رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان

(زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان

(زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان
تأتي دوما في مكانة متأخرة من حيث الجمال، لذا فهي تعاني بشدة من عزوف الرجال عنها

بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم

المتابع لفنانات السينما في الماضي يجد أن الفنانة (زينات صدقي) صاحبة (إيفيهات) حية متجددة، فهي الفتاة الشعبية التي لا تتمتع بجاذبية بين بنات الحي.

وتأتي دوما في مكانة متأخرة من حيث الجمال، لذا فهي تعاني بشدة من عزوف الرجال عنها، حيث يذهبون الي الجميلات، من طراز (شادية، وهند رستم، وسميحة توفيق) وغيرهن.

ولذا تجد أن (زينات صدقي) هى غالباً العانس التي لم تتزوج وتعيش عزباء، والدور ظل ملتصقاً بها حتي صارت في عمر الأمهات، وفي الكثير من الأحوال وباعتبار أنها تعودت على مثل هذه الأدوار.

فهي تتصرف بخفة ظل خاصة عندما تقابل رجلاً تراه مناسباً مثلما حدث في فيلم (أنا وحبيبي) الذي أشتهرت فيه بجملتها الشهيرة (كتاكيتة) بمعنى إنها تداعب من أمامها علي طريقتها.

ويقال أن الفنانة (زينات صدقي) كانت ترتجل أغلب هذه الجمل العابرة دون أن تكون في الحوار، وعليه فهى إيفيه حي متجدد منطوق من فيلم الي لآخر.

 وهي بدون وعي تردد مثلا في فيلم (ابن حميدو): (الوحش الكاسر إنسان الغاب طويل الناب)، أو وهى تصرخ في حبيبها الذي لا ينتبه إليها بصوت عال، ونبرة كلها حرقة (يا سارق قلوب العذارى) .

ثم وهى تردد: (عوض ليا عوض الصابرين يا رب)، فهي هكذا دوما، تنتظر العدل وتردد:  (يعني انا اللي حاافضل كدهه من غير جواز دا حتي مش كويس على عقلي الباطن ياحوستي)،  أو تقول (ياختي جماله حلو، ياختي دلاله حلو).

(زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان
(زينات صدقي) كانت تتغنى بأغنيات معاصرة في وزمنها تعبر عن حالتها المزاجية المرتفعة

العانس و(زينات صدقي)

وفي الكثير من الأفلام فإن (زينات صدقي) كانت تتغنى بأغنيات معاصرة في وزمنها تعبر عن حالتها المزاجية المرتفعة، وبصوت مقبول، فصارت ايفيهات لا تنسي، نرددها علي طريقتها.

 مثلما فعلت في فيلم (بنات حوا) وهى تغني للمعلم رضا، ومن بين المقاطع الغنائية التي لا تنسي: (بتبص لي كده ليه ليه والمكر جوا عنيك، كل القلوب حواليك مش ناسية سحر عينيك) وغيرها.

المتابع لمسيرة (زينات صدقي) لن يجدها مثلت دور الأم إلا في عدد قليل من الأفلام، كما أنها لم تكن الزوجة صاحبة عائلة إلا في أفلام قليلة، وبدت كأنها نفس الشخص يتكرر ظهوره من فيلم لآخر.

أو بالأحرى تبدو في كل الحالات (زينات صدقي) بأسماء مختلفة، وبأداء متشابه متقارب، مثلما حدث مع العديد من نجمات الكوميديا الأخريات.

وقد ظلت الشخصية التى تجسدها (زينات صدقي) هى العانس التى تبحث عن زوج، وتعاني من الحرمان، مما يدفعها إلى الحصول على الرجل بأي ثمن ومهما كانت الوظيفة التى يمارسها!.

وقد يختلف الأمر بالنسبة لـ (زينات صدقي) في أدوارها التى جسدتها في الأربعينات، حيث لم تكن قد وصلت إلى سن العنوسة، ولكنها تفتقد إلى الحسن والجمال الذي تتمتع به عادة النجمات اللاتي يمثلن أمامها.

(زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان
مع ليلى مراد

شهر العسل وعنبر

مثلت (زينات صدقي) في الأربعيات دور المطربة أو الفنانة التى تتعالى على أصحاب الكباريهات أكثر من مرة، خاصة في فيلم (شهر العسل) عام 1945، أمام فريد الأطرش، ثم (عنبر) بطولة ليلى مراد وأنور وجدي.

ففي فيلم (عنبر) جاء الضحك من التناقض الذي تتعرض له المطربة (حورية/ زينات) التى تتعالى على صاحب الصالة، وذلك حين يذهب إليها حاملا فستانا مستعملا من قبل.

 فترفض أن ترتديه، بإعتبارها مطربة ذات شأن، فهي تهدد بمغادرة المكان وعدم الغناء، ويتوسل إليها (أنور وجدي) أن تبقى في وظيفتها، ومن هنا يأتي تناقض الحدث، والضحك الهادئ.

فأنور وجدي يحاول إقناع (حورية) أن ترتدي الفستان لكنها تظل مصممة على الرفض وهى تهتف حين تخرج : (أنا حأجيبلك الراجل بتاعي يكسر لك الكازينو على دماغك).

ولا يصبح أمام الرجل سوى إلغاء فقرتها، وفيما بعد، تعود بعد أن يكون (أنور) قد أكتشف جمال صوت (عنبر) التى تقدم فقرة تعجب الجماهير.

وفي مشهد آخر من الفيلم فإن (حورية) تعود، تعرض نفسها، فحورية تتعالى حين تغيب (عنبر)، ثم تتذلل حين تعود (عنبر) ومن هذا التناقض يأتي الضحك.

(زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان (زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان

(زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان
في الأفلام التى قامت ببطولتها في الخمسينات يمكن أن نرى المرأة العانس التى تشتاق إلى الزواج بأي ثمن

التعاون مع مدارس في الإخراج

في الأفلام التى قامت ببطولتها في الخمسينات يمكن أن نرى المرأة العانس التى تشتاق إلى الزواج بأي ثمن، موجودة في العديد من الأفلام، وهي تتشبث بهذا الرجل بأي ثمن.

وبكل الأساليب حتى لتبدو كأنها من ذوات المخالب، ما أن تنغرس في جلد رجل حتى تتشبث به ولا تتركه، من هذه الأفلام على سبيل المثال (بنات حواء) لنيازي مصطفى،

و(مدرسة البنات) لحسين فوزي عام 1955.

و(القلب له أحكام) لحلمي حليم 1956، و(ابن حميدو) لفطين عبدالوهاب 1957، و(شارع الحب) لعزالدين ذوالفقار 1958، و(بين إيديك) ليوسف شاهين 1960.

وكما نرى فإن الذي وضعها في هذا الإطار مخرجون متعددون، ومن أجيال مختلفة، ولكن كلهم اتفقوا على أن تكون ذات صبغة كوميدية في المقام الأول.

فهى مثلا في فيلم (شارع الحب) عانس اسمها (ترتر) تتمنى لو تزوجت من رئيس الفرقة (حسب الله) وتفعل أي شيئ من أجل رضائه، وهو يمكنه أن يقدم كل التنازلات إلا أن يتزوج منها.

وعندما يعلن (حسب الله) موافقته على الزواج منها، وكأنه سيدخل سجنا أبديا، تصرخ من الفرح، وتقدم مراسيم خاصة لهذا الأستقبال، وبعد أن يتزوجها تتعلق به وهي نائمة كأنها تخشى أن يتركها، أو كأنها غير مصدقة أنه أصبح في فراشها.

(زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان
صورة نادرة لزينات صدقي خاصة بشهريار النجوم من شبابها

(زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان (زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان (زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان

(زينات صدقي): صاحبة الإيفيهات الحية المتجددة طول الوقت في سينما زمان
تمثل (زينات صدقي) كممثلة كوميدية زخم كبير من العطاء

زخم كبير من العطاء

تمثل (زينات صدقي) كممثلة كوميدية زخم كبير من العطاء، فقد عرف أنها عملت كثيرا في أفلام على فترات متقاربة، وبدت كأنها تمثل في أغلب الأحيان على وتيرة واحدة.

ومن المهم الإشارة إلى أنها لم تبتعد عن الكوميديا بعد أن صارت أكبر سنا، وكان من الأفضل لها أن تمثل في عدد قليل من الأفلام، ولم تفقد حيويتها وإنما قلت هذه الحيوية بشكل ملحوظ في أفلام من طراز (السراب) و(السيرك)، و(بنت اسمها محمود).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.