
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
(ماسبيرو) كيان كبير يضم عشرات القطاعات ومئات الإدارات وآلاف من العاملين، ويشتبك مع كافة أجهزة الدوله إداريا وماليا وتقنيا ورقابيا وسياسيا توجيها وتعاملا، ومسئوليته عظيمة والقابل بها فارس مغوار، ومتحد عنيد، وأن تقبل مسئوليته فهذا تحد ومعاناة وعطاء للوطن وأهله.
وأن تقبل وتفكر فهذا أفضل من أن تجلس بلا رؤيه، وأن تفكر وتصرح فهذه شجاعة ومساءلة، وأن تفكر في أن تنفذ فهذا إقدام وأمل كبير، وأن تفكر وتصرح وتفكر في أن تنفذ وتبدأ في التنفيذ فهذا يستحق الثناء والدعم، وأن تفعل كل هذا وتتحمل النقد والآراء الأخري فهذه شيم المثابرين.
ولقد تولي الإعلامي الصديق (أحمد المسلماني) هذه المسئولية الجسيمة دون أن يسبق له العمل في هذا الجهاز العتيق ودون إلمام تفصيلي بما يدور داخله أو خلفه ودون تحديد دقيق لكم الضغوط الداخلية والخارجية علي هذا الكيان ودون أن يضع يده علي حجم التحديات والمنافسات المحيطة بعمل هذا الجهاز.
ودون تدوين واضح لحجم ما يحتاجه (ماسبيرو) المبني إداريا وماليا وتقنيا وإنتاجيا وتسويقيا وتنافسا في هذه المرحلة، ومع كل ذلك تولي وقبل المسئولية، بل وفكر وصرح وبدأ ينفذ، وأطلق عنانه لأفكار ما كانت في قاموس إدارة هذا المبني مسبقا سنذكرها في مقالنا هذا لاحقا.
وقبل مقاومة التغيير وقبل ضغوط الداخل والخارج وقبل النقد والمعارضة، ومضي يحدوه أمله في تنفيذ ما صرح به، فله الشكر إن قبل وفكر وصرح ونفذ واستمر وقاوم، فلأن تحرك مياه البحيرة الساكنة، خير من النظر إلي سطح مياهها الساكن من علي الشط.
ولأن تفكر وتحاول خير من أن تجلس تحبط الآخرين وتصنع المكائد وتسلم الأمر إلي غير أهله، ولأن تطرح فكرا خير من أن تنضح سما زعافا، ولأن تحاول فتصيب أو تخطئ خير من أن تكون هيكلا فارغا محبطا مستسلما منتظر لما تأتي به الأقدار.

شاطئ يليق بقامته وقيمته
ولأن تحسن اغتنام فرصة جاءتك خير من أن لاتقدر فضلا ما كان يأتيك أصلا لأنك لست أهله من الأساس، ولأن تسمع لأهل الخبرة والرأي وتتفاعل معهم خير من أن تسمع لبطانة ما كان لها أن تأتي بخير، ولأن تحرك ساكنا خير من تضيع أعواما من عمر المبني وسيرته هباءا منثورا.
ولذا نحن نشد علي أيدي من فكر وصرح ونفذ وقاوم وحلم وحاول حتي يصل بمبني (ماسبيرو) إلي شاطئ يليق بقامته وقيمته باعتباره صوت الوطن وصورته، ودعونا نستعرض ما صرح به (المسلماني) وما كان يجب عليه أن يصرح به لصالح صوت مصر وصورتها: قرار إلغاء الإعلانات على إذاعة القرآن الكريم حفاظا علي وقار القرآن والمحتوي الديني المذاع وخاصة بعد ان إستولت الجمعيات صالحها وطالحها علي القناه أمر إيجابي ويجب ان تحول هذه الإعلانات عبر القطاع الإقتصادي إلي إذاعات الهيئه الأخري حفاظا علي مواردها.
ثم تعيين رئيس لقناة النيل للأخبار أمر جيد، وخاصة لتراجعنا في مجال القنوات الإخباريه ومجالات السبق والتوثيق، ثم الاهتمام بملف الرعايه الطبيه أمر صائب وعليه النظر في عدم سداد مستحقات المستشفيات حتي لاترفض استقبال أبناء الهيئه ومرتبط بذلك حقوق أصحاب المعاشات ورعايتهم بعد سنين الخدمه الطوال.
ثم دعم (قناة النيل الثقافية) وهذا أمر هام لأن مساحة الثقافه على شاشاتنا ضئيله بعد إنفلات دولة الكتب والنشر والطباعة، أما دمج قنوات النيل فهو يسري علي كافة قنوات الهيئه الواجب دمجها أما اسم (موليوود) فهذا يتطلب مراجعة.
فالنيل أهم من موليوود وإن كان لازما فليكن (نوليوود) نسبة إلي النيل ومواقع الإنتاج الضخمة، رغم أن القنوات حاليا ليست أماكن إنتاج مثل (هوليوود، وبوليوود) وغيرها في أمريكا والهند ونيجيريا.
ثم بث (قناة النيل للأخبار) على تردد إذاعي يتطلب مراجعة المحتوي الصالح للبث الإذاعي صوتيا قبل إعادة بثه على التردد المقصود، ثم إقامة حفل تكريما لكوكب الغناء وبمناسبة مرور 25 علي إنتاج الهيئه لمسلسلها أمر بديع.
لا لأنه يخص (أم كلثوم)، ولكن لأنه يعيد مسيرة الإنتاج إلي الواجهه ويعيد زمن الحفلات أيضا ويعيد اعتماد الهيئه على كوادرها ومسارحها دون اللجوء لطرف آخر وعليه يجب النظر في عودة حفلات (ليالي التليفزيون، وحفلات أضواء المدينة).
وكورال (ماسبيرو) ومسرح ماسبيرو ومواهب ماسبيرو فهذا صميم دور الإعلام الرسمي لمصر، ثم ترجمة الدراما للغات السواحيليه فهذا أمر وطني جميل بل ونتمني ترجمة الوثائقيات عن مصر وتنميتها أيضا، بل ونطمح في قناة لأفريقيا ليست علي اليوتيوب بل علي قمرنا الصناعي المصري.

(المسلماني).. وملفات أخري
ثم فكرة إنشاء قناه للأطفال بمواصفات عالميه هذا مطلب حتمي خاصة أن محتوي الطفل والشباب والأسرة والتنمية والتقنية والثقافة والتراث والدين كل ذلك غائب علي محتوانا الرسمي والخاص.
ويجب أيضا على (المسلماني) النظر في ملفات أخرى تتعلق بعودة عمل قطاع الإنتاج وشركة صوت القاهرة، وإصلاح بيئة العمل وحسن اختيار قياداته وتحديث أدوات العمل وفلسفة التسويق والترويج والتفاعل مع مفردات المشهد الإعلامي، والتطلع إلى دعم أجهزة الدوله ومؤسساتها في حصرية الأخبار واللقاءات والإعلانات.
وكذا عودة صناعة الأحداث الإعلاميه من مهرجانات ومنتديات وملتقيات وورش عمل تعيد (ماسبيرو) إلى الواجهة والريادة كما كان، وأما ما أعلن عنه (المسلماني) من مسمى الذراع الاستثماري للهيئة فهذا مصطلح طالما طرحناه كثيرا وله روافد عديده ويجب العمل عليه من خلال خبراء السوق والإستثمار الاعلامي.
وأخيرا ما أعلن عنه (المسلماني) من لجنه استشاريه للهيئه غير مجلس إدارتها فهذا أمر أجمل وأجمل فلعل اللجنه تضم خبراء في المهنه ومتفاعلين مع سوق المشهد الإعلإمي، وأهل محتوى وتخطيط وتسويق ورقمنة عندها ستدور المنظومه بشكل مهني احترافي.
وستلقي دعم الوطن وخبرائه وأهله، فصوت مصر يستحق وصورتها أكثر استحقاقا وريادتها أكثر وأكثر وقامتها أكثر بكثييييير، وفقكم الله لما فيه خير الوطن والمهنه، ونحن منتظرون ما هو آت، وتحيا دوما مصر.. آمين.