رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

رسمي فتح الله يكتب: الشيخ (محمد رفعت).. حين يرتّل القلب !

في كل جيل يبعث الله نورًا، نورًا ليس له من طبيعة الأرض شيء، بل يُرسل كما تُرسل الأنفاس في صدر العارفين، ليمسح عن القلوب صدأها، وليوقظ الأرواح النائمة في عتمة الحياة اليومية؛ كان صوت الشيخ (محمد رفعت) هذا النور.  لم يكن مجرد حنجرة ترتل، ولا…

رسمي فتح الله يكتب: (فؤاد أحمد).. وجه الشر وضحية إتقانه!

كان الشر يلبس وجوهًا كثيرة، لكنه لم يعرف جماله الكامل إلا حين ارتدى ملامح (فؤاد أحمد): (27 يناير 1936 - 15 أغسطس 2010). كان يكفي أن يظهر في مشهد واحد، حتى تسري في العروق قشعريرة لا تعرف تفسيرها، كنتُ صغيرًا أعرف أن التمثيل خدعة.. أدرك أن…

رسمي فتح الله يكتب: (محمد أبو الحسن).. ضحك باكي وأوجاع صامتة!

من قال إن المهرجين لا يبكون؟، من زعم أن من يُضحِك الناس لا يعرف الحزن؟، إن كانت الكوميديا ضحكًا في نظر البعض، فهي في حياة (محمد أبو الحسن) صرخة مكتومة، وابتسامة على وجه مجروح، ونكتة تطفو على جرح لم يُداوَ. هذا الفنان العظيم لم يكن مجرد…

رسمي فتح الله يكتب: (محمد رمضان).. أسطورة كاذبة !

في عزبة القصبجي، جنوب المنيب، ولد (محمد رمضان)، لا يحمل من اسمه نصيبًا سوى هذا الجناس الجميل الذي يبرق حين يُنطق، أما في جوهره فشيءٌ آخر. طفلٌ خرج من الحارات الضيقة يلهث وراء الضوء، لا ليرى الطريق، بل ليُرى هو، ليتحوّل من ظلّ عابر إلى صورة…

رسمي فتح الله يكتب: (رياض الخولي).. وجه الوطن حين يتكلم

في زمنٍ تتبدل فيه الوجوه كل موسم، ويُصبغ الأداء بالزيف والصرخات، يبقى وجه (رياض الخولي) وحده كجدار طينيّ قديم، كوشمٍ على جبهة الأرض، لا يُمحى ولا يُقلَّد. وجهه ليس ملامحًا فحسب، بل أرشيف وطن؛ فيه ملوحة العرق، ونعومة التراب، ووجع الفقراء…

رسمي فتح الله يكتب: (محمود حميدة).. الذي جعل التمثيل طقسًا روحيًا

في عتمة قاعة السينما، حيث لا يُسمع إلا أنفاس المشاهدين وصوت شريط الفيلم المتحرك، يظهر وجهه على الشاشة، ليس مجرد ممثل يؤدي دوره، بل كاهنٌ في محراب الفن، يحفظ أصول الطقس، ويجيد ترتيل المشاهد كما يُرتّل العارف آياته المقدسة. (محمود حميدة)،…

رسمي فتح الله يكتب: (أحمد أمين).. من النشال إلى البطل الشعبي

في زوايا القاهرة القديمة، حيث تختلط رائحة الخبز الساخن بندى الصباح، وحيث الأزقة تهمس بحكاياتها القديمة، وُلد فتى نحيل ذو عينين تشعان بالدهشة والفضول.. لم يكن (أحمد أمين) مجرد طفل يركض بين الحارات، بل كان يرسم في مخيلته عوالم لم يدرك أحد أنه…

رسمي فتح الله يكتب: (باسم سمرة).. الظل العابر في دروب الزمن

في كل زقاق مصري، هناك رجل لا يتكلم كثيرًا، لا يرفع صوته، لكنه إذا مرّ، شعر الجميع به دون أن يلتفتوا. هو ليس الفتى المدلل الذي تحمله السينما على كتفيها، وليس (ابن الأكابر) الذي يسير ممسوح الملامح، بل هو الوجه الذي يحمل في قسماته شقوق الحارة…

رسمي فتح الله يكتب: (زوزو نبيل).. (شهرزاد) التي أسرت الميكروفون وأطلقت الخيال

في الليالي الرمضانية، حين تهدأ الأصوات وتكتسي القاهرة بثوبها المسائي، كان صوتٌ واحد يعلو فوق كل الأصوات هو صوت (زوزو نبيل) صوتٌ يعرفه الغني والفقير، العاشق والساهر، الطفل والمسن.. صوت ينساب من جهاز الراديو كأنه تعويذة سحرية تفتح أبواب…

رسمي فتح الله يكتب: (عبد العزيز مخيون).. طائر يحلق بين الفن والحياة

في إحدى رحلاتي إلى المملكة المغربية، كنت بصحبة الزميل الكاتب الصحفي (سعد سلطان)، بعد هبوط طائرتنا في مطار كازابلانكا، استقللنا القطار المتجه نحو العاصمة الرباط، السماء كانت تغازل الأرض بغيوم خفيفة، والنسيم يحمل عبير المحيط كأنه رسالة بعيدة…