
بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان
كان كل ما مسرحية (آلة التسجيل تتكلم عن حرية الكلمة.. لذلك استدعوني مرة أخري لسؤالي عما أقصده.. ويبدو أنهم يأسوا مني فتركوني أقول ما أريده في أي ديوان ثم يصادرونه.. أذكر أنهم وزعوا منشورا علي كل مكاتب مصر يأمرهم بعدم إرسال ديواني (الدنيا هي المشنقة) لأي جهة أخرى.
السياسة في دمي وأنا لا أستطيع أن أواجه تلخطأ بالصمت و هذا ما أخرني كثيرا.. أخذت مجموعه أعداد من ديوان (الجنازة).. ومعي صديقي (سامي السعيد) – رحمة الله عليه لنركب الاتوبيس مجانا.. كان (سامي سعيد) جريئا في توضيح الأمر لمفتش الأتوبيس لركوبنا مجانا.. بأنه شقيق الكومسري الذي يعمل معهم..و يقدم لهم بطاقته..
بدأت جولتى بمبني الإذاعة..
بين الأروقة سالت عن الأستاذ حمدي الكنيسي الذي سمعت له برنامجا طويلا.. ناقش فيه ديوانى (الدنيا هي المشنقه).. قبل أن يتم اعتقالي و تسبب له في مشاكل كثيرة.. قابلته حيث رحب بي جدا و أهديته الديوان..
بحثت عن الأستاذ عاطف عبد العزيز بالشرق الأوسط.. الذي كان أيضا قد أذاع برنامجا طويلا عن الديوان.. أهديته ديوان (الجنازة).. قابلت بالصدفه الشاعر (فؤاد بدوي).. فأهديته الديوان أيضا..
أذكر أن الصديق (طارق العوضي) ابن بلدتي السنبلاوين ..وجده معروضا بعد فتره.. أمام محطه الإسعاف بقرش واحد علي ما أظن و عليه إهدائى للشاعر (فؤاد بدوي)..
في هذه الفترة كان (سامي سعيد) يحاول بناء منزل له وللعائلة بعد عودته من اليمن أمام (مضرب الشناوي للأرز).. الذي كان يغمرنا بكمية رهيبة من الغبار في كل مرة أزوره فيها.. كان قد قضي فترة طويلة في اليمن في الفترة التي قضيتها في المعتقل.. قبل المعتقل كنا زملاء في المعهد..

عمي (سعد الدين رضوان)
كان رغما عن قصر قامته أشهر لاعب سلة في المعهد العالي للمعلمين.. كان محبوبا من الجميع لجرأته.. عند التخرج لم نكن أصدقاء.. تعرفنا على بعضنا في مديرية التربية والتعليم في كفر الشيخ أثناء توزيعنا..حيث تم توجيهي إلي مركز سيدي سالم.. وذهب هو الى مكان آخر..
وفي سيدي سالم استقر تعييني في قرية (منشأة علي) التي يسمونوها (أديون) ولهذه القريه التي ما زلت مرتبطا بها قصة كبيرة معي..
بعد فترة انتقلت قريبا من (المنصورة) إلى بلدة اسمها (العلامية) بين أبشان والمحله الكبرى.. هذه القرية أيضا لها قصه أخرى معي.. وقد انتقلت منها فيما بعد عقب شكاوي الاهالي ضدي.. ليتم نقلي الى قريه اسمها (مصرب الجرن).. وهى القرية التي عملت بها لعامين حيث انتهت مدتي هناك حتى وقوع النكسة..
بعدها عدت إلى بعض البلاد النائية في محافظه الدقهلية ومنهم بلدة والدي التي ما زلت احمل اسمها حتى الآن في بطاقتي (أبو داوود السباخ)، و التي طلبت النقل منها رغم وجودي في منزل عمتي عديله الفقير..لانني في وسط عائله كلها مليونيرات.. يملكون آلاف الأفدنة..
عمدة البلدة هو عمي (سعد الدين رضوان) المتعجرف.. الذي لا أستطيع الوصول اليه في برجه العاجى .. وسط عشرات من الخدم و التابعين.. تركتها رغم ارتباطي الجنوني لعمتي عديله شقيقة والدي من الأم..
بعدها نقلت إلى بلده اسمها (غرور).. كنت أركب القطار الفرنساوي لأصل إليها.. لم أكن موهوبا في التدريس لذلك فشلت فيه فشلا ذريعا.. كنت أحضر الكرسي وأضعه أمام الفصل.. وأتناول الإفطار.. وأظل جالسا في الشمس بعد أن اخبر ناظر المدرسة أن يرسل من يعلم الأطفال لأنني فشلت في ذلك..
في بلدة (مصرب الجرن) علمت أن (سامي السعيد) موجود في قريه اسمها (عزبة فتحية).. كنت أذهب اليه أو يحضر لي.. أمشي حوالي 2 كيلو لأصل إلى صندل يعبر الترعة أو النيل الصغير إلى البر الآخر..

إلى (مصرب الجرن)
كنت أسحبه بالسلسلة عابرا إلى الشط الآخر.. بعدها أمشي حوالي 2 كيلو اخرى لأصل إلى (سامي السعيد) لنظل معا حتى الصباح.. ثم أغادر المكان مبكرا.. عائدا إلى مصرب الجرن..
هكذا توطدت العلاقة جدا بيني و بين (سامي سعيد).. حتى أصبح جزء مهم جدا من حياتي.. أصبح أصدقائي ثلاثه .. (زكريا أمان)، و(سامي السعيد).. و(فرج عطالله يوسف).
و
نفوت على الجرس..
يدق لو نفوت
نسمع كلب الخرس..
بينبح فى البيوت
نركب ضهر الفرس..
نجرى ورانا موت
ماحناش عايزين نموت
نصرخ بأعلى صوت..
نرجوكوا يا حرس
اوعوا خلوني افوت
……………………..
بدلتى من غير زراير..
جزمتى من غير رباط
ماشى الف الدنيا حاير..
املي قلب الناس عياط
واتسال..ياشاب شايب..
فى بلدكوا السقا مات؟
أحنى راسى للغرايب..
واترمى فى كهف السكات
من كتاب ،،مدد مدد..
سيرة ذاتية لبلد،،