رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بهاء الدين يوسف يكتب: هل مهد مسلسل (طهران) لضرب ايران ؟!

بهاء الدين يوسف يكتب: هل مهد مسلسل (طهران) لضرب ايران ؟!

بهاء الدين يوسف يكتب: هل مهد مسلسل (طهران) لضرب ايران ؟!
يعرض المسلسل تفاصيل كثيرة بدأ بعض المسؤولين الإيرانيين في الكشف عنها لاحقا

بقلم الكاتب الصحفي: بهاء الدين يوسف

في عام 2020 أي قبل 5 سنوات كاملة بدأ عرض مسلسل (طهران – Tehran) الذي أنتجته هيئة البث الاسرائيلية KAN 11 بالاشتراك مع شركة (هوت) أكبر شركة إنتاج درامي هناك، وتولت منصة Apple + تسويقه عالميا.

من يتابع الموسمين الأول والثاني من مسلسل (طهران) يشعر كأنه المسؤولين عن الهجوم الأسرائيلي الأخير على اإران، وضعوا خطته بناء على سيناريو العمل الدرامي، الذي يعد الأشهر في تاريخ الدراما الإسرائيلية، حيث يحدث المسلسل عن زرع جاسوسة في (طهران) لتعطيل نظام الدفاع الجوي هناك.

كما يعرض المسلسل تفاصيل كثيرة بدأ بعض المسؤولين الإيرانيين في الكشف عنها لاحقا، مثل نجاح الموساد في تجنيد مئات وربما آلاف القادة في الحرس الثوري الإيراني وفي مناصب حكومية مهمة للعمل كجواسيس لتل أبيب.

ويطرح العمل كذلك سؤال مهما يمكن توجيهه للمسؤولين الإيرانيين الذين هاجموه منذ أن بدأ عرض موسمه الأول، ووصفوه بأنه تجسسي ومضلل، ما يعني تأكيدهم أن ما عرضه غير حقيقي، والسؤال الآن هل لا زالوا يصرون على رأيهم السابق في ضوء ما تكشف عن تواطؤ وربما عمالة قادة هناك مع الموساد؟!

مسلسل (طهران) انتج منه 3 مواسم حتى الآن، يتكون كل موسم من 8 حلقات، ويعد أضخم دراما دعائية ضد النظام الإيراني، خاصة بوجود منصة Apple+ التي تولت عرضه عالميا، وأمدته بترجمة لأكثر من لغة لتسهيل وصوله الى مشاهدين في مختلف أنحاء العالم.

بهاء الدين يوسف يكتب: هل مهد مسلسل (طهران) لضرب ايران ؟!
يظهر مسلسل (طهران) الهشاشة البالغة في بنية المجتمع

هشاشة بنية المجتمع

ويظهر مسلسل (طهران) الهشاشة البالغة في بنية المجتمع هناك خصوصا في المشاهد التي يبدي فيها مواطنون إيرانيون كثر استعدادهم للتعاون مع الجاسوسة حتى بعد معرفتهم بهويتها وهدفها، لأن نقمتهم (من وجهة نظر صناع العمل) على حكم المرشد أكبر من خوفهم من تهديدات تل أبيب، وهى إشارة خطيرة لكنها لا تخلو من الواقعية.

فمثلا حظي المسلسل بإقبال كبير بين الإيرانيين الذين تحدوا قرار السلطات هناك بمنع عرضه على الشاشات أو على الإنترنت وحظر المواقع التي تبثه، كما اتُخذت إجراءات أمنية لزيادة الرقابة على المحتوى المرتبط بالمسلسل في البلاد.

وكان مقررا أن يبدا العرض العالمي للموسم الثالث في أبريل الماضي، لكن تم تأجيله عدة مرات، ولا تبدو في الأفق إمكانية لعرضه قريبا في ظل التصاعد الحالي في التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل.

تدور أحداث المسلسل حول (تامار رابينان) تؤدي دورها (نيف سلطان) إسرائيلية من أصل مغربي، وهى عميلة يهودية إيرانية الأصل للموساد تكلف بمهمة سرية في إيران، ويطلب منها التسلل إلى طهران لتعطيل انظمة الدفاع الجوي الإيراني لتمكين الطائرات الإسرائيلية من الاغارة على المفاعل النووي الايراني. 

لكن تفضح هويتها وقبل القبض عليها تتمكن من الهرب والاختباء، وتبدأ بالاندماج تدريجياً في المجتمع الإيراني والانخراط في علاقات صداقة وحب مع ايرانيين، ما يؤثر على عملها، وحين تستعيد قدرتها على تعطيل أنظمة الدفاع الجوي، ترفض التنفيذ لأن ذلك سيؤدي إلى مقتل مدنيين أبرياء.

وخلال المواسم الثلاثة يعرض مسلسل (طهران) الصراع الذي تعيشه تامار بين مهمتها كجاسوسة وبين مشاعرها تجاه الاشخاص الذين تتعامل معهم، وبعضهم يساعدها بدافع الحب مثل الهاكر الايراني ميلاد الذي ساعدها في محاولة اختراق الشبكة الإيرانية لتعطيل نظام الدفاع الجوي قبل تنفيذ غارة إسرائيلية.

ثم تطورت علاقتهما إلى علاقة عاطفية مع تعمق الثقة بينهما، حيث كان يساعدها في التخفي والتنقل داخل (طهران)، ويقوم بعمليات اختراق لصالحها متحديا المخاطر، قبل أن يقتل على يد الحرس الثوري بعدما وشى به الموساد.

بهاء الدين يوسف يكتب: هل مهد مسلسل (طهران) لضرب ايران ؟!
يكشف المسلسل كيفية نجاح (تامار) في الوصول إلى أهم وأكبر المسؤولين الأمنيين الإيرانيين

اصطياد قادة إيران

ويكشف المسلسل كيفية نجاح (تامار) في الوصول إلى أهم وأكبر المسؤولين الأمنيين الإيرانيين، من خلال إقامة علاقات خاصة مع أقرباء لهم، مثلما نجحت في الإيقاع بفرهاد ابن شقيق (محمد باقر) أهم جنرال في الحرس الثوري وراعي البرنامج النووي الايراني، حيث وقع في غرامها وساعدها في الوصول الى عمه وقتله.

كما يستعرض العمل أن اصطياد قادة إيران أسهل من صيد العصافير، لدرجة أن تامار تغتال قائد الحرس الثوري الجنرال (قاسم محمدي) في جنازة ابنه، رغم إبلاغها بإلغاء العملية قبل تنفيذها، لكنها أصرت على تنفيذها فقط انتقاما لمقتل حبيبها الإيراني (ميلاد).

الملفت للنظر قبول عدد غير قليل من الممثلين والفنيين ذوي الأصول الإيرانية المشاركة في المسلسل، وكان حرص إسرائيل على الاستعانة بهم لسبب معلن هو منح المسلسل مصداقية ثقافية ولغوية، خاصة أن جمهور Apple TV+ عالمي، ولن يقبل بنسخ سطحية من الثقافة الإيرانية.

أما السبب الحقيقي والخفي فهو إظهار الانقسام داخل المجتمع الإيراني نفسه، باعتبار أن وجود شخصيات إيرانية يضفي مصداقية ضمنية على السردية الإسرائيلية في العمل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.