رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

مالم يتوقعه (الملك عبد الله) من المقابلة المشينة مع (ترامب)!

هذا التصرف الخارج عن برنامج الزيارة والبروتوكول الذي يجب أن يكون

الدكتور: إبراهيم ابوذكري *

إلى الذين عقبوا على المقابلة المشينة التي جمعت الملك (عبد الله) بالمتجرد من الآدمية (ترامب) في محاولة من أصحاب الأجندات الإساءة للملك والأمير الأردني واتهامهم بما ليس فيهم من صفات عروبية وانتماءاتهم الإسلامية العريقة.

وأنا من جانبي ومن قراءتي للمشهد الذي أذيع على الهواء بدعوة الصحفيين دون الترتيب مع الملك (عبد الله) أو حتى على الأقل استئذانه قبل دعوة الصحفيين للدخول وأري أن تصرف الملك (عبد الله) وابنه (الأمير الحسين) وتصرفهم تجاه هذا التصرف الخارج عن برنامج الزيارة والبروتوكول الذي يجب أن يكون.

كان تصرفهما تسوفياً حكيماً.. كما جاء في كتاب الأدب والأخلاق.. وما تعلموه من القواعد البدوية الأصيلة.. وكانوا ملتزمون بدستور أقدم مملكة في المنطقة العربية.

نؤكد على أن القاعدة المجتمعية التي تقول أن: (لا ينسب لساكت قول)

(لا ينسب لساكت قول)

وحسما لما يقال عن العاهل الأردني الملك (عبد الله)، الذي لا مكان لهذا الكلام من الإعراب لأنهم لا يعلمون أن العاهل الأردني والأمير الابن تربيا على الأصول والمناهج التي تربي عليها من قبلهم من ملوك البدو والقبائل الأصيلة والتي وضعت أصول التعامل مع السفيه والمحترم على حد سواء.

فبداية نؤكد على أن القاعدة المجتمعية التي تقول أن: (لا ينسب لساكت قول)، وأيضاً من الجانب الإنساني والاجتماعي وما قيل تعقيبا عن الحالة التي شاهدها العالم كله عن علاقة الضيف والمضيف وأن الضيف هو (أمير.. وأسير.. وشاعر) ثلاثة في نفس الوقت.

فعندما يدخل الضيف منزل مضيفه فهو أمير.. وعندما يجلس فهو أسير تحت سيطرته وفي بيته.. ويجب عليه طاعة المضيف وقبول ما يقدمه له من ضيافة.. وإذا خرج حرا من قيد الضيافة فهو شاعر ينبغي عليه أن يتحدث بما رآه من كرم المضيف ان وجدت.

وهذا ما حدث بالضبط فقد استقبل (ترامب) عاهل الأردن الملك (عبد الله) والأمير ابنه استقبال الملوك وجلسا معا.. وشاهدنا الملك والأمير وهما قيد جلسة الأسير.. وخرجا دون مؤتمر صحفي، لأن الملك (عبد الله) رفض أن يكون مع (ترامب) أمام الميديا ببجاحة وصلفا لا حدود له.

وألقوا ما كان بداخلهم على صفحاتهم الرسمية قبل مغادرته أمريكا.. وقالوا ما كان بداخلهم وآرائهم وعقيدتهم والتي لم يعطيهم (ترامب) فرصه الحوار.

وأتصور أن في هذه الجلسة كان الملك (عبد الله) يمثل العدالة والخير، وهو يواجه (ترامب) الرجل الظالم الذي يسعى لفرض شروط تعسفية وغير عادلة بما يملكه من قوة عسكرية وماليه.

والمهم أن الملك (عبد الله) تفاوض بحكمة وبحذر، وحافظ على كرامته وكرامة الأردن متمسكا بمبادئه واستمع لمطالب الرجل الظالم (ترامب)، وأوضح له أن لا يستطع التصريح بأي رأي قبل أن يرجع إلى أهله وعشيرته في مصر والسعودية، وكان هذا التصرف ذكي غير صدامي أمام رجل يمثل أقوى قوة في العالم.

حافظ الملك (عبد الله) على هدوئه ورصانته

حافظ الملك (عبد الله) على هدوئه

وشاهدنا الملك (عبد الله) محاولا تقديم بدائل وذكره أمام الرأي العام بأن هناك أطفال بعدد ضخم يحتاجون المساعدة لربما يشعر بمسؤولية أمام الله ،وهذه الفكرة هذه تظهر ذكاءه واستعداده للتعاون دون التضحية بمبادئه.

وعلى الرغم هذا الأدب الجم استمر الرجل الظالم في تعنته، وحافظ الملك (عبد الله) على هدوئه ورصانته، حتى لا يُظهر ضعفًا أو خوفًا، وكانت القوة الحقيقية تكمن في القدرة على التحكم في المشاعر.

وكنت أري الأمير الابن وهو يغلي غضبا وهو يري الظالم المتجرد من القيم الأخلاقية والعدالة لا يراعي أبسط أمور اللياقة، وبعينيه قال له بأن الظلم لا يدوم مهما علا شأنك ولو ملكوني فيك لقطعت رقبتك ووعده الأمير بعينيه الغاضبين بأن التغيير قادم لا محالة وسيكون لصالح الجميع في النهاية.

وقولا واحدًا أخير بأن الملك (عبد الله) تصرف تصرف الملوك و(ترامب) تصرف تصرف الصعلوك بوقاحته المعهودة، فقد تعامل الملك (عبد الله) مع الظلم بطريقة تعزز كرامته وبالهدوء الذي رأيناه، ولم يتجاوز كما يريدون الجهلة بأدب الحوار ولم يستجيب للتجاوز اللامسؤول الذي طلب منه أو ما كان يتوقعه الجهلاء منه.

ولم يقم به لتحقيق مصلحة شعبه في النهاية، وبعد أن وضع للظالم حدودًا واضحة لما هو مقبول وما هو غير مقبول، وحذره من عواقب هذا التجاوز محتفظا بالسلام الداخلي له الواثق من تصرفه كبدوي عربي مسلم يعرف الأصول والتقاليد التي تربى عليها.

* رئيس اتحاد المنتجين العرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.