تعرف على الأغنية التى كتبت ولحنت لـ (وردة)، وغنتها (ميادة الحناوي) !

كتب: أحمد السماحي
لم تكن (وردة) مجرد صوت موهوب تغير لونها الغنائي باستمرار ليكون ذلك تعويذة نجاحها وسر استمرارها، ولم تكن مجرد مطربة انطلقت على سجيتها، واتاحت لها الظروف التاريخية التى نشأت وكبرت فيها التعاون مع أساطين الكلمة واللحن.
ولم تكن (وردة) مجرد مطربة حسنة الصوت، وحسنة الحظ، إنما كانت شخصية قوية، ـ وإن لم تبدى ذلك ـ وقطعة من قلب الغناء العربي، منحت فنها خصوبة وحيوية متجددة.
وارتفعت بفنها إلى أعلى القمم، ورسم عقلها بأعمالها تاريخها، وحدد مسارها، وعبر عن فلسفتها وأبرز أهميتها، منذ أن تزوجت (وردة) الموسيقار العبقري (بليغ حمدي) وعاشا معاً سبع سنوات، كانا (روميو وجوليت العرب)، وقصة حبهما قصة من ألف ليلة وليلة.
وكونا ثنائيا غنائيا، وتعاون في العديد من الروائع التى لا تنسى، لكن كانت هناك أغنية أحبت (وردة) كلماتها، ولحنها، وطلبت من زوجها (بليغ حمدي) أن تغنيها، ووافق على طلبها، ونشرت الجرائد والمجلات الفنية الخبر، لكن بعد فترة غنت هذه الأغنية مطربة آخرى!.
عن هذه الأغنية، ومن المطربة التى غنتها بصوتها بدلا من (وردة)؟ وماهي الكلمات الأصلية للأغنية، وهل كانت الأغنية سر طلاقها من عبقري اللحن؟ سيكون هذا حديثنا هذا الأسبوع في باب (حواديت الأغاني).
في نهاية السبعينات كان الموسيقار (بليغ حمدي) يدندن بمطلع أغنية يقول مطلعها :
مش عوايدك، قولي مين غير عوايدك
قوللي مين؟ قولي مين قساك، وهون حبي عندك
رقة زمان مش هية، ضحكة زمان مش دية
حاسة بقيت منسية!

أعد يا بلبل والنبي
وفي هذا الوقت كانت (وردة) في غرفتها، وبمجرد أن انتهى بليغ من (الدندنة)، جاءت مسرعة، تقول لـه: (أعد يا بلبل والنبي)، وأعاد الملحن الموهوب نغماته مجددا بناء على أوامر الزوجة الحبيبة.
وسألها بهدوء وهو سارح: عجبك اللحن صحيح يا وردة؟
قالت له : يجنن يا بليغ! أنا لازم أغني هذه الأغنية، دي كلمات عبدالوهاب محمد، ولا مأمون الشناوي؟
قال لها: كلمات شاعر صديقي اسمه (أحمد حلمي)، سبق ولحنت له أغنية حلوة أوووي زمان، غنتها (فايزة أحمد) بعنوان (اتحسدنا ولا ايه)، كانت كلماتها حلوة أووي يا وردة.
فسألته الزوجة الحبيبة: كانت كلماتها بتقول ايه ؟
كان مطلعها يا ستي، وبدأ يدندن على عوده مطلع الأغنية الذي يقول :
كل يوم، كل يوم، هجروقاسية
ياحبيبي قولي ليه؟
بسألك فكر شوية اتحسدنا ولا إيه !
كنا في دنيا الهوى أجمل أحبة
كل يوم في قلوبنا بتزيد المحبة
كان كلامي حلو عندك، لو شكيت منك إليك
تسمعه وتزيد في ودك، النهارده تقيل عليك
باسألك فكر شوية اتحسدنا ولا إيه؟!
فردت (وردة): حلوة أوووي يا بليغ وأول مرة أسمعها!
وبعد فترة سافر بليغ حمدي إلى أبوظبي، لاستكمال تصوير برنامج (جديد في جديد) الذي كان يقدمه، وأثناء ذلك دخلت (وردة) المستشفى، تجرى عملية جراحية خطيرة، وكانت بين الحياة والموت فى المستشفى.
وبدلا من أن يكون بجوارها ومعها فى هذه الظروف الصعبة، فضل أن يكون فى إحدى الدول العربية يعيش حياته كما يحلو له دون الاكتراث بها أو بوضعها الصحى، ولم يسأل عنها (بليغ حمدي) ولم يزورها.
وبعد خروجها من المستشفى، أهداها أحد الصحافيين المقربين منها ومن (بليغ حمدي)، بعض الصور التى تجمع زوجها الحبيب، بمطربة جديدة في عيد ميلادها.


الطلاق من (بليغ حمدي)
وعندما اتصلت بصاحب المجلة الفنية، حدد لها الوقت الذي كان فيه (بليغ) بصحبة المطربة الشابة وأصحابها وأهلها يحتفلون بعيد ميلادها.
وهنا ثار كبرياء (وردة)، وقررت الطلاق من (بليغ حمدي)، الذي لم يزورها في المستشفى، وفضل الأحتفال بعيد ميلاد المطربة الشابة.
وبالفعل حدث الطلاق، حيث كلف (بليغ حمدي) المحامي الشهير (محمود لطفي)، بطلاق (وردة)، وانهار (بليغ حمدي) بعد الطلاق، وفي هذه الفترة كان في (أبوظبي) يقدم برنامج (جديد في جديد).
ونظرا لخوف بعض الأصدقاء عليه، ومنهم (محمد رشدي، وسوزان عطية، والمخرج جميل المغازي) كانوا يراقبونه حتى لا يعمل في نفسه شيئا!، حسب ما ذكره المخرج جميل المغازي في أحد البرامج.
وفي أحد الأيام كان بليغ بمفرده، يدندن، فاستمعوا منه إلى كلمات رائعة، ولحن عذب، وحفظت (سوزان عطية) اللحن، والمقامات، وكتب المخرج جميل المغازي كلمات الأغنية.
وفي اليوم التالي مباشرة قال له المخرج جميل المغازي: (أمس استمتعنا بلحنك الجديد أنا وسوزان عطية، فقال لهما : (لحن أيه؟) فأخرج جميل المغازي الكلمات التي كتبها، وجاءت سوزان عطية تذكره بالمقامات واللحن.
وانفعل (بليغ حمدي) بما سمعه منهما، ودخل باب غرفته، ولم يخرج منها إلا واللحن كان منتهيا، وعندما قام بغنائه أمام سوزان عطية، وجميل المغازي بكى الجميع تأثرا من روعة اللحن، وجمال الكلمات.
وكانت الأغنية هى باكورة تعاونه مع (ميادة الحناوي) التى عرفها عليه المنتج السينمائي (صبحي فرحات)، وكان اللحن هو (الحب اللي كان).
وبعد النجاح الكاسح لهذه الأغنية، توالت ألحان بليغ حمدي لميادة الحناوي، مثل (فاتت سنة، وحبينا واتحبينا، واعمل ايه) ثم (مش عوايدك) التى غير بعض كلماتها، وأعطاها لميادة الحناوي بدلا من (وردة).