

بقلم المستشار: محمود عطية *
قبل الحديث عن مضمون (الأفلام) والمسلسلات القديمة، لابد أن أدعو بالرحمة للصديق الدكتور سامي عبد العزيز العميد الاسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهره الذي عرفته منذ حوالي ست سنوات ومنذ اليوم الأول الذي تعارفنا فيه أصبحت المقابلات والاتصالات لا تنقطع واخر اتصال بيننا.
منذ مدة بسيطه حدثني عن آخر مقال كتبته في هذا الموقع وأخجلني بالثناء من قامة بقيمة عميد الإعلام، قال بالنص: (أنت تكتب ما أشعر به أنا وغيري بلا لف ودوران وكان يحدثني من عيادة دكتور العلاج الطبيعي ولا أدري أنه يشكو من شىء آخر حتي فوجئت بخبر انتقاله الي رحاب الله.. رحمك الله يا صديقي الكبير د سامي عبد العزيز.
وللمصادفه أننا تحدثنا في موضع اليوم وهو :انهيار التمثيل وانعدام الإبداع في الأفلام) والمسلسلات: إعادة تقديم الأعمال الناجحة وفشل الممثلين في تجسيد الشخصيات التاريخية.
في السنوات الأخيرة، بدأ يظهر توجه واضح في صناعة السينما والتلفزيون يتمثل في إعادة تقديم الأعمال الفنية الناجحة سواء على شكل مسلسلات أو (الأفلام) الجديدة. من أبرز الأمثلة على ذلك إعادة فيلم (شباب امرأة) الرائع الذي أُعيد تجسيده في مسلسل تلفزيوني، رغم أن هذه الظاهرة قد تبدو منطقية في إطار محاولة الاستفادة من النجاح السابق، إلا أن الواقع يكشف عن مشكلة عميقة تكمن في انهيار التمثيل وانعدام الإبداع الحقيقي في الكتابة والإنتاج.

استغلال أم فقدان للخيال؟
عندما يتم إعادة إنتاج فيلم أو مسلسل قد حقق نجاحًا ساحقًا في الماضي، يكون الهدف المعلن هو الاستفادة من الإرث الفني الكبير الذي تركته تلك (الأفلام) والمسلسلات. ومع ذلك، يطرح هذا النوع من الإعادة تساؤلات حول قدرة الفن اليوم على تقديم تجارب جديدة تحمل بصمات مبدعة. إعادة تقديم (شباب امرأة) في مسلسل جديد على سبيل المثال، هي محاولة لتكرار النجاح، ولكن دون أن تضيف قيمة جديدة للمشاهد. الكُتّاب والمنتجون بدلاً من أن يقدموا أفكارًا جديدة أو رؤى مختلفة، يكتفون باستخدام الأفكار القديمة و(ترقيعها) بما يتماشى مع متطلبات العصر.
هذه الظاهرة لا تقتصر على (شباب امرأة) فقط، بل تشمل العديد من الأعمال الناجحة التي يتم تحويلها إلى مسلسلات أو (الأفلام) من جديد، ما يعكس فشلًا في تقديم أفكار مبتكرة.
الاستنساخ الفني يصبح أكثر وضوحًا عندما نرى أن القصص القديمة تُعاد بنفس الشكل أو بصيغ معدلة دون إضافة تجديد حقيقي، ما يؤدي إلى شعور المشاهد بالتكرار، ويجعل الفن يفقد طعمه الخاص.
الممثلون الفاشلون في تجسيد الشخصيات التاريخية: هل هو ضعف في الأداء أم فشل في الاختيار؟
إحدى الأزمات الكبرى التي تعاني منها صناعة (الأفلام) ومسلسلات التلفزيون اليوم هى فشل العديد من الممثلين في تجسيد الشخصيات التاريخية، على الرغم من أن تجسيد شخصية تاريخية يتطلب مهارات تمثيلية عالية وفهم عميق للحقائق التاريخية والسمات النفسية لتلك الشخصيات، نجد أن بعض الممثلين لا يمتلكون القدرة على تقديم هذه الشخصيات بشكل مقنع.
تصريحات بعض الممثلين الذين فشلوا في تجسيد أدوار شخصيات تاريخية مشهورة تكشف عن حالة من العجز الفني.. هؤلاء الممثلون، الذين يُتوقع منهم تقديم أداء يعكس قوة وتأثير الشخصيات التاريخية، يظهرون أضعف من تلك الشخصيات في الواقع، ما يثير تساؤلات حول معايير اختيار الممثلين وتدريبهم.
فما الذي يجعل بعض الممثلين الذين يتم اختيارهم في أدوار تاريخية لا يستطيعون تقديم شخصيات تليق بحجم تلك الشخصيات؟.. هل هو ضعف في الأداء أم أن اختيارهم كان خطأ من الأساس؟

غياب التأهيل والإبداع
أحد الأسباب الرئيسية لهذا الفشل يمكن أن يعود إلى غياب التأهيل الجيد من جانب الممثلين، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على الأسماء المشهورة فقط.. الممثلون الذين لا يمتلكون الخلفية الكافية في فهم الشخصيات التاريخية أو العاطفية، يجدون صعوبة في تقديم أدوارهم بكفاءة.
على الجانب الآخر، يعاني الكتاب من مشكلة أكبر؛ إذ أصبحنا نشهد تكرار نفس القصص والنماذج القديمة دون القدرة على ابتكار روايات جديدة أو معالجة الموضوعات بأسلوب مختلف.
في بعض الأحيان، يعتمد المنتجون على اسم الممثل فقط دون النظر إلى قدراته في تجسيد الشخصية، ما يؤدي إلى نتائج مخيبة للآمال.. فالممثل الذي يُختار لمجرد شهرته أو مظهره، لا يمتلك بالضرورة القدرة على أداء أدوار معقدة مثل الشخصيات التاريخية، وهو ما يظهر جليًا في بعض الأعمال التي تفتقر إلى عمق التمثيل ويشعر المشاهد أنها بعيدة عن الواقع.
ختامًا: هل يمكن إنقاذ صناعة السينما والتلفزيون؟
على الرغم من أن صناعة (الأفلام) ومسلسلات التلفزيون قد تشهد بعض الإخفاقات نتيجة لهذه الظواهر، إلا أن الأمل لا يزال موجودًا في إمكانية إعادة البناء. يجب أن يعمل الكتاب والمخرجون والمنتجون على خلق بيئة تحفز الإبداع وتبتعد عن الاستنساخ المكرر للأعمال القديمة، كما أن اختيار الممثلين يجب أن يتسم بالمعايير المهنية والتأهيل الجيد، بعيدًا عن شهرتهم فقط.
إن النهضة في هذه الصناعة تتطلب العودة إلى الجذور، والتركيز على المحتوى المميز، وإعطاء الفرصة للمواهب الشابة التي قد تحمل أفكارًا جديدة يمكن أن تُعيد للأعمال الفنية بريقها الحقيقي.
ولطالما طلبت الغاء مايسمي معهد التمثيل طالما أصبحت مهنة أو سبوبه تورث للأبناء الذكور والإناث الدين يفرضون علي المشاهد فرضاً وبضغوط إعلاميه غريبة الشكل بالطبع المجاملات تلعب دورا خطيرا ومثلهم من يقولون عليهم مغنيين الذين يتهافت عليهم وعليهن للاسف بعض الجماهير التي تتسم بالتفاهه وضحالة التذوق النغمي والموسيقي.
ويبدو أن ضياع الذوق السمعي ضاع بقصد خلق اجيال تافهه لاهم لها الا التنطيط كالقرود والغريب انهم يدفعون مبالغ كبيره لهذا وبهذه والموضة وإنهم يدفعون ليرقصهم من علي المسرح وبفلوسهم ولقد سمعت مؤخرا شخص بلا مبالغه وكأنه ينهق وقال إيه كمان ملحن شىء مخجل
لذلك ستكون سيدة الغناء العربي (أم كلثوم) باقيه بقاء كل أذن تسمع وقلب يطرب في ذكراها الخمسين.
* المحامي بالنقض – منسق ائتلاف مصر فوق الجميع