رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

ناصر العزبي يكتب: (علاء الجابر) للإبداع المسرحي نموذج يحتذى به

اختار (علاء الجابر) إطلاقها من مصر، نظرًا لريادتها وقيمتها الثقافية

بقلم الكاتب والناقد: ناصر العزبي

(علاء الجابر) كاتب وناقد مسرحي وروائي عراقي، درس بالكويت وعاش واستقر بها، وعمل باحثًا في ثقافة الطفل بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، وهو من العاشقين لمصر، ارتبط بفنانيها، عبر رحلته مع المسرح، وهو نموذج للناشط الثقافي الفاعل.

ويتضح ذلك من نشاطه خلال السنوات الأخيرة أطلق منها جائزة تحمل اسمه يرأس أمانتها، وتتيح المشاركات فيها لشباب المسرحين بالعالم العربي، ليشارك بها في المشهد الثقافي العربي العام، ويعمل على دوره الفاعل في الحياة الثقافية بإطلاقه – رفقة زوجته (د. سعداء الدعاس) – للمجلة الإليكترونية (نقد × نقد) مع بداية عام 2023م.

وفي خضم العشرات من المهرجانات والمؤتمرات والجوائز الخاصة تبزغ جائزة (علاء الجابر) كنموذج يحتذى به لما تتسم به إدارتها من وعي تنظيمي وجدية في الإعداد مع الحرص على الموضوعية والشفافية والنزاهة.

والجائزة مع كل ذلك لا تعتمد على أي تبرعات أو دعم لوجيستي من مؤسسات رسمية أو خاصة، ولا يسعى صاحب الجائزة من وراءها إلى أكثر من المردود الأدبي والمعنوي على العكس من أخرين يسعون لتبادل المصالح والنفع الشخصي رغم اعتمادهم على الدعم المادي واللوجيستي من رعاة رسميين.

ولدت فكرة إقامة تلك الجائزة لدى مؤسسها (علاء الجابر) على خلفية إقامته لعدد من الورش المسرحية للشباب في عدد من الدول العربية، والتي نتج عنها تواصلا مع مبدعيها من شباب المسرح، فكانت فكرة المسابقة لاستثمار تلك العلاقات لصالحهم ولتشجيعهم على الاستمرارية والكتابة والنشر.

واختار (علاء الجابر) إطلاقها من مصر، نظرًا لريادتها وقيمتها الثقافية، وحبا لها واعترافًا لفضلها الثقافي والأكاديمي عليه فترة دراسته بها، وهي مشاعر نبيلة تحسب له، وقد أطلق الدورة الأولى من الجائزة عام 2017، من مركز الإبداع بالإسكندرية.

دو رانيا يحيى من المكرمين بالجائزة

المكرومون بالجائزة

وأطلق عليها اسم الناقد الراحل الدكتور (محسن مصيلحى)، وفي دورتها الثانية زاد أفرع الجائزة لتكون في مجالات ثلاثة (النصوص الموجهة للأطفال، النصوص الموجهة للكبار، المقال النقدى) مع اتاحة المشاركة فيها لجميع الشباب العربى.

وبدءًا من دورتها الثالثة اتجهت الجائزة إلى تكريم بعض الرموز المسرحية في مجالات التسابق الثلاثة ممن يعيشون بيننا، تقديرًا لجهودهم وعطائهم للمسرح الذي أخلصوا له. وذلك بجانب إطلاق أسماء المبدعين من راحلين من جميع الأقطار العربية.

وأول ما يلفت النظر؛ هو الموضوعية في اختيار المكرمين، إذ تسلك الجائزة مسلكًا مختلفًا وفق آلية تعتمد على الشفافية، فبينما تلجأ جميع المهرجانات والمؤتمرات في ترشيحاتها لاختيار النجوم أو الأسماء ألإعلامية بغية الترويج للجائزة وصاحبها دون التركيز على القيمة.

تفاجئنا جائزة (علاء الجابر) باختياراتها أسماء لمسرحيين كبار من الكتاب والنقاد والمخرجين، وبعضهم من المغبون حقهم وممن لم يسبق تكريمهم، بعيدا عن مفهوم النجومية أو أصحاب المناصب، واستنادًا في ذلك على معيار القيمة والعطاء عبر تاريخ الشخصية ومسيرتها.

جائزة (علاء الجابر) كرمت في حفلتي ختام الدورتين الثالثة والرابعة، ستة أسماء في الأفرع الثلاثة للمسابقة، ففي مجال النقد كرمت الناقدة (د. وفاء كمالو) وهي من أبرز ممن أخلص للنقد المسرحي، والناقدة الشابة الراحلة (رانا أبو العلا)، التي جاء تكريمها على سبيل الاستثناء كلمسة وفاء لكونها كانت تعمل بمؤسسة الجائزة.

وفي مجال نصوص الأطفال كرمت؛ الكاتب المسرحي (درويش الأسيوطي) من أبرز رواد المسرح في الصعيد، والكاتب (السيد حافظ) أحد أغزر مؤلفي المسرح وخاصة مسرح الطفل الذي أعطى له الكثير.

عبد الغني داوود، ود.وفاء كمالوا، وعباس أحمد

المسرحي (عبد الغني داود)

وفي مجال نصوص الكبار: كرمت الكاتب والناقد المسرحي (عبد الغني داود) صاحب المسيرة الحافلة بالعطاء في كافة مجالات الكتابة والبحث والنقد، والمخرج والكاتب (عباس أحمد) ابن مدينة بور سعيد الباسلة وأحد رموز المسرح المصري.

وقد اتخذت الجائزة نفس النهج أيضاً للراحلين ممن كان لهم دوراً فاعلاً في الحركة المسرحية، حيث عملت أمانة الجائزة على التذكير بهم وبقيمتهم بإطلاق اسم من الراحلين على فرع التسابق في كل دورة، مع مراعاة أن يكون المحتفى به في الأفرع الثلاثة من ثلاثة دول مختلفة.

إذ تم خلال الدورات الثلاث الأخيرة إطلاق اسم كل من الكاتب والناقد المصري (د. مصطفى سليم)، الناقدة المصرية (رنا أبوالعلا)، الناقد المصري (د. صالح سعد) في مسابقة فرع المقال النقدى، وأسماء (الكاتب الإماراتي (سالم الحتاوي)، الكاتب الجزائرى (حسين طايلب)، الكاتب الكويتي (فايق عبد الجليل) لفرع النصوص الموجهة للأطفال.

وأسماء المؤلف العراقي (هادي المهدي)، الكاتب البحرينى (فريد رمضان)، الكاتب السوري (سعد الله ونوس) لمسابقة فرع النصوص الموجهة للكبار، وذلك مع عمل فيلم قصير عن كل منهم.

وتحرص الجائزة على ما يحقق شفافية نتيجتها، وعدم الجمود أو الانحياز لاتجاه محدد، راعت التنوع في تكوين لجان التحكيم، اختيار أعضاء ثلاثة من بلاد مختلفة لكل فرع.

وعدم معرفة الأعضاء ببعضهم، وعدم الكشف عن أسمائهم إلا في الحفل الختامي، مع عدم تكرار أسماء المحكمين، اذ تقوم بتغيير تشكيل اللجان في كل دورة من أسماء جديدة لم يسبق مشاركتها بالدورات السابقة.

وتحقيقاً للموضوعية تشترط الجائزة في فرع النقد أن يكون المقال مرتبطاً بعرض من العروض المسرحية العربية التي قدمت خلال العام السابق، وأن يكون متوفراً بالكامل على وسائل التواصل الاجتماعي بما لا تنغلق التناول النقدي على عروض دولة محددة وحتى تكون متاحة للأعضاء المحكمين بدولهم المختلفة.

عملت جائزة علاء جابر خلال مسيرتها على التطور بزيادة مجالات التسابق

زيادة مجالات التسابق

هذا؛ وعملت الجائزة خلال مسيرتها على التطور بزيادة مجالات التسابق، واتساع نطاق المشاركين ليشمل كافة الدول العربية، مع رفع سن المشاركين حتى 50 عامًا في دورتها الأخيرة، وفي ذات الوقت راعت الشروط إتاحة الفرص لأكبر عدد من المشاركات وذلك بعدم تحديد سمة معينة أو موضوعًا محددًا للنصوص أو المقالات

ويُمنح الفائزين جوائز المالية والدروع وشهادات التميز والتقدير، إضافة إلى طباعة المقالات والنصوص الفائزة طباعة الجائزة جميع المقالات والنصوص الفائزة في كتاب سنوي بما يتح لها الانتشار، ويتم توزعها في حفل الختام الذي تحرص إدارة الجائزة على تنظيم فعاليته لكل دورة في القاهرة.

وتوجيه الدعوة لعدد كبيرة من الشخصيات المعروفة في الحياة الثقافية والمسرحية، ويقام سنوياً تحت مظلة (مؤسسة زادة للمرأة والتنمية) بحضور رئيس مجلس أمنائها (أ.د. رانيا يحيى) مديرة أكاديمية الفنون بروما حيث تشارك مؤسس وراعي الجائزة الكاتب والناقد (علاء الجابر).

وربما يؤخذ على الجائزة ضعف القيمة المادية الممنوحة للفائزين، وأعتقد أن رفع قيمة جوائزها المادية يزيد من أهمية المسابقة والتحفيز على المشاركة بها، وهو أمر منطقي يكون ضروري مع توالي الدورات وخاصة في ظل ارتفاع سعر الدولار حيث أن قيمة الجائزة بالجنيه المصري.

وأعتقد أن الأمر متاح، وعلى أقل تقدير دمج جوائز القائمة القصيرة والجوائز التشجيعية ف جوائز المراكز الثلاثة الفائزة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.