رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في ذكراه .. سر رفض (عز الدين ذو الفقار) أن يكون وزيرا في عصر (عبدالناصر)!

في ذكراه .. سر رفض (عز الدين ذو الفقار) أن يكون وزيرا في عصر (عبدالناصر)!
كان (عز الدين ذو الفقار) إلى جانب موهبته الفنية، واسع الثقافة غزير الإطلاع على الثقافة

كتب: أحمد السماحي

(عز الدين ذو الفقار) مصباح أضاء حتى آخر قطرة زيت فيه، وواحد من الذين شكلوا وجدان الجمهور المصري طوال فترة وجوده على الساحة الفنية، ومع الأسف لم يأخذ أي شيئ مما يستحقه.

وتعرض (عز الدين ذوالفقار) للنسيان زمنا طويلا، ولكن لأنه جزء من ضمير الأمة فإن الأهتمام به قد بدأ مؤخرا بالشكل الذي يليق بإبداعه، خاصة من جمهور (السوشيال ميديا) الذي يستعيد أجزاء من أفلامه، ويعلق عليها.

كان (عز الدين ذو الفقار) إلى جانب موهبته الفنية، واسع الثقافة غزير الإطلاع على الثقافة، وهذه الثقافة انعكست على الـ 33 فيلم التى قام بإخراجها، بداية من فيلم (أسير الظلام) عام 1947، وانتهاءا بـ (موعد في البرج) و(الشموع السوداء) عام 1962.

في ذكراه .. سر رفض (عز الدين ذو الفقار) أن يكون وزيرا في عصر (عبدالناصر)!
مشهد من فيلم (الشك القاتل) اخراج عز الدين ذوالفقار

صاحب الشخصية الحساسة

سجل هذا المبدع صاحب الشخصية الحساسة الرومانسية في ذاكرة الفن مجموعة من الأفلام المتنوعة فهو لم يتخصص في نوعية واحدة من الأفلام مثل معظم أبناء جيله.

ولكنه قدم توليفة رائعة فقدم الفيلم الرومانسي الوطني مثل (رد قلبي)، وأهدانا (نهر الحب) الذي لم يجف نبعه حتى الآن وكيف يجف وهو القائل (حينما يسود الحب ينهزم الموت، وعلى الناس أن يفسحوا في قلوبهم مجرى لنهر الحب).

ولم يتوقف إبداع (عز الدين ذو الفقار) على الرومانسية فقط في (نهر الحب، وبين الإطلال، وإني راحلة، والشموع السوداء، وأقوى من الحب، وفاء، وسلوا قلبي، وأغلى من عينيه، وشاطئ الذكريات، وموعد مع السعادة).

ولكنه قدم الفيلم الوطني مثل (بورسعيد، ورد قلبي) والفيلم الغنائي مثل (شارع الحب)، والأكشن والأثارة مثل (قطار الليل، ورقصة الوداع، والرجل الثاني)، كما قدم الفيلم العاطفي في (إمرأة في الطريق، وموعد في البرج، والبنات والصيف، وعيون سهرانة).

وفي مشواره لم ينس الفيلم الاجتماعي فقدم (أنا الماضي، وموعد مع الحياة، والغائبة، والشك القاتل) حتى الفيلم الكوميدي قدمه في (طريق الأمل).

في ذكراه .. سر رفض (عز الدين ذو الفقار) أن يكون وزيرا في عصر (عبدالناصر)!
شهادة الفنان صلاح ذوالفقار بعبقريته

عبقرية عز الدين ذوالفقار

رحم الله المخرج العبقري (عز الدين ذو الفقار) الذي رحل عن حياتنا في الأول من يوليوعام 1963، والذي رفض أن يكون وزيرا في عصر الرئيس (جمال عبدالناصر)، وقال عن سبب رفضه : (الفن لا يمكن تسكينه في وظيفة، حتى لو كانت وظيفة وزير!).

وقال عن حياته : (أنا عشت، عشت، عشت، وعملت في حياتي حاجات كتير، مافيش في الدنيا حد عاش ولا حيعيش زي ما أنا عشت)!.

في شهادة نادرة للفنان الكبير (صلاح ذوالفقار) عن شقيقه (عز الدين ذوالفقار) قال: يحزنني جدا ذلك التعتيم الإعلامي الغامض على (عز الدين ذو الفقار)، الذي لم يكن فنانا عاديا، بل كان منذ طفولته نابغا عبقريا.

وأذكر أنه قرأ لي قصة أو مسرحية من تأليفه، وكانت رائعة، ولم يكن قد تجاوز الثامنة عشرة، فقد كان (عز الدين ذو الفقار) فنانا بالطبيعة، ولد شاعرا، وكان إنسانا ذا طبيعة خاصة، وعندما اتجه للسينما استخدم شاعريته في السينما.

ولكني رغم ذلك لا أرى أنه مخرج الرومانسية فقط، كما يقولون، ففي هذا الوصف ظلم كبير له، فقد أبدع (عز الدين ذو الفقار) في جميع أنواع الدراما، وله علامات في سينما الأكشن، والسينما السياسية، والإجتماعية.

فهو صاحب (رد قلبي، وقطار الليل، وإمرأة في الطريق)، وكان أبرز ما يميز (عز الدين ذو الفقار) كمخرج أنه كان يملك الحس الذي يستطيع من خلاله أن يحكم إذا ما كان المشهد يحوي إحساس المخرج كمؤلف.

في ذكراه .. سر رفض (عز الدين ذو الفقار) أن يكون وزيرا في عصر (عبدالناصر)!
عز الدين ذوالفقار يضبط الإضاءة على شادية وصلاح ذوالفقار في (عيونه سهرانة)

المخرج هو مؤلف الصورة

 فالمخرج هو مؤلف الصورة، فلابد أن يحوي المشهد إيقاعا معينا، وإحساسا معين من خلال ممثليه، فإذا ما شعر بذلك قال (CUT)، وذلك معروف لدينا بالـ ( Drama Direction).

وكان (عز الدين ذو الفقار) هو المخرج الوحيد في السينما الذي يستطيع أن يقنع المتفرج، أي متفرج بوجهة نظره، حتى لو كانت خاطئة أو صعبة الإقناع، ورغم رقته في التعامل مع الممثلين، إلا أنه كان حاكما بأمره في الأستوديو، ومهما كانت قيمة الممثل الذي يعمل معه.

 فطالما أراد شيئا، لابد أن يأخذه، فقد كان يقدس العمل أكثر من أي شيئ آخر، وكانت كل أهدافه في الحياة هي تحقيق طموحاته الفنية، وكان يبحث عن تحقيق كل ما يريده من خلال أعماله، في كل لقطة، وكل كلمة، وكل حركة في مشاهد أفلامه.

ورغم أن (عز الدين ذو الفقار) لم يكن يبحث عن التقدير إلا أنه كان ينتظره، وعندما لم يأت كان يقول : (دعوهم سيأتي يوم ليفهموني)!.

في ذكراه .. سر رفض (عز الدين ذو الفقار) أن يكون وزيرا في عصر (عبدالناصر)!
وضع قدمي على طريق الأفلام الكوميدية

حكايته مع رشدي أباظة

يقول (رشدي أباظة): حكايتي مع (عز الدين ذو الفقار) حكاية طويلة تعود إلى بدايتي الأولى، أتذكر فيلم (طريق الأمل)، مثلته خائفا وشاهدته مستمتعا، لأنه وضع قدمي على طريق الأفلام الكوميدية.

أما فيلم (إمرأة في الطريق) فعلمني أن المخرج يستطيع أن يشارك في صناعة الفنان، فمخرج هذا الفيلم (عز الدين ذوالفقار) وهو مخرج قل أن تجود الحياة الفنية بمثله، في إخلاصه، وتفانيه، ودقته مع رومانسيته.

وأعتقد أنني كنت في هذا الفيلم 20% رشدي أباظة، و80% من (عز الدين ذو الفقار)، فإذا ما أخذني إلى بطولة فيلم (الرجل الثاني) فإن التمرد يشع من أعماقي، التمرد على أنني كنت آلة بين يديه.

كنت قد مررت بتجارب أكدت في الثقة بالنفس، فكنت في الفيلم 80% من رشدي أباظة، والباقي من (عز الدين ذو الفقار) المخرج صانع النجوم والأبطال.

في ذكراه .. سر رفض (عز الدين ذو الفقار) أن يكون وزيرا في عصر (عبدالناصر)!
مع زوجته الفنانة فاتن حمامه
في ذكراه .. سر رفض (عز الدين ذو الفقار) أن يكون وزيرا في عصر (عبدالناصر)!
فاتن حمامه وفاخر فاخر في فيلم (خلود) اخراج عز الدين ذوالفقار
في ذكراه .. سر رفض (عز الدين ذو الفقار) أن يكون وزيرا في عصر (عبدالناصر)!
عماد حمدي واستفان روستي في قيلم قطار الليل
في ذكراه .. سر رفض (عز الدين ذو الفقار) أن يكون وزيرا في عصر (عبدالناصر)!
في العرض الخاص لفيلم بين الإطلال مع فاتن حمامه وشقيقه النجم صلاح ذوالفقار
في ذكراه .. سر رفض (عز الدين ذو الفقار) أن يكون وزيرا في عصر (عبدالناصر)!
مع الرئيس جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر ويوسف السباعي في افتتاح رد قلبي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.