رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود حسونة يكتب: الفنانون وتريند (العمرة).. الجدل والرياء !

محمود حسونة يكتب: الفنانون وتريند (العمرة).. الجدل والرياء !
بعضهن يتباهون بصورهم أما الكعبة الشريفة

بقلم: محمود حسونة

بعض الفنانين يتخذون من (العمرة) والحج وسيلة لركوب التريند وإثارة الجدل، ينشرون صورهم وهم بملابس الإحرام رياءً ومباهاة متوهمين أنهم بذلك يغيرون صورة سلبية عنهم لدى الرأي العام.

العلاقة بين العبد وربه علاقة خاصة جداً، حرص الدين الإسلامي على توضيح أبعادها بما لا يقبل التأويل والاختلاف، هى علاقة سرية في بعض مناحيها معلنة في مناحي أخرى، تستهدف طاعة الله في السر والعلن والالتزام بما أمر به والابتعاد عن ما نهى عنه.

ترفض الاتجار بها أو استغلالها لخداع الناس وتحقيق مكاسب دنيوية، مادية أو معنوية، ولكن بيننا فئة من الناس أدمنت استغلال الدين لخداع الآخرين، وهم يعلمون أو لا يعلمون أنهم (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)

المتاجرون بالدين عن طريق (العمرة) أو غيرها لأهداف سياسية انفضح أمرهم وانكشفت حقيقة أنهم كانوا يمتطون الدين للوصول إلى السلطة بعد أن تلقوا الدعم والمؤازرة ممن يريدون هدم مصر.

ورغم أن فضائحهم كانت مجلجلة فما زال بعض المخدَّرين الفاقدين القدرة على التمييز يؤمنون بهم، وهو ما ازداد بعد تسليم سوريا لتجار الدين الملوثة أياديهم بالدماء.

الاتجار بالدين لا يقتصر فقط على بعض الطامحين سياسياً، ولكن فئات مجتمعية مختلفة تفعل ذلك، ومنهم بعض الفنانين الذين يذهبون إلى (العمرة) أو الحج ويشغلهم التقاط الصور لأنفسهم ولبعضهم البعض أمام الكعبة المشرفة وينشرونها على مواقع التواصل وبعض المواقع الإعلامية.

في محاولة لإيهام الناس أنهم ملتزمون دينياً، وكأن الناس هم المخول لهم حق محاسبتهم، وهو حق لله وحده، وفي هذا السلوك يتجسد الشرك الأصغر الذي حذر منه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

محمود حسونة يكتب: الفنانون وتريند (العمرة).. الجدل والرياء !
ليس جديداً على فئة من (كبار) الفنانين وخصوصاً الفنانات (التباهي) بالصور من أمام الكعبة المشرفة

فنانات (التباهي) بالصور

أين (الحدث) في أن يؤدي فنان أو فنانة مناسك (العمرة) أو الحج؟، أليسوا كباقي البشر الذين يذهبون بنوايا صادقة صافية خالصة من أجل أداء (العمرة) أو الحج؟، هل للشهرة مكان في هذا المكان المقدس وفي تلك الأوقات التي يكون فيها الإنسان أقرب ما يكون إلى الله؟

ليس جديداً على فئة من (كبار) الفنانين وخصوصاً الفنانات (التباهي) بالصور من أمام الكعبة المشرفة، ففي كل عام تذهب مجموعة منهن إلى السعودية ويتكرر المشهد وتتكرر الصور.. فلانة وفلانة بالحجاب أثناء أداء (العمرة)، ويكبر التقليد فتجد حتى الفنانات الحديثات العهد في الشهرة يلتقطن نفس الصور.

ويتجدد ترند التباهي والمظاهر التي هيدى أقرب إلى تلميع الصورة أمام البشر من كونها عبادة خالصة تقرباً إلى الله وتنفيذا لتعاليم الإسلام. 

محمود حسونة يكتب: الفنانون وتريند (العمرة).. الجدل والرياء !
ظاهرة مقززة، كما وصفتها فنانة زميلة لهم هى (جوري بكر)

(جوري بكر): ظاهرة مقززة

ظاهرة مقززة، كما وصفتها فنانة زميلة لهم هى (جوري بكر) على خاصية (ستوري) في (إنستجرام)، ومما قالته: (عارفة إن اللي هقوله هيزعّل ناس كتير، بس.. اللهم عمرة يا رب، لكن تريند العمرة ده بقى شيء مقزز بالنسبة لي لمجموعة معينة من الناس).

وأردفت: (اللي رايحة بظوافرها وبرانداتها ومجوهراتها.. هو في إيه بجد؟، الموضوع بقى مستفز جدا، شبع بعد جوع وفشخرة كذابة، وعلى نياتكم ترزقون).

إنها شهادة شاهد من أهل الفن أزعجته صورهم وصورهن التي يلاحقون الناس بها على مواقع التواصل، وكأنها مشهد من عمل فني يمثلونه وينشرونه للمعجبين وليس عبادة لله عز وجل.

سواءً يفعلون ذلك نتيجة إدمان الكاميرات والأضواء التي يريدونها أن تحاصر حياتهم الخاصة والعامة أو بغرض التباهي بالتدين أو محاولة تغيير صورة مجتمعية عنهم فهو رياء منهي عنه إسلامياً.

وكأنهم يغسلون سمعتهم بـ (العمرة) أو الحج مثل من يغسل الأموال التي جناها من طريق غير مشروع أملاً في تنظيفها، غير مدركين أن الملوث لن تنظفه صورة، وأن الواثق في نفسه وفي عمله وفي سلوكياته لا ينبغي أن تشغله أقاويل الناس عنه.

وأن من يذهب للحج و(العمرة) ينبغي أن ينويها خالصة لوجه الله وليست لأهداف دنيوية ولا لتحقيق مكاسب مجتمعية وإلا ستكون اتجاراً بالدين لا يختلف عن اتجار الطامعين في السلطة.

لا يمكن انكار أن بعض الفنانين يذهب لـ (العمرة) والحج بهدف العبادة الخالصة، وهؤلاء لا يشغلهم النشر والتباهي، فهم مؤمنون برسالة مهنتهم وليس فقط بريقها، ولا يشغلهم تغيير صورة ولا رياء الناس، يتجنبون تكوين الصورة الذهنية السلبية وليسوا مضطرين لإقناع الآخرين بالتزامهم بالدين.

كما أنهم يؤمنون مثل الغالبية العظمى من الشعب المصري أن العلاقة بين العبد وربه علاقة خاصة لا ينبغي إطلاع الآخرين على تفاصيلها حتى لا يفقدون أجر ما يفعلون.

ليسوا الفنانين وحدهم من يسلكون هذا المسلك بل نجده لدى بعض الناس من الفئات المختلفة، وهو سلوك يتعامل معه كثيرون على أن هدفه التباهي، ولو كان المرء نيته العبادة خالصة لوجه الله فإن نشر هذه الصور ينتقص من الهدف الأسمى، وقد يضعه ضمن فئة المرائين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.