رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: (هند صبري).. وحكاية الوعد بعد الورد !

محمد شمروخ يكتب: (هند صبري).. وحكاية الوعد بعد الورد !
هند صبري) تتحقق فيها شروط نجمة الإعلان المطلوب بالمللي!

بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ

ممكن جداً أن أعلن تحدى مشاعر الجميع الملتهبة ضد الفنانة (هند صبري)، في موقفها المؤيد لما سمى بقافلة (الصمود) ضارباً عرض الحائط بالحملة المضادة لها، مع دعمى الكامل لموقفها، ولأتحمل من أجل ذلك الدعم، سلاطة الألسنة وما يحتمل من بذاءات، بالرغم من أنى لا أعرف (هند صبري) إلا كممثلة على الشاشات المصرية ولم أرها ولو بالصدفة!

لكن إعلان التحدي والدعم يتطلب لدى شرطاً واحداً لو توافر لاستحق هذه المغامرة..

هذا الشرط هو: أن يكون كل ما صدر من تصريحات منسوبة إلى الأستاذة الفنانة (هند صبري)، بالفعل يمثل قناعتها الشخصية وأن (هند صبري) بالفعل قررت النضال من أجل رأيها، وأنها لا يهمها في سبيل ذلك أن تضحى بقطاع كبير من شعبيتها الجماهير المصرية!.

فهنا لابد لى من أن أقدر تضحيتها في سبيل إبداء رأيها الحر.

لكن بصراحة لم أجدنى مقتنعاً بهذا حتى الآن.

وأنت مين أساساً علشان تقتنع ولا ما تقتنعش؟!

(شفت بقى إنى أنا عامل حساب السؤال ده وقلت أسأله لنفسي قبل ما تسأله.. بيدى لا بيد عمرو).

(بس يعنى كده قلت آخد وأدى مع نفسي.. كنوع من الافتراض(.

(بس ممكن تشيلوا حرف الضاد من آخر الكلمة!).

ولنسأل في البداية: ما هو غرض قافلة (الصمود) التى دافعت عنها الأستاذة (هند  صبري) وغامرت من أجلها؟!

أعتقد أن العرض دعائي بالدرجة الأولى، وعلى الرغم أن الأعمال الدعائية مطلوبة في القضايا السياسية، ولم يطالب أحد من السادة المشاركين في القافلة، القيام بعمل هجمات انتحارية تجبر إسرائيل على وقف مجازرها ضد سكان قطاع غزة، ولا ينتظر أحد أن تبكى إسرائيل ندما بمجرد وصول القافلة إلى حدود رفح.

محمد شمروخ يكتب: (هند صبري).. وحكاية الوعد بعد الورد !
ما الذي دعاها وما الذي دهاها كهند، أن تفعل ما فعلته؟!

ما الذي دهاها كهند

فهى تعرف جيداً أنه كان من الواجب أن يتم التنسيق من البداية مع السلطات المصرية لاستكمال هذه الدعاية بصفتها البلد المحتم عليه أن يستقبل المشاركين ولا سبيل إلى تجاهل إجراءات الدخول والترتيبات الأمنية التى لا يمكن تجاهلها تحت أى ظرف.

فما الذي أغضبهم من ذلك؟!، وما الذي دعاها وما الذي دهاها كهند، أن تفعل ما فعلته؟!

هل لمجرد أن هناك جهات تونسية كانت وراء هذه القافلة وبما انها تونسية فعليها أن تقف بجوار مواطنيها وتناصرهم؟!

لكن  فيما يبدو أن وراء الأكمة ما وراءها، فالقضية ليست قضية سياسة ولا قافلة ولا مناصرة أهل وعشيرة!

فبما أن الحكاية كلها في الأساس عملية دعائية، فلابد إذن من وجود عنصر دعاية فعال يعطى زخماً يحيل الأنظار من جهة إلى جهة أخرى، فبدلاً من أن يكون كل الحديث عن إسرائيل كدولة معتدية على سكان آمنين.

وبما أنها لن تعير أحداً؛ صغر أم كبر؛ التفاتاً وبما أن العالم كله لا ولن يتأثر بالدعاية ضدها، فلابد أن تتحول الأنظار إلى مصر لتكون هدفاً لكل ما تم ادخاره من رشقات طوبية، فشلت الدعاية أن تصيب بها إسرائيل!

لكن لن تكتمل صورة الدعاية إلا بظهور نجم كبير (يخبط له كلمتين على فيسبوك ولا إكس ولا انستجرام)، وحينئذ يحدث الزخم المطلوب وتتحول الأنظار ولو إلى حين!

و(هند صبري) تتحقق فيها شروط نجمة الإعلان المطلوب بالمللي!

بص يا حبيبي: هناك شركات ومؤسسات كبرى في الدعاية والإعلان تعرف كيف تروج لحدث ما وتخطط لإنجاح مقاصده، وهذه المؤسسات لعبت أدواراً في غير المجال المباشر للدعاية من فن أو تجارة أو ترفيه.

وأنت بنفسك رأيت نجوم في التمثيل والغناء والإعلام وكذالك شخصيات عامة، يظهرون ويختفون فجأة وبدون مقدمات، مع إعلان تبنيهم آراء وقضايا ومواقف سياسية حادة، فوجود هؤلاء ولو عبر كلمتين على أي من الواقع المشار إليها آنفاً، يحقق ما لا بحققه مليون ناشط سياسي في مظاهرات صاخبة!

فهمتنى؟!

محمد شمروخ يكتب: (هند صبري).. وحكاية الوعد بعد الورد !
الأستاذة (هند صبري) ليست ناشطة سياسية ولا مفكرة استراتيجية

(هند صبري) ضربت كلمتين

يعنى ممكن الأستاذة (هند صبري) تكون ضربت الكلمتين دول ونسيتهم بعدما أدوا الغرض، تماماً كما تنسى ما حفظته من حوار بعد تسجيل مشهد تمثيلي في فيلم أو مسلسل أو إعلان تلفزيوني!.

يا جماعة ده شغل كبير له أصوله من إنتاج وإخراج مؤسسات دعاية كبيرة ومعروفة، لها مديرينها ووخبراؤها ومندوبينها وميزانياتها وشوم تقيل.. يعنى من الآخر أكل عيش زى أى شغل احترافي تانى!

ثم إن الأستاذة (هند صبري) ليست ناشطة سياسية ولا مفكرة استراتيجية، حتى تتبنى مواقف يمكن أن تؤثر على نجوميتها وشهرتها!

يعنى معقول نحاسبها على دور أدته (كما عودت جمهورها) باقتدار يثير الإعجاب حتى لو لم يعجبك الدور؟!

لكن الأداء عالى وطبيعي جداً.

يا جماعة: (هند صبري) فنانة كبيرة وخلال وقت وجيز تشربت الملامح المصرية شكلاً وموضوعاً وجسداً وروحاً، ولا يمكن أن تفرق بينها وبين أى واحدة مصرية تربت في عمق أعماق حوارى أحياء القاهرة الأصيلة.

(أقسم بالله أنا هنا أتحدث بمنتهى الجدية دون تعريض ولا سخرية، فلو سخرت من شخصية، فلا يمكن أن أسخر من روح وتربية وأصالة الحارة المصرية، بل هى منبع للاعتزاز، وليست سبة ولا  تعريضاً منى، فما زالت الحارة هى منبت الروح الأصيلة للشخصية المصرية، ومازلت منحازاً بكل قوة للحارة، ضد أى شكل آخر من أشكال التخطيط الإسكانى القديم أو الحديث!).

يا جماعة كل ما في الموضوع هو أن العملية كلها يمكن تشبيهها بالورد الذي طلبته (يسرية) من (إبراهيم) في المشهد الشهير في فيلم (أحلى الأوقات): (عايزة ورد يا ابراهيم).

ورد يشعرها بمكانتها لدى الزوج ثم ما تلبث أن تهدأ وتنسيى الورد عندما يذيل وتذهب لتلقيه بيدها هى نفسها في سلة المهملات!

فالقضية ليست مخاصمة بين مصر وتونس ولا يمكن أن تكون.

هذا مع الوضع فى الاعتبار أن (هند صبري) لها الحق كل الحق أن تعتز بتونسيتها مثل أى مواطن يعتز بانتمائه لموطنه، زى مثلاً المواطن المصرى لما يعتز بمصريته أو الأوغندي بأوغنديته أوالبوركيني فاسو ببوركينفاسيته.. معلش بقى.. القافية حكمت!

في النهاية أنجزت (هند صبري) ما عليها، ولكن هل هناك ثمة مشاهد أخرى يمكن أن تؤديها هى أو غيرها في السيناريو المقبل؟!

ولنستحضر معاً روح (عمر بن أبي ربيعة) شاعر العشق والغرام وننشد معه:

(لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد

وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد

وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً

إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.