(مروة ناجي) تبدع في (أنت وبختك) باستخدام الذكاء الأصطناعي بذكاء

كتب: أحمد السماحي
(مروة ناجي) واحدة من الأصوات المصرية التى نفتخر بها، فهى واحدة من النجمات اللاتي تعبن على أنفسهن، ولم تعتمد منذ بدايتها الأولى على رجل أعمال، أو ثري عربي، أو زوج غني، أو غيرهم من الداعمين والمساندين!
بل كان اعتماد (مروة ناجي) على موهبتها واجتهادها، ودقة وتنوع اختياراتها، وتعاملها مع فنها بجدية وتواضع، دون (بروباجندا) كاذبة، أو دعاية إعلامية صاخبة، أو إشاعات ملفقة.
ومع مرور الوقت، جاءت خبرتها ومراحل نضجها، فكانت من القلائل الذين حققوا تواجدا مؤثرا وتاريخا مهما سيحسب لها، ووصلت إلى قلوب وعقول الناس فأحبوها واحترموها.
منذ أيام قليلة طرحت (مروة ناجي) أغنية جديدة بعنوان (إنت وبختك) كلمات الشاعر الغنائي جمال الخولي، وألحان مصطفى محفوظ، وتوزيع عمر إسماعيل.
وقامت (مروة ناجي) بتصوير الأغنية على طريقة الفيديو كليب مع المخرج أحمد شوقي، الذي أستعان بالذكاء الإصطناعي في تنفيذ مشاهد الكليب.

كلمات (إنت وبختك)
تتحدث أغنية (إنت وبختك) عن فتاة تتحدث مع قلبها، عن رحلة الحياة التى تأخذ منا ناس تعودنا عليهم، وتجيب لنا ناس جدد، في رحلتها السريعة، وكل هذا ليس بإرداتنا، فالحياة لن تمنحك السعادة مجانًا.
وتطلب الفتاة من قلبها الذي قاسى من قبل من الهجر والخذلان و(الندالة)، أن ينسى وتقول له بعشم وحب وهدوء : (اتعود تنسى اللي بيمشوا، علشان ترتاح، مش حمل دموع أنت يا قلبي، ولا حمل جراح).
وحتى لا يعيش قلبها في الوهم، ويتمادى في ظنه الحسن بالناس، تذكره الفتاة بما حدث لهما من قبل في رحلة الحياة من غدر، من ناس وثقت فيهم، واتعشمت فيهم، وخذلوها، وتركوها وراحوا، ولم يرجعوا، فتقول له:
(هما اللي سابونا زمان رجعوا؟!، والإ أنت نسيت!
كام واحد بالقرب، وعدنا، وعشمنا وراح)!
ونظرا لأن الفتاة واعية ومتيقظة وقوية وليست ضعيفة، فهي لا تترك قلبها يعيش في وهم، فتصرخ فيه بكل حب حتى يفوق من وهمه، وتقول له: (مش كل ما واحد يمشي تخاف، هو احنا ضعاف)!
ولا تكتفي بهذا فقط، ولكنها (تقرصه من أذنه) وتقول له رسالة مهمة جدا وهي : (مش علمتك سيب اللي يسيبك ما تعاتبوش، وما تتعبهوش، الإ كرامتك).
كتب الشاعر المتميز قليل الإنتاج (جمال الخولي) أغنية (طعمة، ولذيذة، لذاذة مش طبيعية)، كما أنها تحمل رسالة مفيدة، لكل من يستمع إليها، تقول أن رحلة الحياة مليئة بأنواع مختلفة من الناس، وأنت وبختك في رحلة الحياة!.
فالحياة مليئة بأنوع مختلفة من البشر، ولن تهديك الحب بلا ثمن، لكنها دائمًا تمنحك فرصة للنهوض من جديد بعد حب فاشل، فلا تجزع من خسارة، ولا تحزن على ما فات، فربما في الألم حكمة، وفي التأخير خير، وفي النهايات بدايات أجمل مما تتخيل.

لحن من مقام الكرد
نظرا لعذوبة وطرافة فكرة الأغنية، وجمال المفردات التى استخدمها الشاعر (جمال الخولي)، فقد أبدع الملحن المتميز (مصطفى محفوظ) في اللحن، وقدم لحن من مقام (الكرد)، هذا المقام المنتشر جدا في السنوات الأخيرة في معظم الألحان المصرية والعربية، وهو مقام يتميز بنغمته العاطفية وقدرته الفائقة على إيصال المشاعر بصدق وبساطة.
وبعيدا عن شرح تفاصيل ما فعله المتميز (مصطفى محفوظ) لكنه قدم الأغنية على إيقاع (المقسوم)، وعرف كيف يتعامل مع صوت (مروة ناجي) الذي يتميز بمساحته العريضة، وقدم لها لحنا جميلا مليئ بالبساطة دون أي (فذلكة)!
وأبدع إبداع خاص في توظيفه صولو (الأكورديون)، فجعلنا نعيش معه لحظات ممتعة وجميلة، ولا أعرف من الذي يعزف؟ لكنه حقيقي أبدع في العزف.

الكليب والذكاء الأصطناعي
الحديث عن جمال صوت (مروة ناجي) لا يكفيه سطور قليلة، ولكن يحتاج مجلدات، لكن ما نريد قوله أنها أبدعت وهى تغني، ولم تستعرض صوتها، ولكنها قدمت المطلوب منها، وما يناسب الحالة التى تغني لها بكل بساطة وجمال وعذوبة، وقدم حليات بسيطة بصوتها لكنها موظفة بشكل صحيح جدا.
فكرة توظيف الذكاء الأصطناعي في الكليب، فكرة ذكية، حيث أرضى صناع الأغنية، جيل جديد من الشباب بدأ يستخدم الذكاء الاصطناعي بكثرة في أشياء كثيرة في الحياة، هنا (أحمد شوقي) مخرج الكليب استخدم هذه التقنية الجديدة بشكل سلس وبسيط وجميل.
ولكن يأخذ عليه في الوقت الذي يعزف (صولو) الأكورديون، وجدنا صورة شاب على الشاشة يعزف على الجيتار، كما أن الصورة كانت تسبق الصوت أحيانا، والعكس، حتى تشعر بأن ربوتا يشبه (مروة ناجي) هو الذي يغني بدلا منها، وهو ما يفقد الغناء حميمية التعبير عن المشاعر الأحاسيس الإنسانية الطبيعية والفطرية.