروفات حتى أملأ العين منها ومن كريزها، ومن يوم الكريز، أحسست أنها تتسلل إلى قلبي، لكنها فجأة غضبت مني، لماذا هذا ما ستعرفونه في الحلقة القادمة؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.