رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(عبد الرحمن الأبنودي) كان يراهن على (مروان خوري، ومحمد محسن)، وأكد أن (نجاة) ظلمت (مسير الشمس)!

(عبد الرحمن الأبنودي) كان يراهن على (مروان خوري، ومحمد محسن)، وأكد أن (نجاة) ظلمت (مسير الشمس)!
في آخر مكالمة بيننا طلب مني أن أزوره حتى نتفق على توثيق أغنياته التى أبدعها

كتب: أحمد السماحي

نحيي هذه الأيام الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الكبير (عبدالرحمن الأبنودي) الذي أبدع روائع غنائية لا تنسى، وقدم للمكتبة الموسيقية زادا غنائيا وشعريا لا ينفذ من الجمال والخيال.

وبحكم تخصصي في مجال الصحافة الفنية، وتحديدا الغنائية اقتربت من (الخال) في السنوات الأخيرة، فعندما تكون صادقا، وتقترب من (عبدالرحمن الأبنودي) لا تملك إلا أن تكون من محبيه.

أولئك الذين تهتز قلوبهم لشعره، وتنتعش عقولهم لمعانيه، أولئك الذين يتحول حبهم لشعر (عبد الرحمن الأبنودي) إلى طاقة روحية هائلة، تدخلهم حالة من الوجد والعشق للحب وللوطن.

وبحكم أنه كان يقيم في محافظة (الإسماعيلية)، فكانت وسيلة التواصل بيننا التليفون، وعندما يكون في حالة كتابة لم يكن يرد، لأنه كان يتفرغ كليا للكتابة، وممنوع أي حد مهما كان أن يقترب منه أثناء ذلك.

(عبد الرحمن الأبنودي) كان يراهن على (مروان خوري، ومحمد محسن)، وأكد أن (نجاة) ظلمت (مسير الشمس)!
لم أكن أعتقد أن (عبد الحمن الأبنودي) سيموت قريبا

مكالمات طويلة

لكن عندما يكون في حالة فراغ، فكانت المكالمة بيننا تستمر طويلا، طويلا، وفي هذه المكالمات كان يحكي لي قصص كثير من أغنياته، وعلاقاته مع المطربيين.

وفي آخر مكالمة بيننا طلب مني أن أزوره حتى نتفق على توثيق أغنياته التى أبدعها سواء في الأفلام أو المسلسلات في كتاب، خاصة أن كل القربيين منه، من الزملاء الصحافيين كانوا من القسم الثقافي.

وأثر فيهم  شعره تأثيرا قويا، ومثل لهم رافدا ثقافيا مهما، لكنهم كانوا يغضون النظر عن شعره الغنائي، لهذا وبعد سنوات من معرفتنا، وبعد أن لمس عشقي للغناء والتراث الغنائي، توطد علاقتنا، وطلب مني (عبد الرحمن الأبنودي) توثيق شعره الغنائي.

وطلب من الصديق الشاعر والكاتب الصحفي الكبير (إبراهيم دواود) رئيسي في (ملحق الأهرام) وصديق (الخال)، أن يقنعني بتوثيق شعر (عبد الرحمن الأبنودي) الغنائي في كتاب، سيتضمن أغنياته، فضلا عن قصص بعض هذه الأغنيات.

ولكن نظرا لصغر سني وقتها، لم أرفض، ولم أوافق، لأنني لم أكن أعتقد أن (عبد الحمن الأبنودي) سيموت قريبا، كنت أعتقد أنه سيعيش سنوات قادمة، وخلال هذه السنوات أكون تفرغت لإصدار كتب بجوار عملي كصحفي.

(عبد الرحمن الأبنودي) كان يراهن على (مروان خوري، ومحمد محسن)، وأكد أن (نجاة) ظلمت (مسير الشمس)!
محمد محسن

دعم محمد محسن

فجأة وفي يوم 21 إبريل عام 2015 رحل (عبدالرحمن الأبنودي)، ويومها، ونحن نعد ملحق خاص عنه في جريدة (الأهرام)، عاتبني صديقي ورئيسي (إبراهيم دواد) على أنني لم أوثق أغنيات (الأبنودي) كما كان يتمني الراحل.

وأذكر من بين ذكرياتنا أنه طلب مني أن أساند وأدعم المطرب الجديد (محمد محسن) الذي كان يراه صوتا رائعا قادما بقوة على الطريق، لأنه يمتلك خامة صوتية (رجولية)، يعيبه ـ كما ذكر لي الأبنودي ـ أن (مخه طاقق شوية)!

وبالفعل اتصلت بالمطرب (محمد محسن) وأحضرته إلى جريدة (الأهرام) وأجريت معه حوارا طويلا.

(عبد الرحمن الأبنودي) كان يراهن على (مروان خوري، ومحمد محسن)، وأكد أن (نجاة) ظلمت (مسير الشمس)!
مروان خوري

مروان خوري وزمن الأبيض والأسود

كما كان (عبد الرحمن الأبنودي) معجبا بقوة بصوت وألحان المطرب اللبناني (مروان خوري) كان يراه نغمة مختلفة عن كل الموجودين على الساحة الغنائية، نغمة جاءت في الزمن الخطأ.

فموهبة وروح (مروان خوري) ينتميان إلى عصر (الأبيض والأسود) عصر الرواقان والمزاج الفني العالي، وطلب مني مساندة (مروان خوري) والوقوف بجواره.

وبالفعل اتصلت عن طريق تليفون (الأهرام) بالمطرب الغالي (مروان خوري) وأجريت معه حوارا، نشر على أكثر من نصف صفحة،  المثير والطريف أن (مروان خوري) يومها أرسل لي صورا بالأبيض والأسود للنشر مع الموضوع!

(عبد الرحمن الأبنودي) كان يراهن على (مروان خوري، ومحمد محسن)، وأكد أن (نجاة) ظلمت (مسير الشمس)!
بليغ حمدي
(عبد الرحمن الأبنودي) كان يراهن على (مروان خوري، ومحمد محسن)، وأكد أن (نجاة) ظلمت (مسير الشمس)!
تعرضت أغنية (مسير الشمس من تاني)، ألحان الموسيقار العبقري (بليغ حمدي) للظلم الشديد

حكايته مع نجاة ومسير الشمس

أما حكاية (عبد الرحمن الأبنودي) مع صوت الحب والقيثارة الحزينة (نجاة)، فتلك حكاية أخرى تحتاج موضوعات كثيرة، فهو كان من العاشقين لصوتها، لكنه كان يتعب جدا من (وسوسة) نجاة الفنية، فهى من مدرسة الإتقان والدقة المتناهية.

فلا تترك تفصيلة صغيرة أو كبيرة إلا وتحاول أن تفهمها أو تفسرها، وتدقق فيها، فالأغنية عند (نجاة) ليس (كوبليهات) ولكن كلمات، فهى تحرص على فهم كل كلمة.

ففي أغنية (عيون القلب) رفضت كلمة (تشبع) التى جاءت في جملة (وأنا رمشي ما داق النوم وهو عيونه تشبع نوم)، وطلبت استبدال كلمة (تشبع) وقالت: (أنا عمري ما أغني أغنية فيها تشبع، هو أنا جعانة!).

وثار (الأبنودي) وقال لها: (هاتي لي كلمة تحل محل تشبع وأنا أغيرها فورا)، وبعد أن عجزت عن إيجاد كلمة، غنت الكلمة على مضض!، وجاء نجاح الأغنية كاسحا لينسيها تفاصيل المناقشات الساخنة.

ومن الأغنيات التى كتبها (عبدالرحمن الأبنودي) لنجاة، ويؤكد أنها تعرضت للظلم الشديد، أغنية (مسير الشمس من تاني)، ألحان الموسيقار العبقري (بليغ حمدي)، وكان (الخال) حزينا جدا على عدم وصول هذه الأغنية للناس، رغم أنه يرى أنها واحدة من أجمل ما كتب في مشواره الغنائي.

 ونظرا لعدم شهرة الأغنية بالفعل سننشر كلماتها اليوم في باب (حواديت الأغاني) :

مسير الشمس من تاني، تنور فوق سنين عمري

وتصبح غنوتي تاني من تاني، وترجع فرحتي ف صدري

وهايجيني الربيع الأخضر، شباب نشوان بيتمخطر

مسير الشمس يا غالي

وبكرة وردتي تطرح، ف يوم ما تعود مع النسمة

حبيبي بكرة راح أفرح، وأتعجب على القسمة

مسير الحب هايجيبك، تشيل الفرحة لحبيبك

وهايجيني الربيع الأخضر، شباب نشوان بيتمخطر

مسير الشمس يا غالي

سنة سنتين تغيب عني، لكن تهرب من الشوق فين

وأنا لو ناري تتعبني، راح أتحمل سنة وإتنين

لحد ماترجع الأيام، عليها شمس مش بتنام

وهايجيني الربيع الأخضر، شباب نشوان بيتمخطر

مسير الشمس يا غالي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.