في عيد ميلاد (وردة) نكشف كواليس أغنيتها (أنا مولودة في يوليو) وسر خاص بشقيقها مسعود
كتب : أحمد السماحي
(أنا مولودة في يوليو الغالي فجر 23 منه، أنا بنت الأمة العربية، مصرية، سورية، جزائرية، أنا عراقية، فلسطينية، أنا نهضة آسيا وأفريقيا) هذه بعض الكلمات التى كتبها الشاعر الغنائي عبدالعزيز سلام، ولحنها العملاق رياض السنباطي، وغنتها (وردة) الغناء العربي التى نحيي اليوم ذكرى ميلادها، فهي من مواليد 22 يوليو، لهذا عبرت عن نفسها في هذه الأغنية فهي ليست فقط جزائرية إنما عربية زرعت فنها في تربة كل بلد عربي وازهرت في أراضيها فن خالد، هى النهضة الفنية لآسيا وأفريقيا كما قالت، هى التي جمعت مشارق الوطن العربي ومغاربه بحنجرتها المعجونة بخليط من الثقافات العربية.
أذيعت أغنية (أنا مولودة في يوليو) في عيد ثورة 23 يوليو التاسع عام 1961، وبهذه المناسبة نتوقف عند كواليس تسجيل هذه الأغنية، ونكشف سر ينشر لأول مرة خاص بشقيقها (مسعود) الذي كان يلازمها في رحلتها إلى مصر فى هذه الفترة.
والحكاية كما جاءت في مجلة (الكواكب) عام 1961 أن السيدة (وردة) كانت في هذه الفترة موجودة في مصر لتصوير دورها في فيلمها الأول (ألمظ وعبده الحامولي)، وقامت بنشاط غنائي ملموس بجانب تصوير فيلمها دعما من المسئولين فى حفلات (أضواء المدينة) للجزائر وثورتها الفتية، خاصة بعد إعجاب الرئيس (جمال عبدالناصر) بأغنيات (وردة) الأولى (كلنا جميلة البطلة النبيلة، وأنا من الجزائر أنا عربية) في هذه الفترة طلب أن تغني مقطعا عن الجزائر في أغنية (الوطن الأكبر) في سنة 1961، وفى أول حفل حضره (عبدالناصر) وعندما نزل الفنانين للسلام عليه قال لوردة: (أهلاً يا جزائر يا صوت الثورة).
اشتركت (وردة) فى كل الحفلات الغنائية، وفى كل هذه الحفلات كانت تغني الجزائر، وفي حفل قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة أنشدت أغنيتين الأولى أغنيتها الشهيرة (جميلة) والثانية بعنوان (رسالة لعبدالناصر)، وبعد الانتهاء من هذا الحفل كان عليها أن تشترك في عيد الثورة التاسع، وقابلت هى وشقيقها (مسعود) الذي كان يلازمها كظلها الموسيقار (رياض السنباطي) الذي كان أحد العاشقين لصوتها وداعما ومساندا لها، وسألته: ماذا أغني في احتفالات يوليو يا أستاذ رياض؟ فعرض عليها بعض النصوص الموجودة لديه، لكنها لم تجد نفسها في هذه النصوص.
وأثناء ذلك دخل الشاعر (عبدالعزيز سلام) وسلم على (وردة ومسعود) وأثناء الحديث قالت وردة بفطرية شديدة تعرف يا أستاذ رياض أنا مولودة في يوليو! وهنا صمت (السنباطي) وقال: هذا عنوان أغنيتك الجديدة!، وكلف الشاعر (عبدالعزيز سلام) الذي كان موجودا بكتابة أغنية من وحي (أنا مولودة في يوليو)، وبالفعل كتب شاعرنا المظلوم الأغنية التى كانت واحدة من مجموعة أغنيات قدمت في هذا العام منها: (ثوار) لأم كلثوم، (بالأحضان) لعبدالحليم حافظ، (يا حبيب الشعب العربي) فريد الأطرش، و(زرعنا الورد في يوليو) فايزة أحمد، (قدم قدم هم وازرع) فايدة كامل، (سنة رايحة وسنة جاية) الثلاثي المرح، (في كل شارع وحارة زينة) نجاة علي، (ليا صديق من بلاد بره) محرم فؤاد، (مصنعنا جديد) كارم محمود، (هدية لتلاتة وعشرين يوليو) ندا.
ومن الأسرار التى نكشفها اليوم في ذكرى ميلاد (ورده) أنها عام 1961 قررت إعادة تسجيل بعض أغنيات (أم كلثوم) القديمة بصوتها مثل (لو كنت أسامح، اللي حبك يا هناه، افرح يا قلبي، على بلد المحبوب، قالوا أحب القس) وسيقوم بالتوزيع الجديد – كما صرح مسعود شقيق ورده – الموسيقار (علي إسماعيل).
ومسعود كما جاء في التقرير الذي نشر في (الكواكب) هو الحارس الخاص الملازم لوردة، وكاد (مسعود) أن يصبح ممثلا في الشهر الماضي حيث رشحه بعضهم للقيام بدور (ديلسبس) في فيلم (ألمظ وعبده الحامولي) بسبب إجادته للغة الفرنسية، لكنه تراجع بعد موافقته خوفا من خوض تجربة التمثيل وعدم وجود وقت لديه، فتم ترشيح الفنان (أدمون تويما)، واكتفى (مسعود) بأن يقوم بعمل الدوبلاج للكلمات الفرنسية التى يرددها (أدمون).