إعداد: أحمد السماحي
خلال الأيام القادمة وبالتحديد يوم 16 يونيو سنحيي الذكرى الـ 51 لرحيل عبقري مصر الذي لن يتكرر الموسيقار (علي إسماعيل) الذي أبدع في كل مجالات الموسيقى، كملحن، وموزع، وقائد أوكسترا، ومؤلف موسيقي، ومكتشف مواهب غنائية.
ومن المحطات المهمة في مشوار (علي إسماعيل) الفني، اكتشافه لفريق (الثلاثي المرح)، الذي يعتبر واحدا من أهم انجازاته الفنية، فمن خلال البنات الثلاثة أعضاء الفريق وهن (وفاء، وصفاء، وسناء).
قدم لهن أعذب الأغنيات مثل (العتبة جزاز) و(مانتاش خيالي يا وله) و(على نور العين مسيلي يا قمر) كلمات مأمون الشناوي، و(يا أسمر يا سكر) كلمات مرسي جميل عزيز، و(سبحة رمضان لولي ومرجان، ب33 حباية) كلمات الشاعرة نبيلة قنديل.
قدم هذا الثلاثي لون جديدا من الغناء الذي حاز اعجابا و قبولا كبيرين، و كانت ومازالت أغانيهم جميلة، ومرحة، وذات مذاق خاص بأداء ممتع .
تميزت الكثير من أعمالهم الغنائية بمواكبتها لمعظم المناسبات المصرية حتى على المستوى الشخصي كالأفراح المصرية، وأعياد الميلاد، والمناسبات الهامة كشهر رمضان.
أشهر الملحنيين والثلاثي المرح
هذا و قد تعززت شهرة (الثلاثي المرح) أكثرمن خلال المشاركة في عدة استعراضات ولوحات غنائية مع (فرقة رضا) الاستعراضية.
وتعاون مع فرقة (الثلاثي المرح) غير مكتشفهم (علي إسماعيل) مجموعة كبيرة من أساطين التلحين، منهم (محمد عبدالوهاب، محمود الشريف، أحمد صدقي، مدحت عاصم، رفعت جرانه.
ومحمد فوزي، محمد الموجي، حسين جنيد، إبراهيم حجاج، د. يوسف شوقي، سيد مكاوي، منير مراد، عبدالعظيم عبدالحق، رياض البندك، رؤوف ذهني، حسن أبوزيد، طه العجيل، مختار السيد، عز الدي حسني، حلمي أمين) وغيرهم الكثيرين.
هذا الأسبوع في باب (صحافة زمان) نتوقف مع تقرير عن (الثلاثي المرح) نشر في مجلة (الكواكب) عام 1959، فإليكم ما تم نشره عن هذا الفريق المهم، وأول أغنياتهم التى أبدعها لهن (علي إسماعيل)..
كيفية تكوين الثلاثي المرح
لسن جيرانا، ولا أقارب، ولا حتى معارف، الفتيات الثلاث (وفاء، وصفاء، وسناء) جمعتهن الصدفة على غير موعد، واحدة تقطن المعادي، والأخرى من السيدة، والثالثة من العباسية.
التحقت كل منهن بمعهد الموسيقى العالي، بعد الإنتهاء من دراستها الثانوية، والأمل يحدوها أن تصبح مطربة مشهورة، أو تتخرج فتعمل مدرسة للموسيقى، أو عازفة على البيانو.
ومن اللقاء الأول مع (علي إسماعيل) أصبحن (ثالوثا) له نفس المشارب، ونفس المظهر، إنهن يرتدين ثيابا متماثلة، ويفضلن ألحانا متماثلة، ويعجبن معا بفيلم واحد، أو قصة واحدة، أو أغنية واحدة.
الثلاثي المرح وعلي إسماعيل
بدأن الطريق معا (وفاء، وصفاء، وسناء) أردن الإلتحاق بنقابة المهن الموسيقية، فقد كان لكل واحدة منهن نشاطها المنفرد في الإذاعة، والحفلات العامة.
وفي النقابة إلتقين بالملحن (علي إسماعيل) الذي كانت تراوده فكرة تكوين ثلاثي نسائي ليؤدي بعض الألحان الجماعية كلون جديد من الطرب، وعندما عرض عليهن الفكرة، وافقن على الفور.
وأجرى (علي إسماعيل) تجاربه على أصواتهم، وجد أن (وفاء) صوتها من نوع الـ (سوبرانو) أي أحد الأصوات وأرفعها، و(صفاء) صوتها (ميزو سوبرانو) أي صوت وسط بين النعومة والغلظة، و(سناء) صوتها (ألتو) وهو أغلظ الأصوات.
ولادة الثلاثي المرح
بالتوافق بين الأنواع الثلاثة من الأصوات، ولد (الثلاثي المرح)، و(وفاء) تعتبر المحور الذي يدور حوله الثلاثي، أو ضلع القاعدة في المثلث، عملت في السينما، وقامت بالدور الثاني في فيلم (نداء الحب) أمام شكري سرحان، وتزوجت منذ ستة شهور.
ولكن (صفاء، وسناء) بلا زواج، ولا خطوبة، فقد نذرت كل منهما نفسها للفن وحده، ومن التوافق والعجب في حياة (الثلاثي المرح) أن الثلاث ولدن في شهر ديسمبر، وفي الشهر نفسه ويوم 22 ولد أيضا علي إسماعيل.
وعندما يحتفلن بأعياد ميلادهن تتلقى كل واحدة منهن هدية من (علي إسماعيل)، بينما هو لا يتلقى غير هدية واحدة تقدم له بإسم (الثلاثي المرح).
وبلغت أغاني (الثلاثي المرح) المسجلة للإذاعة 20 أغنية حتى اليوم، أكثرها من تلحين (علي إسماعيل) وبعضها لـ (محمد الموجي، ومحمود الشريف، وإبراهيم حجاج، وحسين جنيد).
عمركشي حبيت وطبيت
أكثر أغاني (الثلاثي المرح) تذاع في البرامج الإذاعية، ولا تذاع منفردة إلا نادرا! وأولى أغنيات الثلاثي المرح سجلت للإذاعة عام 1953، لحنها (علي إسماعيل) ومطلعها يقول:
عمركشي حبيت، عمركشي طبيت
وفي كل مرة تقول ياريت
أحب تاني وأطب تاني
كانت هذه الأغنية فاتحة إعتراف الإذاعة بـ (الثلاثي المرح) كلون جديد من الغناء، وتقول الفتيات الثلاثة أضلاع الفريق : (أنهن سيواصلن دراستهن الموسيقية، ثم يتفرغن للونهن الذي عرفن به.
وهن الآن يبحثن عن ثلاثي من الرجال يكون معهن (سداسي المرح) يكون أقدر على تأدية الألحان الجماعية، وبالفعل يبحث (علي إسماعيل) عن ثلاثي من الرجال ليحقق فكرة (السداسي المرح).
والثلاثي المرح يسجل نجاحا كبيرا هذه الأيام بأغان ناجحة مثل أغنية الوحدة (يا هلا يا هلا)، وأغنية (مرحي مرحي) كلمات محمد علي أحمد، والتى أذيعت بمناسبة عودة الرئيس جمال عبدالناصر من (موسكو).
والأمنية التى تجمع الثلاثي (وفاء وصفاء وسناء) كما يجمهن كل شيئ يشاركن فيه، هي أن يعرفن طريقهن إلى السينما، ويظهرن معا في أفلام سينمائية، كما تفعل الشقيقات (أندروز) في السينما الأمريكية.