
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
مصر ذات باع ممتد في صناعة (الدراما) العربية بمختلف أنواعها الدينية والتاريخية والوطنية والاجتماعية والكوميدية والسير الذاتية، وحتي السيت كوم وكذلك السلاسل والصور الغنائيه و(الدراما) الغنائيه وغيرها.
وذلك منذ عقود طويلة مع دخول الإذاعة مصر عام 1934، وكانت (الدراما) إذاعية قبل دخول التليفزيون مصر في عام 1960، وانتشرت دراما مصر في المنطقة العربية لعقود سمع وشاهد فيها العرب فترات من تاريخهم وقبسات من دينهم وملامح عن روادهم وطبائع مجتمعاتهم وضحكوا مع الكوميدي منها وأدمعت أعينهم دراما الوطنيه والإنتماء وإشتد إنتباههم مع دراما الأكشن والإثارة.
وعرفوا لهجة أهل مصر وشاهدوا أحيائها وشوارعها ودروبها ومعالمها، وأحبوا مصر والمصريين نجوما وأبطالا، وقدمت (الدراما) المصرية لأم الدنيا دعما لقواها الناعمة وترسيخا لريادتها المبكرة في مجالي الميديا والفن.
ومع تراجع دور الدولة في دعم إنتاج (الدراما) وتراجع دور مؤسساتها الإنتاجيه اختفت الدراما التاريخية والدينية والوطنية، وسادت دراما الأكشن والإثارة، وظهرت (الدراما) الواردة من تركيا ودول غرب أسيا وأمريكا اللاتينية إضافة لدراما الهند وأوروبا وأمريكا.
ومهما كانت أزمة (الدراما) ولجانها المنعقدة حاليا للخروج بمسار مرضي للوطن وأهله في مضمار (الدراما) النظيفة الداعمة للمجتمع وقيمه والمعبرة عن إنجازه وتطلعاته والدافعه لشبابه نحو مستقبل أفضل في عصر التحول الرقمي والتنميه المستدامه وعصر الجمهورية الجديدة.

أرشيف سمعي وبصري درامي
ولما كانت مصر ذات ثراث وأرشيف سمعي وبصري درامي تباهي به كثيرا، فلقد شجع ذلك أهل ماسبيرو في سعيهم لعودته رائدا وداعما للمجتمع وأهله ومنافسا وسط مشهدنا الإعلامي المرتبك، فقد تم طرح فكرة إطلاق إذاعة (الدراما) اعتمادا علي هذا التراث والأرشيف الذي يتوق له أهل مصر والمنطقة كلها.
وكانت هذه الفكرة ذات حظ في أن تري النور لجاهزية المادة المذاعة والكوادر وستديو البث، وذلك دون غيرها من الأفكار التي تم طرحها بطموح نظرا لحاجة بقية الأفكار إلي دعم مالي كبير وبيئة عمل مغايره وفكر وهياكل وكوادر تلائم تنفيذ هذه الأفكار.
وانتظرنا إطلاق الإذاعة توقعا بالمحتوي الجاذب والإيقاع العصري والتنوع المطلوب وكل ذلك يتبعه مباشرة دخل إعلاني وفير نظرا لجماهيرية المادة الدرامية التي ستبث، أضف إلي ذلك إيقاعها وتنوعها وهو ما سيجذب كبار المعلنين إليها لتعوض ما فقدته إذاعة القرآن الكريم من دخل إعلاني وبقية محطات الإذاعة.
وانطلقت إذاعة (الدراما) ولكن بلا حملة تشويقية لمحتوي أكثر جذبا علي شبكات الإذاعة وقنوات الهيئة الوطنية، وبلا فواصل أو جناجل كما يسميها أهل الإذاعة وبلا فواصل لكبار صناع (الدراما) من مؤلفين ومخرجين ونقاد وأبطال ومنتجين تذاع بين فقرات البث تصنع إيقاعا وتعرف بمحتوى وأهمية هذه الإذاعه وبلا تنويهات مسموعه عن تاريخ الدراما وأشهر أعمالها وأشهر روادها.
وأهم جوائزها ومهرجاناتها، حيث أن تعدد الفواصل من إعلانات عن القناة وعن أعمالها وعن روادها وعن تاريخها، إضافة إلى سرعة إيقاع محتوي البث من صورة غنائية إلي دراما غنائية إلي أوبريت درامي إلى سهرة إلي تمثيليه إلى مسلسل.
كل ذلك سيصنع إيقاعا سريعا عصريا متنوعا جاذبا لجمهور المستمعين ووكلاء الإعلان، وسيجعل من هذه الإذاعه باكورة خطوات عودة وتطوير ماسبيرو، ويعيد صدي ماسبيرو للمشهد ويعود بالجماهير والمعلنين لمحطات الإذاعة ويحقق دخلا مطلوبا حتميا للإنفاق على تطوير بيئة العمل بماسبيرو ومعداته وكوادره ومحتواه وأدوات تسويقه.
خاصة أن المحتوي الدرامي التاريخي المتاح لايتوافر لأي جهة بث في منطقتنا العربية مهما كانت إمكاناتها المالية المتوفرة لها، وأنا أكتب هنا بخلفيتي الإعلاميه كرئيس أسبق لقطاع القنوات المتخصصة وكمهتم ودارس للقنوات المتخصصه في مجالات الدراما والأخبار والغناء والسينما والرياضه والطبخ والإقتصاد والتعليم وغيرها.
وقد كان للإذاعة سبق في مجال الإذاعات المتخصصة منذ إذاعة الشباب والرياضه وإذاعة الأغاني وإذاعة القرآن الكريم وإذاعة شعبي وإذاعات عامه متنوعه وشبه متخصصه كالشرق الأوسط.

مرحلة الترويج المتنوع للإذاعة
كل هذه التجارب أدعي لأهل الإذاعة أن تكون إذاعتهم للدراما، المجال الوحيد الذي يضمن تفوقا وسيادة ودخلا لماسبيرو، وعليه كان لزاما عليهم وهم يحضرون لإطلاقها أن يدققوا في مرحلة الترويج المتنوع للإذاعة والوسائل المتاحه للترويج عليها وعلي تسلسل البرنامج اليومي لخطة البث وتعدد وتسارع فقراته، وتغير وتلاحق منوعاته الدرامية.
كل ذلك كان سيقدم وحشا إذاعيا لجمهور متعطش بمحتوي يسوق نفسه بتاريخ درامي تتطلع له الأجيال إقبالا وإعجابا بمحتواه وقيمه ومبادئه، فهل يمكن مراجعة كل ذلك ونحن في مرحلة الإطلاق والبدايه، من أجل وصول رسالة ماسبيرو كرائد وصاحب محتوي فريد وذو كوادر متخصصة.
ذلك يجعل دخول المحطة الإذاعية سوق الإعلام قوية ومتميزه وفريدة وجماهيرية وذات موارد إعلانيه وبلا منافس، نعم بلا منافس كإذاعة متخصصة في دراما مصر الرائدة من زمن وستبقي بفضل الله، ويقظة أهلها، ودعم دولتها، وتحيا دوما مصر صوتا وصورة وأرضا وأهلا وحكومة وقيادة ومؤسسات وريادة.. آمين.