(صدى البلد) تحتفي بالدراما السورية بعرض مسلسل (الصديقات)
كتب: أحمد السماحي
تجربة جديدة ومهمة تقدمها قناة (صدى البلد) منذ العام الماضي، ولابد من الوقوف عندها، والإشادة بها، وتقديم واجب الشكر والتحية للمسئولين عن هذه القناة رائعة المضمون، سريعة الإيقاع، متعددة البرامج الجادة والممتعة التى تحترم عقلية الجمهور.
والتجربة الجديدة التى تقدمها (صدى البلد) هى عرض المسلسلات السورية على قنواتها، ففي العام الماضي قامت بعرض المسلسل الشهير (باب الحارة)، وهذا العام تعرض مسلسلين هما (الصديقات) والجزء الأول من (العربجي).
(صدى البلد) والصديقات
مسلسل (الصديقات) من المسلسلات الجديدة التى تعرض هذا العام، وتحتفي القناة بعرضه، حيث تقوم بعرضه في الساعة الثامنة مساء عبر قناة (صدى البلد)، و(صدى البلد 2)، و(صدى البلد – دراما).
ومسلسل (الصديقات) من تأليف أحمد السيد، وجودت البيك، إخراج محمد زهير رجب، وبطولة مجموعة كبيرة من النجوم السوريين منهم (سوزان نجم الدين، فايز قزق، نظلي الرواس، رنا شميس.
فضلا عن إمارات رزق، عبد الفتاح المزين، صفاء سلطان، صباح الجزائري، ترف التقي، روعة السعدي، تيسير إدريس، رامي أحمر، غادة بشور، وائل زيدان، فاتح سلمان، وسيم الشبلي، جودت البيك، سالي أحمد، ايليانا سعد، زامل الزامل).
(صدى البلد) والعربجي
لا تكتفي (صدى البلد) بعرض مسلسل (الصديقات) فقط، ولكنها تعرض أيضا الجزء الأول من مسلسل (العربجي) يوميًا الساعة السابعة مساءً، والإعادة في تمام الساعة الرابعة فجرًا، والحادية عشرة صباحًا من اليوم التالي.
ومسلسل (العربجي) تأليف مؤيد النابلسي، وعثمان جحا، و إخراج سيف الدين السبيعي، ويشارك في بطولته كلًا من (باسم ياخور، سلوم حداد، ديمة قندلفت، فارس ياغي، نادين خوري).
(صدى البلد) والشيفونية المصرية
ما تفعله قناة (صدى البلد) يزيح عن النفس كآبتها، ويفرح القلب، حيث طالبنا منذ أسسنا بوابة (شهريار النجوم) قبل أربع سنوات، بأن تجد الدراما العربية طريقها إلى المشاهد المصري.
وأن نتوقف عن (الشيفونية المصرية) وترديد عبارات أننا رواد، وأننا هوليوود الشرق، لأن هذا واقع بحكم التاريخ والأقدمية، والصناعة الفنية الكبيرة التى بدأت تقريبا منذ 100 عام تقريبا.
وبدلا من الكلمات المتحمسة الجوفاء التى نقولها عن أهمية وروعة أداء النجوم العرب، وكأنهم ناقصوا إيمان وحماس بموهبتهم، أن نقدمهم للمواطن المصري البسيط، وأن نؤمن بأننا لسنا وحدنا في الملعب!.
لأن كثير مما يقدم في الدراما العربية خاصة السورية لا يقل روعة وجمالا وإبداعا عن ما تقدمه الدراما المصرية، بالعكس كثيرا ما تتفوق الدراما السورية تحديدا في مواسمها الرمضانية على الدراما المصرية.
وهذا ما حدث في العام الماضي، حيث عُرض مجموعة كبيرة من المسلسلات السورية التى تفوقت بقوة على الدراما المصرية مثل (النار بالنار، وخريف عمر، وزقاق الجن، ومربى العز، ومقابلة مع السيد آدم، وابتسم أيها الجنرال) وغيرها.
الدراما السورية اكتسحت العام الماضي
وكانت الدراما السورية قد اكتسحت شاشات التلفزيونات العربية العام الماضي، بل وتعاود الظهور بقوة هذا العام، من خلال عدد كبير من الأعمال المتنوعة التي تتضمن ألوانا درامية مختلفة، بعضها يتناول قضايا اجتماعية، ومنها البوليسي ذو الإطار التشويقي بالإضافة إلى الكوميديا الخفيفة.
إلا أن أعمال (البيئة الشامية) تطغى كالعادة على معظمها، بجانب تسيد السياسة من التمرد ورد الحقوق على محتوى عدد كبير منها، وفي الحقيقة العديد من هذه الأعمال مرشح للحصول على المراكز الأولى في سباق الدراما الرمضانية الحالية، نتيجة قصصهم وشخصياتهم القوية والملهمة.
والحقيقة أن الدراما السورية لم تكن وحدها التى نافست بقوة الدراما المصرية وتفوقت عليها، بل كان هناك الدراما (اللبنانية – السورية) المشتركة، فشاهدنا المسلسل الرائع (الزند) بطولة النجم السوري تيم حسن، وكوكبة من النجوم السوريين واللبنانيين.
ومسلسل (وأخيرا) بطولة (نادين نسيب نجيم، قصي خولي، منى واصف) وغيرهم.
كما نافس بقوة العام الماضي المسلسل العراقي (بعد السقوط) بطولة (طارق لطفي، صبا مبارك)، إلى جانب كوكبة من نجوم الدراما العراقية، أبرزهم (رياض شهيد، جواد الشكرجي، وخليل إبراهيم، وذوالفقار خضر، وريهام البياتي، وبيداء المعتصم).
هذا غير بعض المسلسلات الخليجية والسودانية التى قدمت مجموعة من القضايا المهمة، والأداء التمثيلي المبهر منها المسلسل السوداني (ود المك)، والمسلسل الليبي (السرايا 2).
(صدى البلد) وحلم تأخر
ما فعلته قناة (صدى البلد) حلم تأخر كثيرا، لأن الدراما العربية مليئة بالمواهب الفنية المتعددة في مجال الكتابة والإخراج والتمثيل، الذين يستحقون متابعة الجمهور المصري لهم.
والاستمتاع بروعة أدائهم، وجمال طلتهم، وبدلا من إعجاب البنات بـالنجوم الأتراك مثل (كيفانش تاتليتوغ) الشهير بمهند، أو (بوراك أوزتشيفيت)، أوالهندي شاروخان، أو غيرهم من نجوم العالم.
يعجبون بنجوم مننا وعلينا مثل (تيم حسن، قصي خولي، قيس الشيخ نجيب، معتصم النهار، أنس طيارة، يامن الحجلي، يوسف الخال، إبراهيم الزدجالي) وغيرهم من النجوم الذين يتمتعون بوسامة توازي النجوم الأجانب.
وليست فقط الوسامة حتى لا نظلمهم، لكنهم يتمتعون أيضا بالموهبة الفنية الخارقة التى برزت بقوة من خلال أعمالهم العربية التى قدمت خلال السنوات القليلة الأخيرة وحققت نجاحا ساحقا.
تحية حب لـ (صدى البلد)
تحية حب معطرة بكل كلمات الامتنان والشكر لقناة (صدى البلد) على هذه الخطوة الرائعة، ونتمنى أن تستمر فيها بقوة، ولا تكتفي فقط بالموسم الرمضاني، بل يمكن أن تستمر طوال العام بعرض المسلسلات السورية التب تتمع بلإثارة والتشويق.
ونهيب بها أن تستمر في عرض باقي الدراما العربية طوال العام، حتى يتعود الجمهور المصري على اللهجات الشامية والخليجية وغيرها، وبعد شهور قصيرة ستصبح تلك اللهجات مفهومة وسهلة، ولا توجد فيها كلمات تستعصى عليه، خاصة أن الجمهور المصري ذكي ولماح ويفهمها وهي طايرة!