

بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
أثارت (دراما) رمضان، و(دراما) عصرنا هذا كثيرا من الغضب والاستياء والتشويه لمفردات هويتنا، ولأصيل قيمنا، ولجميل عاداتنا، ولجمال الأسرة المصرية، وما كان فيها من تجمع وترابط وألفه واحترام وجميل المبادئ، مما حرك مصر كلها من رئيس الدوله إلي رئيس الحكومه إلي وزارات وهيئات ومجالس وشركات.
وكلها بعد التوجيه الرئاسي، اجتمعت واختارت كل جهه جمعا ممن رأت أنهم مؤثرين في صناعة المحتوي الدرامي، ومازالت هذه الجهات تجتمع وتناقش وتستدعي خبراء، ولست أدري هل هناك تنسيق بين لجنة رئيس الوزراء ولجنة وزارة الثقافه وجهود الهيئه الوطنيه للإعلام؟
وهل هناك جهود لشركات الإنتاج أو إتحاد المنتجين أو غرفة صناعة الفيديو أو أساتذة الجامعات في الكليات ذات الصلة بالسيناريو، وصناعة المحتوي وعمليات التصوير والتمثيل والمونتاح والإنتاج والإخراج والتسويق والتوزيع؟
وهل نحن في إنتظار خارطة طريق لـ (دراما) المستقبل تضع مواصفات النصوص، وطرق الإخراج، وعمليات دعم هويتنا، وطرح وترسيخ قيمنا وعاداتنا، وكيفية مطابقة دراما الغد لواقع المجتمع المصري وروافد هويته ومفردات ثقافته وملامح عاداته ودفئ الأسره المصرية؟
وهل سيتم عقد مؤتمر قومي لإعلان توصيات اللجان القوميه لمواصفات (دراما) بكره،أم ماذا ننتظر،أم هي زوبعة أثارت إستياءا أعقبه توجيه تلاه إجتماعات ونقاشات وكفى!
أقول هذا بمناسبة عرض عدد من القنوات لـ (دراما) زمان على شاشاتها مثل: (الليل وآخره، لن أعيش في جلباب أبي، والعطار والسبع بنات، وعائلة الحاج متولي، وزينات والثلاث بنات).
وغيرها من روائع الزمن الماضي القريب مثل (قصة الأمس وليالي الحلميه والمال والبنون والعائله ورحلة السيد أبو العلا البشري) وغيرهم كثير مما تجمل به الشاشات بثها وإرسالها وتغازل به رغبات مشاهديها.

الأعمال الرائعه نموذجا
ورأيت بالملاحظه في أكثر من مكان ومنزل زرته، تعلق الأسر بمتابعة هذه المسلسلات، ومعرفتها بأوقات بثها، وحفظها لأحداثها، ورأيت إعجابا بمحتوي هذه الدراما علي مستوي دعم القيم وترسيخ المبادي وتعظيم الإحترام، ونقل صور رومانسيه للعلاقات الإنسانية المتشابكة.
وكيف أنها تعظم مفاهيم الأسرة المصرية المترابطة، وتعلي من أهمية دور الأب واحترامه ودور الأم وتفانيها وعلاقات الأخوة، واحترام الكبير ورحمة وتوجيه الصغير وخصوصية الأنثي وإحترامها ومسئولية الرجل وتقديسه للأنثى.
كما قدمت هذه الأعمال الرائعه نموذجا للتمسك بالعمل وكسب الرزق وأعلت أهمية التعليم وتبجيل القائمين عليه، وقيم جمال الوطن وتجذرنا فيه وحب المدافعين عنه وتعظيم دور العلماء ورجال الدين،ورفع شعار التكافل والتعايش في صورة بهيه لمجتمع متماسك وأسر مترابطة وحالات من القدوة تبهر أجيالنا الحالية.
وفي حوارات مختلفه مع شباب العشرين المتمرد الرافض لكل ملامح (دراما) عصرنا الحالي ،فوجئت بكم من الإعجاب والتقدير والفقدان لمثل هذه النوعيه من الدراما الإجتماعيه ومثيلاتها الوطنية والتاريخية.
ورأيتهم يتحسرون علي محتوي (دراما) اليوم،ويتساءلون كدأبهم دوما،عن لماذا لانقدم اليوم دراما ذات محتوي مشابه لدراما الأمس، وكم هم معجبون بقيم وتقاليد ومضامين وقصص وإنسانية ورومانسية.
هذا المحتوي من (دراما) زمان ، (دراما) القيم والمبادي والاحترام والتقدير والحب وكل المعاني الحلوة التي يفتقدها شباب اليوم في (دراما) عصرهم، واستحلفني عدد من شباب هذه المرحله أن اكتب داعما لإعجابهم بدراما الأمس، ومحتواها، مطالبين بمحتوي عصري قيمي مشابه لدراما زمان.
وتساؤلاتهم لماذا اختفت كل هذه المبادئ ومظاهر الترابط والتجمع الأسري، وكل مظاهر القدوة واحترام الكبير وانتظام واحترام شوارعنا،وجدت شباب اليوم يديرون ظهورهم لمحتوي (دراما) اليوم من عنف وبلطجة وجنس ومخدرات وقتل وسرقة وتأمر وتشويه وغياب القدوة وحب العمل والجري وراء الثراء السريع.

التقاليد والقيم والمبادئ
ووجدت هذه الحوارات والمطالبات والاتجاه إعجابا ومتابعة وإنتظارا وحفظا للأحداث وإفتقاد لكل ملامح ومظاهر ومعيشة زمان، حتى أن الشباب والفتيات يحلمون بشريك العمر أشبه بهذه البيئه الدرامية التي قدمتها مسلسلات زمان بمحتوي رواد الأفكار والكتابة وإعداد السيناريو المستوحاة من مجتمعنا ذي التقاليد والقيم والمبادئ، وأئمة الإخراج وخبراء التصوير والديكور والإكسسوار وعباقرة الموسيقي التصويرية المعبرة.
فهل نجد في رغبة شباب اليوم وقادة الغد جزءا مما ننتظره من لجان الدراما ونقاشاتها، وهل ينظر أصحاب هذه التوصيات ومعدي خارطة طريق الدراما المستقبلية؟، هل يعثروا علي خيوط البدايه لمهمتهم المنتظرة، وإطارا لما يجب أن تتضمنه ورق عمل الدراما القوميه،وهل نجيب علي تطلعات شباب اليوم ورجال الغد،لعله يحدث.
إضافة إلي نقل صورة مصر المعاصرة، وتطلعات شعبها الطامح، وترسيخ هوية مصر والانتماء لها وإعلاء قيم العمل والإنتاج والقدوة والتعلم والإحترام وقيم الأسرة وتقاليد المجتمع، حتي نصل بالدراما لمحتوي ومعالجات تجسد وتعظم صورة مصر،وترضي شعبها وتشرف أبنائها في الخارج.
ونقبل عليها جميعا، وتزداد عوائدها المعنوية والمادية، وتعود لشاشاتنا جودة محتواها، وحسن تسويقها، ودعمها لقوي مصر الناعمة، لتعود ريادتها، وتصبح مصدر فخر لأبنائها..اللهم آمين، وتحيا دوما مصر المحروسهة بعين الله وفضله الكريم.