رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود حسونة يكتب: (شيرين عبد الوهاب).. استهانت فأُهينت!

محمود حسونة يكتب: (شيرين عبد الوهاب).. استهانت فأُهينت!
الموهبة وحدها لا تصنع النجاح، قد تمهد الطريق إليه، ولكنها من دون الذكاء والحكمة تجعله نجاحاً منقوصاً

بقلم الكاتب الصحفي: محمود حسونة

(شيرين عبد الوهاب) استهانت فأهينت، استعانت بموهبتها وبجمهورها وبمظهرها وبمشاعرها وبمساحة غفران الناس لها مرارا، فأهينت وكررت أخطائها لينفد رصيدها عند قطاع ممن أحبوها وتركوا حفلها الأخير في مهرجان موازين بالمغرب، وانسحبوا بعد أن يئسوا من إمكانية إصلاحها لذاتها ورعايتها لموهبتها والتعلم من تجاربها والاستفادة من دروس كان يمكن أن يتعلم منها أي راغب في إصلاح ذاته.

الموهبة وحدها لا تصنع النجاح، قد تمهد الطريق إليه، ولكنها من دون الذكاء والحكمة تجعله نجاحاً منقوصاً، بل أن أنصاف الموهوبين الذين يحسنون إدارة أمورهم بشكل صحيح يصنعون نجاحاً يفوق نجاح مكتملي الموهبة الفاقدين لحسن الإدارة وحكمة القول والفعل وذكاء التعامل مع الآخرين.

ولو تأملنا خريطة الغناء منذ زمن (أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش) وحتى اليوم لوجدنا أن المتصدرين لم يكونوا بالضرورة مكتملي الموهبة وأن بينهم أنصاف موهوبين تنافسوا وصمدوا بل وخلدهم التاريخ.

والأمر نفسه ينطبق على التمثيل، فنجومية السينما التي تعد الأرفع في مجال التمثيل تنافس عليها أنصاف موهوبين مع موهوبين، وسوء الإدارة وغياب الذكاء جعل بعض من الأكثر موهبة يقفون في الصفوف الخلفية.

ليس شرطاً أن يدير الموهوب موهبته بنفسه حتى يحسن استغلالها والوصول بها إلى قمة النجومية، وليس ضرورياً أن يستمتع بالذكاء الخارق وحسن الإدارة، فلا يخفى على أحد أن المطربين والفنانين محاطون دائماً بمن يدير أعمالهم، وهؤلاء يمكنهم الصعود بأنصاف المواهب إلى القمة والسقوط بمتكاملي الموهبة إلى القاع.

ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن هناك عدد من النجوم وخصوصاً في مجال الغناء يتصدرون المشهد وهو أمر قديم متجدد، فبعض رموزنا القديمة كانت موهبتهم محدودة وأصواتهم ضعيفة ولكن ذكاءهم خارق وقدراتهم على التعامل مع الجمهور والإعلام كبيرة.

محمود حسونة يكتب: (شيرين عبد الوهاب).. استهانت فأُهينت!
صوت لا يشبه إلا نفسه، جمهورها كبير على امتداد العالم العربي، ولكن مشاكلها أكبر وأزماتها أعنف

موهبة فطرية حقيقية

موهبة (شيرين عبد الوهاب) فطرية حقيقية وصوت لا يشبه إلا نفسه، جمهورها كبير على امتداد العالم العربي، ولكن مشاكلها أكبر وأزماتها أعنف والمحيطين بها بعضهم طامع فيها وبعضهم عاجز عن إدارة موهبتها بشكل صحيح وهي ذاتها عاجزة عن اختيار الأصلح والأقدر على إدارة أعمالها بشكل صحيح.

وبدلاً من أن يتابع الجمهور جديدها الفني من وقت لآخر، تفرغ لمتابعة أزماتها ومشاكلها العاطفية والعائلية وانفلات لسانها بلا وعي ولا حكمة من حفل لآخر، لتتحول إلى نجمة محبوسة داخل قفص من الأخطاء والخطايا.

ورغم ذلك غفر لها الجمهور مراراً ووقف بجانبها وساندها واتخذ مواقفاً من أطراف أزماتها، لكنها لم تتعلم ولم تتعظ، ولم تغير من نفسها ولم ترغب في الاستعانة بمن يصلحون لها أمورها.

واكتفت (شيرين عبد الوهاب) بسلوكيات تثير الجدل وتزغزغ مشاعر محبيها، مثل حلاقة شعرها ع الزيرو، وزيادة وزنها، ونوبات غضبها اللامحدود والتي وصلت بها إلى حد تكسير الاستوديو الغنائي الخاص بها.

والشكاوى والتصريحات الاستفزازية المتبادلة بينها وبين طليقها الذي تحولت علاقتها به إلى فصول من الحب والغيرة، العنف والحنية، الاختفاء والظهور، الهجوم والمديح..

تناقض يهدم ولا يبني، يمرض ولا يعالج، يدمر ولا يصلح.. أزمة تلو أزمة انشغل بها الناس وعاشتها (شيرين عبد الوهاب)، وجميعها كانت هى أحد أسبابها، أزمات أخذت من وقتها وأعصابها وجهدها وشغلتها عن رعاية موهبتها والتجديد في جوهر أعمالها والتغيير المناسب في شكلها وإطلالاتها.

بعد الطلاق الأخير الذي وقع بعد أن تاه الناس تعداداً لمرات طلاقها من (حسام حبيب)، اختفت واعتبرناها في مرحلة علاج من حالة العشق المرضي له والعداء القاتل لكرامتها وموهبتها والتيه في صحراء الأزمات والمعارك التي يمكن أن تمحي نجوماً من سماوات الشهرة.

ثم مرحلة نقاهة حتى تتعافى وتعود إلى جمهورها أكثر قوة وأكثر إبداعاً وتألقاً، لكنها عادت أكثر ضعفاً وتيهاً، وهو ما لمسه الجمهور الذي توافد من أنحاء المغرب للاستمتاع بها ومعها في ختام مهرجان موازين، ما أصاب الناس بصدمة دفعت البعض منهم لترك الحفل والعودة إلى ديارهم يجرون أذيال الخيبة على وقتهم الذي ضاع وجهدهم الذي تبدد وأموالهم التي أهدرت.

وعلى نجمتهم التي خيبت آمالهم فيها، أداء غنائي باهت وصوت نشاز لا يتطابق مع اللحن وسمنة مفرطة لا تليق بنجمة تقول أنها (صوت مصر).

محمود حسونة يكتب: (شيرين عبد الوهاب).. استهانت فأُهينت!
الظهور الباهت لـ (شيرين عبد الوهاب) خلق حالة من الجدل

الظهور الباهت خلق الجدل

الظهور الباهت لـ (شيرين عبد الوهاب) خلق حالة من الجدل، البعض دافع عنها كالمعتاد، والبعض وجه إليها اللوم، المدافعون قالوا أنها كانت مريضة، وأعتقد أنه في حال مرضها كان الأفضل أن تعتذر خصوصاً أن خطاياها زادت ومساحة الغفران لها ضاقت وتكاد تتلاشى.

والمهاجمون وجدوا ألف سبب وسبب للهجوم عليها، وهم محقون في الكثير منها باستثناء الغناء (بلاي باك)، ولو كان الصوت تطابق مع اللحن لتجاوزه الجمهور، ولكن الفضيحة أن حركة شفتيها كانت في واد وكلمات الأغاني التي يسمعها الناس في واد آخر.

ليس من مصلحة أحد كما يردد البعض تدمير (شيرين عبد الوهاب)، ولكن سلوكياتها هى التي تدمرها وتثير سخط الناس عليها، فلن تكون هى أول فنانة يفشل لها حفل ولا أول فنانة تغني (بلاي باك)، ولكنها أول نجمة كبيرة يكتظ دفتر خطاياها وكأنها لا تريد أن تستوعب ولا تخرج بأي دروس مستفادة مما حدث لها سابقاً.

(شيرين عبد الوهاب) موهبة كبيرة ولم يقتلها سواها، نتعاطف معها ولكن بإصرارها على تكرار الخطايا لا تترك مجالاً لمحبيها للدفاع عنها، كثرت الهفوات والزلات والأزمات في حياتها وهي لا تبذل أي مجهود للخروج من المستنقع الذي وقعت فيه.

فعلاً، النجومية ليست موهبة، والموهبة قد تصنع النجومية لبعض الوقت ولكن لا يضمن استمرارها سوى الذكاء والحكمة والاختيار المناسب لمن يحيطون بالنجم ومن يديرون أعماله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.