رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

خطة تضليل إعلام (إسرائيل) تسببت في صدمة إيران!

خطة تضليل إعلام (إسرائيل) تسببت في صدمة إيران!

خطة تضليل إعلام (إسرائيل) تسببت في صدمة إيران!
عمليات التضليل تقودها أحيانا السلطات الإسرائيلية لأغراض تتعلق بمصالح سياسية وحزبية
خطة تضليل إعلام (إسرائيل) تسببت في صدمة إيران!
محمد حبوشة

بقلم الكاتب الصحفي: محمد حبوشة

لم يكن عنصر المفاجأة صدفة في هجوم (إسرائيل) على إيران، بل جاء ذلك نتيجة خطة تضليل إعلامي محكمة اعتمدت على تسريبات مدروسة عن خلافات مع واشنطن، وتصريحات إسرائيلية موجهة توحي بعدم نية التصعيد، تزامنا مع انشغال طهران بالمفاوضات النووية، مما عزز شعورها بالأمان الزائف.

إن عمليات التضليل تقودها أحيانا السلطات الإسرائيلية لأغراض تتعلق بمصالح سياسية وحزبية، ولا تنطلق دائماً من خلفية الأمن القومي، المسألة تتعدى أحيانا عنوان التضليل إلى التزييف والفبركة، ويكون الهدف في كثير من الأحيان هو جبهة (إسرائيل الداخلية والرأي العام الإسرائيلي.

وانطلاقا من صناعة الإعلام المعاصر أصبحت مسألة احترافية (إسرائيل) بامتياز لا يتصدى لها إلا المحترفون، لتحقيق أغراضها وأهدافها خاصة في ما يتعلق بما هو وطني سياسي  واجتماعي واقتصادي  يتماشى مع قيم أو أخلاقيات، ويفترض أن ينتهي بوعي عام.

تضليل إسرائيل الإعلامي مستمرا وبأساليب متعددة وبصيغ متباينة وبقوالب مختلفة تقنع حتى المتردد، بعكس حال الإعلام الفلسطيني خاصة والعربي بشكل عام  الذي يبتعد غالبا عن الجوهر ويركز على قضايا وصراعات فئوية وحزبيه أكثر من تركيزه على ممارسات الاحتلال وجرائمه وقضايا تتعلق بعمق الصراع مع (إسرائيل) أسبابه ومسبباته.

فهناك قضايا مهمة ومحوريه  تتعلق بالأمن القومي العربي ومخاطر ما يتهدد أمن الامة العربية بمشاريع تستهدفه، يجب الاهتمام بها وتسليط الضوء عليها لتصبح قضيه رأي عام  عربي وفلسطيني ودولي وهذا يتطلب.

من أصحاب القرار إنشاء وحدة إعلامية تعنى بالأمن القومي العربي ومتفرعات  القضايا المتعددة والمختلفة  ومهمة الوحدة الاعلاميه التصدي وإفشال تضليل (إسرائيل) الإعلامي والغربي وتستهدف مقومات الصمود العربي والفلسطيني 

وإذا استعرضنا وسائل وأدوات الاعلام الإسرائيلي فقد أنشأت (إسرائيل) قسم استخبارات التضليل الإعلامي فضلا عن الدور الرئيسي لوسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة حيث تلتزم خطوطاً محددة في التعامل مع الخارج ضمن أجندة التضليل الإعلامي.

خطة تضليل إعلام (إسرائيل) تسببت في صدمة إيران!
استغلت (إسرائيل) وسائل الإعلام الغربية القوية كأداة للنفاذ في الدعاية في المجتمعات  العربية والغربية

وسائل الإعلام الغربية

وقد استغلت (إسرائيل) وسائل الإعلام الغربية القوية كأداة للنفاذ في الدعاية في المجتمعات  العربية والغربية، وذلك من خلال الشخصيات اليهودية ذات النفوذ فيها أو من مناصريها ، أو من خلال أساليب الترغيب والترهيب.

يقول بن جورين: (لقد أقام الإعلام دولتنا واستطاع أن يتحرك للحصول على مشروعيتها الدولية)، وثبت أن إسرائيل تدير أمورها عبر ثلاثة آفاق: عسكري، سياسي وإعلامي، لذا استخدم إعلام (إسرائيل) أسلوب التبرير لكل الأعمال العدوانية التي يقوم بها الجيش من خلال كم هائل من الأخبار والمعلومات تتضمن رسائل بسيطة ومحددة.

ومن أبرع الأساليب المستخدمة توظيف المصطلحات لخدمات التوجيهات الإعلامية الإسرائيلية، من المصطلحات: الفلسطينيون (مع إلغاء صفة الشعب بالكلية)، جيش الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل (بدل الدولة اليهودية)، منطقة الحكم الذاتي، الأراضي المتنازع عليها (الضفة الغربية وغزة).

كما طمست أسماء المدن الفلسطينية بالكامل وتحويلها إلى، مثلاً تل أبيب (تل الربيع سابقاً)، مصطلح المخربين (المقاومين)، حائط المبكى (حائط البراق)، جبل الهيكل (جبل بيت المقدس)، وتضمن التضليل الإعلامي استخدام المبني للمجهول (بحق الفلسطينيين) وتسويق المصطلحات اليهودية.

لم يكن هدف وسائل الإعلام الإسرائيلية الغرب فقط بل حتى العرب مستغلة ضعف المصداقية لبعض  وسائل الإعلام العربية، ولعل الإعلام الأميركي لم يكن بعيدا عن مرمى (إسرائيل)، فأشهر الصحف اليومية والكثير من المجلات متحمسة جدا للدفاع عن (إسرائيل).

وإن نشرت مادة مخالفة أحيانا فإن الموالين لإسرائيل يمطرون الصحيفة بآلاف رسائل الاحتجاج، ورغم ذلك هناك تضعضع في صورة (إسرائيل) ليس بسبب ضعف الدعاية الإعلامية، بل بسبب بروز لولوبيات إعلاميه غربيه بدأت باستشعار الخطر الإسرائيلي وصحوة ضمير مما يرشح من مواقف وأعمال إسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

رغم أن (إسرائيل) تبرز دائماً أنها الطرف المعتدى عليه وإنها ضحية الإرهاب الفلسطيني بحسب زعمها حتى مظاهرات الاحتجاج في غزه ضد سياسة الحصار والتجويع تستغلها بصوره بشعة وخاصة فيما يتعلق بالبالونات النفافيخ وتصويرها وكأنها قنابل مدمرة.

خطة تضليل إعلام (إسرائيل) تسببت في صدمة إيران!
استفادت إسرائيل وبقوة من اللوبيات اليهودية في أميركا وعلى رأسها (آيباك)

إسرائيل تستعين باللوبيات اليهودية

استفادت إسرائيل وبقوة من اللوبيات اليهودية في أميركا وعلى رأسها (آيباك) متضمنة زيارات لإسرائيل للإطلاع على الأوضاع (عن كثب) للشخصيات الأميركية الهامة والمؤثرة.

أيضاً استأجرت (إسرائيل) خبراء علاقات عامة لتحسين صورتها وخاصة بعد اعتداءاتها المتكررة على غزه وسقوط آلاف الضحايا وتدمير المنازل على ساكنيها، وأعمال القتل الممنهج وغير المبرر.

وعملت بقوة، في استغلال الإنترنت من خلال جيش من المتخصصين في المدونات ممن يتقن اللغة العربية للدفاع عن إسرائيل وسياساتها واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي في حملات إعلامية ونفسية وتوجيهات بوصله المواقع وحرفها عن ممارسات الاحتلال.

وتسليط الأضواء على الصراعات الداخلية الفلسطينية والصراعات العربية الفئوية والعرقية والاثنيه  وسخرت إعلامها المضلل لما سمي  ثورات الربيع العربي لتحقيق أهدافها وغاياتها لصالح ما سمي مشروع الشرق الأوسط الجديد

ولدى إسرائيل مركز إعلامي لتزويد الصحافيين بالتقارير والأخبار والصور ذات العلاقة بإسرائيل والأحداث مجاناً (بما فيهم العرب).

كما وضعت دولة (إسرائيل) الصورة بأشد ما يمكن لبيان البعد الإنساني للجندي الإسرائيلي المسكين الذي يتلقى الحجارة والقنابل الحارقة وهو ساكن إلا من بعض الطلقات المطاطية في الهواء. كما أن الناطق الرسمي للجيش الإسرائيلي عادة ما يكون شابا صغيرا أو فتاة جذابة لإعطاء انطباع إنساني جيد أمام الغير.

هناك تنوع إعلامي في إسرائيل، رغم تمويل البعض لها من الدولة إلا أنها ليست رسمية ولا تملكها الدولة لكنها في الجملة، تنفذ سياسات الدولة الإعلامية خصوصاً الموجهة للخارج أو المرتبطة بالأحداث.

(إسرائيل) تتقن فن الاعمال وتزوير الحقائق وغالبا تبرز للراي العام العالمي انها الضحية وانها مستهدفة والفلسطينيون والعرب  غالبا ما تصورهم بصورة الإرهابي الذي لا غاية له سوى قتل الإسرائيلي.

هكذا تبرز (إسرائيل) صورة الفلسطيني  والعربي الذي تنكر عليه حقه في الأرض والهويه وهذا بفعل غياب اعلام فلسطيني وحتى عربي قادر ومتمكن لمواجهة خطر الاعلام الاسرائيلي فهل يدرك جهابذة الاعلام ورواد الفيسبوك اهمية الاعلام وكيفية استغلاله بالصورة التي تخدم القضية الفلسطينية والإنسان الفلسطيني وقضاياه القومية.

ومن أجل كل ما مضى: نفذت إسرائيل خدعة إعلامية محكمة للتمويه على إيران قبيل تنفيذ ضربة عسكرية داخل أراضيها، وفق ما كشفته صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية.

خطة تضليل إعلام (إسرائيل) تسببت في صدمة إيران!

خطة تضليل إعلام (إسرائيل) تسببت في صدمة إيران!
هذه الخدعة التي هدفت لتعزيز عنصر المفاجأة وتأخير رد الفعل الإيراني

تعزيز عنصر المفاجأة

وذكرت الصحيفة بعض تفاصيل هذه الخدعة التي هدفت لتعزيز عنصر المفاجأة وتأخير رد الفعل الإيراني، وتقول الصحيفة إنه في ليلة خيم عليها الهدوء المصطنع، وبينما كان العالم يترقب جولة مفاوضات نووية، وتتناقل وسائل الإعلام أخبارا عن عطلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحفل زفاف ابنه، كانت إسرائيل تضع اللمسات الأخيرة على واحدة من أكثر عملياتها سرية وخداعاً.

وتضيف الصحيفة: أنه خلف أبواب مغلقة، وفي أروقة مجلس الأمن الإسرائلي، اتخذ القرار بضربات داخل العمق الإيراني، ووفقا لصحيفة (جيروزاليم بوست): (إسرائيل وصفت اجتماع مجلس الأمن القومي عمدا بأنه مناقشة مفاوضات الرهائن من أجل تهدئة طهران وإعطاء الضوء الأخضر للضربة التي ستنفذ قبل الفجر داخل إيران. وبمجرد الدخول إلى الاجتماع، وافقت الحكومة بالإجماع على العملية العسكرية).

الخدعة الإعلامية التي نفذتها إسرائيل قبل ضرب طهران، بدأت بعقد مجلس أمن قومي، تحت غطاء مناقشة مفاوضات المحتجزين في غزة، وادعت إرسال مسؤولين إلى واشنطن قبل جولة نووية أميركية – إيرانية جديدة كانت مقررة الأحد.

كما سربت أخبارا مضللة عن خلاف بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخطط شخصية لنتنياهو، منها نيته إغلاق المجال الجوي لإسرائيل استعدادا لحفل زفاف ابنه، وكل هذا كان لتضليل المراقبين، وفقا لما روته الصحيفة من مقابلات واقتباسات لمسؤولين.

وهدف الضخ الإعلامي لتعزيز عنصر المفاجأة، وتأخير الرد الإيراني، أفضت الضربات إلى مقتل كبار قادة المنظومتين الأمنية والعسكرية في طهران، بمن فيهم مسؤولون في البرنامج النووي.

ورغم نفيها الرسمي، تشير التحليلات إلى أن واشنطن قدَّمت دعما استخباراتيا ولوجيستيا للعملية، في إطار تفاهم غير معلن بين واشنطن وتل أبيب لتحجيم إيران دون التورط في مواجهة مباشرة.

ويذهب محللون إلى القول: إن إيران تقف اليوم على حافة منعطف تاريخي، قد يؤدي إلى تصدع داخلي، إن فشلت في ترميم هيبتها أو تثبيت قدرتها على الردع، وعليه، فإن أي رد قوي ومباشر من إيران قد يستدرج الولايات المتحدة إلى مواجهة مفتوحة، مما سيفضي إلى تداعيات كارثية على الداخل الإيراني.

وترى بعض التحليلات أن ما جرى ليس مجرد هجوم، بل اختبار إستراتيجي قد يمهد لتغيرات جوهرية في توازن القوى بالمنطقة، إذ تتوافق القراءات أن الضربة أبرزت عمق الاختراق الاستخباراتي الذي وصل إلى كبار القيادات والهيئات الحساسة.

ويرى الباحث في الشأن الإسرائيلي (أنطوان شلحت) أن ما جرى لم يكن ليحدث دون تنسيق مسبق مع أميركا، رغم نفي الأخيرة المتكرر مشاركتها في العملية.

خطة تضليل إعلام (إسرائيل) تسببت في صدمة إيران!
تسريبات إسرائيلية وأميركية تؤكد تنسيقا كاملا مع واشنطن في تنفيذ الضربة

العملية جاءت في وقت حساس

ويوضح (شلحت)، أن سياق العملية جاء في وقت حساس، تزامنا مع مباحثات نووية بين طهران وواشنطن، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول التوقيت، ويعزز فرضية وجود تفاهم غير معلن بين تل أبيب وواشنطن.

ويشير إلى أن تسريبات إسرائيلية وأميركية تؤكد تنسيقا كاملا مع واشنطن في تنفيذ الضربة، رغم نفيها الرسمي، معتبرا أن الإنكار الأميركي محاولة لتفادي التورط العلني في التصعيد.

ويعتقد أن توقيت الضربة مرتبط بدوافع إسرائيلية داخلية، أبرزها احتجاجات متصاعدة، وفشل عسكري في غزة، وضغوط أميركية، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- لتوجيه الضربة بهدف إنقاذ حكومته، وإعادة ضبط المشهد السياسي الداخلي والحفاظ على تماسك الائتلاف.

ولم تقتصر الضربة – حسب شلحت – على استهداف منشآت نووية أو مواقع عسكرية فحسب، بل أرادت خلق حالة من الفوضى القيادية داخل النظام الإيراني، وذلك باغتيال قيادات عسكرية وأمنية بارزة وعلماء في البرنامج النووي، الأمر الذي يشير إلى سعي إسرائيلي واضح لشلّ قدرة إيران على التحكم بالردّ الميداني.

وبشأن الرد الإيراني، يتوقع (شلحت) أن يكون قويا ومباشرا، وليس رمزيا، نظرا لحجم الخسائر التي تكبدتها طهران، ولأن إسرائيل تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، ويرى أن أي رد إيراني محدود سيكون بمثابة اعتراف غير مباشر بنجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها الإستراتيجية.

ويختم قائلا: إن نتائج الضربة الأولية تؤكد وجود اختراق إسرائيلي عميق داخل المنظومة الإيرانية، وأن طهران تقف اليوم أمام لحظة فارقة، حيث سيحدد شكل ردّها ما إذا كانت لا تزال قادرة على فرض معادلات ردع، أم أنها دخلت مرحلة تراجع إستراتيجي في ظل مفاوضات نووية شائكة مع واشنطن.

من جهته، يقارب الكاتب والمحلل السياسي (طه إغبارية)، الضربة الإسرائيلية لإيران من زاوية التوقيت والبعد الإستراتيجي، مؤكدا أنها جاءت في لحظة حساسة من مسار المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، حيث كانت تستعد لجولة مفصلية من المحادثات.

وقال: إن التصعيد الإسرائيلي لم يكن مفاجئا، بل سبقه تمهيد إعلامي وتصريحات متكررة عن الجهوزية والنية لضرب إيران، مما عكس استعدادا نفسيا وميدانيا لدى الرأي العام الإسرائيلي.

ويجزم (إغبارية) بأن مثل هذه الضربة لا يمكن تنفيذها دون تنسيق مع أميركا، قائلا: إن واشنطن وإن لم تشارك بشكل مباشر في العملية العسكرية، فإنها مستفيدة منها سياسيا، وتستخدمها كورقة ضغط على إيران لدفعها نحو تقديم تنازلات في المفاوضات النووية وقبول الشروط الأميركية.

ترى ماذا تحمل الأيام القادمة من أخبار عن حسم الموقف المتأزم؟، هل ستكون الغلبة لإسرائيل، أم أن إيران تقوى على الموجهة والحسم لصالحها في ظل تصريحات مسئوليها بأن الرد سيكون في صالحها ومن تتغير المعادلة؟.. هذا ما ننتظره خلال الأيام القادمة، خاصة أن رد إيران خلال الساعات الماضية بدا يكشر عن أنيابها الحادة حتى اللحظة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.