كتب: محمد حبوشة
البعد الإنساني في كل أعمال النجمة العربية (نسرين طافش)، سورية المولد (فلسطينية – جزائرية الهوية)، هو الأعمق والأصدق الأكثر ألقا وتوهجا في سلسلة إبداعها التمثيلي، لذا وبعد سنتين من غيابها عن موسم رمضان تطل علينا في النصف الثاني من الشهر الكريم بخماسية اسمها (وصمة عار) ضمن مسلسل (أسود باهت).
وفي اتصال تليفوني بها، قالت (حورية الدراما العربية)، النجمة (نسرين طافش): (شخصيتي اسمها (خديجة)، تأتي ضمن خماسية بعنوان (وصمة عار)، وهى بنت حارة شعبية كادحة، لكنها تبدو شخصية معقدة نفسيا حادة الطباع، بعد أن طحنتها الدنيا لحد ما قلبها مات) على حد قولها.
وتضيف (نسرين طافش): (الدور حلو أوي و مختلف عن أي حاجة عملتها في مصر تحديدا)، سواء على مستوى أعمال الدراما التلفزيونية أو السينمائية التي شاركت فيها منذ عام 2022، وحتى الآن.
(نسرين طافش) لها عمل درامي مؤجل من العام الماضي كان مفروضا أن يذاع في رمضان 2025، لكنه تأجل للمرة الثانية لأسباب غير مفهومة، والمسلسل بعنوان (بدون مقابل)، تأليف المتميز حسام موسى، وإخراج المبدع جمال عبدالحميد، وإنتاج شيخ المنتجين محمد فوزي.
تجسد (نسرين طافش) في المسلسل شخصية جديدة لم يسبق أن جسدتها من قبل، حيث تقوم بدور الإعلامية (ريهام) التى تمر بالعديد من المواقف الدرامية التى تقلب حياتها رأسا على عقب!
بطولات رجال الأمن
مسلسل (بدون مقابل)، من المسلسلات التى تتناول بطولات رجال الأمن في محاربة الإرهاب، ومن خلاله نرى الوجه الآخر، والوجه الاجتماعي والإنساني لرجال المخابرات المصرية، هؤلاء الرجال الذين حملوا همّ الوطن، وكانوا في حياتهم خير قدوة.
وجادوا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الذكية في أشرف المعارك من أجل بقاء هذا الوطن، وحتى تبقى رايته مرفوعة خفاقة، واستشهد من استشهد منهم في سبيل اللَّه والوطن، وتركوا إرثًا عظيما لمن بقي خلفهم أو ارتحل بعدهم.
وكل هذا نراه اجتماعيا وإنسانيا، بعيدا عن ما شاهدناه من قبل في المسلسلات الوطنية التى قدمت مثل (الاختيار، هجمة مرتدة، أو الكتيبة 101)، أوغيرها من المسلسلات الكبيرة والمهمة.
كما أن مسلسل (بدون مقابل) من الأعمال المهمة، المليئة بالرسائل غير المباشرة والتى سيفطن إليها كل ذو عقل رشيد، وسيشعر الجمهور، ويلمس هذه الرسائل من خلال عمل إجتماعي وإنساني.
المسلسل بطولة مجموعة كبيرة من النجوم منهم (وفاء عامر، داليا البحيري، عمرو عبد الجليل، خالد سليم، منة فضالي، آيتن عامر، نسرين طافش، محمد رضوان، محمد أبو داود، أيمن عزب، بسنت حاتم) وغيرهم من النجوم، فضلا عن ضيوف الشرف.
ولأن (نسرين طافش) تمتلك طاقة إيجابية كبيرة استمدتها من (علم الطاقة والروح)، فهي بالأساس ممن يؤمنون بعلم الطاقة، لذا فهي تعكسه في صورة روح شفافة تحلق في سماء الكون، محبة للسلام الذي تتمنى أن يعم البشرية.
لذا فإن (نسرين طافش) تعلق دائما قائلة: (لست من أنصار الصراعات و الحروب لأنها لا تؤدي إلا إلى الهاوية .. ثقافة العنف ما بتولد إلا العنف .. ثقافة الكراهية ما يتولد إلا الكراهية.. لكن الظلم إحساس بشع.. لطالما كنت مع المحبة مع السلام مع الأمل أن أهل هالأرض اللي فيها حاليا ينعمون بالسلام والآمان) تقصد سوريا.
ومن أجل المحبة والسلام التي تتمناه لفلسطين في وضعا الحالي، أرادت وهى العاشقة للخيل أن تكون تعتلي صهوة جواد الإيجابية على جناح طائر محلق في فضاء الكون الرحب لجلب البهجة والسعادة لجمهور هدته آثار الحرب القاسية، لتنطلق في جمع التبرعات للشعب الفلسطيني طوال الشهور الماضية.
مسلسل (جوقة عزيزة)
جدير بالذكر أن آخر أعمال (نسرين طافش) الرمضانية كان مسلسل (جوقة عزيزة) في موسم رمضان 2022، حيث قامت بتقديم عمل فني استعراضي (غنائي راقص)، لعبت دورا مهما في استعادة بريق الدراما السورية في رمضان الماضى، وشارك في بطولته (سلوم حداد، خالد القيش، هبة نور، كرم الشعراني، وائل زيدان، نورا رحال، أيمن رضا، وفاء موصلي)، وآخرين.
والمسلسل من تأليف (خلدون قتلان) وإخراج (تامر إسحاق)، ودارت الأحداث حول (عزيزة خوخة) الراقصة التي سحرت القلوب في بلاد الشام خلال ثلاثينيات القرن الماضي ولقبت بملكة المسرح، فضلا على الإسقاط السياسي حول سياسة فرنسا التعسفية في سوريا.
وقد أظهرت (نسرين طافش) الجانب الوطني لدى (عزيزة خوخة) التي عانت في حياتها في تلك الفترة، لكنها أصرت على مناصرة قضايا حقوق بلادها في الحرية والاستقلال.
كان مسلسل (جوقة عزيزة) قد أثار الجدل حولها في أثناء عرض الحلقات، الأمر الذي جعل النقاد والنجم الكبير الكبير (أيمن زيدان) يشيرون إلى كفاءة (نسرين طافش، وسلوم حداد) في التجسيد الدرامي فائق الجودة، ما جعل الجمهور يتفاعل مع دراما يجنح نحو النوستالجيا، وصب في خانة الفن الراقي الذي يخاطب الوجدان السليم.
ومن ثم كان طيفا جميلا في رمضان 2022 على مستوى البهجة والسعادة التي أدخلها على الجمهور طوال ثلاثين حلقة تشكل كل واحدة منها قطعة فنية مفعمة بالحيوية والإثارة والتشويق إلى جانب تناولها بحس ناضج لشئون وشجون الوطن السوري في فترة الاحتلال الفرنسي الذي عصف بمقدرات بلد يعد البوابة الشرقية للوطن العربي الكبير.
فجاءت الأحداث متخمة بالهموم والمظالم تردي الأوضاع التي وقعت في إحدى حارات الشام العتيقة من خلال سيرة حياة (عزيزة خوخة) ملكة المسرح في ذلك الزمان، كما المسلسل من خلال أحداثه التي تتسم بقدر كبير من الإثارة والتشويق، يجسد في طي حلقاته بشكل توثيقي ورصد كيفية تأدية بعض الأدوار التي كانت تغني في ذلك الزمان مثل سيد درويش وغيره من فنانين تلك الفترة.
أو من خلال الذكر العلني لنجوم ذلك الوقت على لسان الشخصيات، فالناس في الشام كانت ترحب بقدوم كبار مطربي القاهرة إلى دمشق مثل (منيرة المهدية، ومحمد عبد الوهاب) اللذان قدما منفصلين حفلات على مسرح (العباسية) في دمشق، ويتم تداول اسطواناتهم وسماعها في الشارع.
وبما أن العمل قد نفذ على الورق خلال 14 شهر، وهو وقت طويل لكتابة عمل تظن (نسرين طافش) أنه جلب المتعة والسعادة ليس للجمهور السوري والمصري، بل العربي كله جراء جمال رونق صورة وبهاء مناظر هذا الزمن الفتي الذي كان يحظى بالمواهب على اختلاف أشكالها وألوانها.
سالوم حداد (طبال عزيزة)
شارك (نسرين طافش) في بطولة هذا العمل كوكبة من النجوم السوريين واللبنانيين وعلى رأسهم الفنان القدير (سلوم حداد) الذي جسد دور (طبال عزيزة)، وقد امتلك قدرة عالية على الأداء، وعليه يبدو فقد لعب دورا محوريا في الأحداث عبر شخصية يجب أن تُفَعل الشخصية بشكل كبير في محيطها الدرامي.
لتأخذ شكل آخر كان كافيا لإقناع (سلوم) ليتبناها وبكل سرور بعد أن وجد في الشخصية ما يحرك قدراته، وكما يعلم الجميع فقد غني (سلوم حداد) في الدراما لأول مرة، وله عدة أغنيات يقدمها نص مسلسل (جوقة عزيزة).
في تعليقاتها على السوشيال ميديا تؤكد (نسرين طافش) قائلة: (فخورة بنفسي، وبتاريخي الفني، وبالأعمال الناجحة التي عملتها في سوريا، ومصر، والأردن، ولبنان، والإمارات، مع أعظم المخرجين السوريين والعرب، أنا ابنة المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق..
وإبنة المسرح أبو الفنون، المعهد العالي الذي تتلمذت فيه على أيدي عظماء آمنوا بموهبتي ومنحوني الثقة، منهم الأساتذة (جمال سليمان، دلع الرحبي، حاتم علي، غسان مسعود، فايز قزق)..
وبلشت طريقي ببطولات، وكان عندي رفاهية الاختيار انو انتقي الأفضل، حتى كسبت ثقة ومحبة الناس، طبعا القائمة طويلة لكن البوست يتسع لعشرة صور..
أعمال رح تعيش في الذاكرة والقلوب (التغريبة الفلسطينية طريق النحل، صبايا الجزء الأول، على طول الأيام، بقعة ضوء، المداح الجزء الأول)..
من التاريخي إلى الدراما إلى الكوميدي، كلها أعمال بعتز فيها و لسه المشوار مكمل، يا رب دايما أضل عند حسن ظنكم قدملكم أعمال تليق فيني و بمحبتكم).