بقلم المستشار: محمود عطية *
نعيش (عصر (الاضمحلال) في شتى المجالات بعد عصر نهضه غير مسبوقه انتهت منذ حوالي أربعة عقود، فهناك مجالات يسمح بالتحدث عنها بعيدا عن الاقتصاد والسياسة.
وبدون تعالي على الأخبار والتصريحات من البعض فحقيقة الأمر أنها تقع تحت بصري بالمصادفة البحته لأني قررت أني لا أتابع هذه التفاهات، فمثلا خلال الأيام السابقه قرأت عن أشباه مشخصاتية حصاد عصر (الاضمحلال)، منهم ذكور وإناثا فكل منهم ومنهن تتمني تشخيص شخصيات في مغازله للمنتجين والمخرجين.
فواحده تتمني تجسيد شخصية المغنية (داليدا) ولا أدري ما الإعجاز في هذه الشخصية مع احترامي للجميع، وأخري بلانا بها الله وبضغط إعلامي لصلتها لممثل محبوب راحل دخلت علي الخط، ثم صرحت المشخصاتيه الدبابة أنها تريد تجسيد شخصية إحدي ملكات الفراعنة، وكأنها فرة طالتهن جميعا.
ومن وجهة نظري الشخصية هذا فشل ذريع وتسول دور هنا أو هناك مع أمنيات بعد الذكور بتجسيد شخصيات جسدت من قبل مع العبارة الشهيره (عندما يعرض ورق يقتنع به) واصلا لا يعرض عليهم لا ورق ولا قراطيس ترمس.
في عصر (الاضمحلال): كل واحد وواحده يمنح نفسه أهميه زائفه بأن الورق الذي يصله لا ينال رضاه لانه لا يمثل له شخصية جديدة، في حين لا يوجد أحد (يبصق في وجوههم) ولكن الكلام ليس عليه جمرك.
انظروا إلى الاستعراض في العزاءات، كل من هب ودب يذهب إذا تيقن أو تيقنت أن مشاهير المهنه سيحضرون، ولكن لو مشخصاتي على أد حاله فلا يحضر نفرا منهم، ولعلنا نتذكر عزاء (عمر الشريف) الذي تصادف مع عزاء أحد منتجي غسيل أموال الكباريهات، فلم يشفع لعمر الشريف عالميته وكالعاده اتجه الجميع الي العزاء الآخر.
حيث حضور المصالح عسي يتكعبل فيهم أحد (مفيش مبدا)، وهذه سيماهم وسيماهن، وينطبق هذا الكلام على جميع المجالات في عصر (الاضمحلال).
طال (الاضمحلال) الطرب والغناء
ولقد طال (الاضمحلال) الطرب والغناء ولا أحد يقول الحقيقه برغم أن كلهم يعيدون الأغاني القديمه لنجوم عصر النهضة، فلا يوجد أحد أستطيع أن استثنيه ببساطة لأنه انتهي عصر نهضة الشعر وكتابة الأغاني وانتهت عبقرية الملحنين فأصبح بكل وضوح وبلا تجميل لا نملك شىء إنه الإفلاس الموسيقي والغنائي.
فلابد أن نعترف بذلك ولا نكابر لنقف وقفة جادة أمام بعض المواقع الممولة التي تضغط ضغطا رهيبا لترسيخ هذه الأسماء الفاشلة في عقل الناس، حتي وصلنا إلى مستنقع أن يدعموا نفر مثلما يقولون إنه مغنى.
ولم يعترض أحد على ذلك برغم أن البعض يهاجم نقاب المرأة بقوه ويجعله قضية مثل فريدة الشوباشي وشقيق زوجها (شريف)، ولست بصدد الكلام عن النقاب.
فالغريب أنهما يحملان كل ما هو إسلامي فوق رأسيهما ولا حس ولا خبر عن مقنع يظهر على المسرح بموافقة ضمنية من الدوله ويهطل من شريحه كبيرة من الشباب التافه.
إذا عندما أقول عصر (الاضمحلال) فهي الحقيقه التي يجب الاعتراف بها لنواجه المشكله أمام هؤلاء الفشلة، الذين اغتنوا علي (أفا) المغيبين الذين يدفعون سواء في تذاكر السينما أو حفلات ما يطلقون عليها (غناء) بأرقام خيالية في مصر أو دول الخليج التي رزقهم الله من وسع.
ولكنهم ساعدوا بدعمهم المالي لهذه الفئات في ترسيخ الفشل وكأنه انتقام ممن لا أدري..!
وبرغم كل السقوط لهذه الصناعة – التي أعترف طبعا أنها صناعة – نجد أنه لا يمر أسبوع أو اثنان إلا ويقام مهرجان!.. علي إيه لا أعرف؟ ومجموعة مرفهة تعيش خارج الكوكب المصري المريض جدا جدا، واستفزاز فئة عدديه كبيره من الشعب المطحون، وكأن نهضة الشعوب بالفشل الفني.
وعندما أركز على هذا الأمر فلا أعفي الإعلام من المسؤلية برغم فشله هو الآخر مع فشل مايسمي بالاعلام الرياضي، هذا الماخور الفاسد والمفسد والكل متعشي (أربعه وعشرين قيراط).
مع أموال عامة طائلة بمئات الملايين تمنح لجيوب لاعبين في أسوأ منظومة احتراف فاسدة في العالم والإنجاز صفر.. مشاحنات تصل للعداء بين أفراد الشعب والشباب .. (الجنازه حاره والميت كلب)!
وبرغم تصريح مسؤل أن حرية الإعلام تحتاج إلى ضبط فأسأله: حضرتك بتتكلم بجد، فهل لدينا حرية إعلام حتى تنضبط؟!
الصديق الراحل (وائل الإبراشي)
ولا أخفي علي حضراتكم سرا: فكنت في حديث مع شخصية مسؤلة منذ حوالي خمس سنوات وكان الحديث يدور حول الإعلام والبرامج الحوارية، وكان يعلم جيدا رأيي في هذا الأمر.
وتطرقنا إلى الصديق الراحل (وائل الإبراشي)، فكان له تحفظات كثيرة جدا عليه وقال لي بالحرف الواحد: نعلم أنه صديقك فلماذا تظهر معه في مقابلات كثيرة؟، ولماذا لا تظهر مع (فلان وفلان وفلان)، وكان هذا الحديث قبل سيطرة جهة واحدة على مايقال عليه فن وإعلام.
فقلت له بكل أدب واحترام: وجهة نظري وأنا ادعي أنني تعلمت ولو بقدر من تعاملي مع الفضائيات الخارجية.
(الإبراشي) بالفعل صديق عزيز، ولكنه لا يدعوني إلا كل فترة في مواضيع يعلم أني ملم بها في نطاق دفاعي الأهم عن الدولة ونظامها.. يمكن تكون مداخلاتي تليفونيا كثيرة بالفعل، ولكنه برنامج ينتظره الملايين يوميا لأنه يضع ضوء على مشاكل ويأتي بالمسؤل ويعرضها عليه، وبعد ذلك تحل أو لا تحل ليس دوره.
وذلك الأمر جعل مشاهدي البرنامج بالملايين على مستوي مصر والعالم العربي والعرب في الخارج.. إنه ينفث عن الناس ويفرغ أي احتقان، وأقول لحضرتك بكل أمانة لو تعاملتم بنظرة سلبيه مع (الإبراشي) فسوف يتحول ملايين المشاهدين إلى الفضائيات التي تبث من الخارج (وهذا ما حصل بالفعل).
أما فلان الأول فكنت معه منذ أسبوعين، وعندما يطلبني فلا أتردد لأن الأصل في الأمر هم وليس أنا، لأني لا أطلب من أحد أن يستضيفني، وأما الآخر ظهرت معه مرات قليلة، ولكن هل تعلم حضرتك أنه كان يريد العمل بقناة الإخوان ورفضوه لأنه طلب مبلغا ماليا كبيرا، وكان الوسيط مستشار محترم شهير.
قال لي: أنت بتتكلم بجد؟ فضحكت وقولت له لا يجوز أن أعرف هذا الموضوع ولا تعرفه حضرتك ولو تحب أتصل الآن بالمستشار!
ولكن للأسف لم يتغير في الأمر شىء وسقطت البرامج والفضائيات واتجه المشاهد لتركيا وخلف من تركوها إلى لندن، وسقط معظم أشباه الإعلاميين الذين أصابوا النظام بالجريمه الخائبة، فبدلا من توجيه سهامهم بالحق والشفافية المعقولة إلى المعارضين أصابوا المؤيدين بالضلال والكذب والفبركة التي يكشفها أي متابع للفضائيات الخارجية.
تلك التي تأخذ من كذبهم وضلالهم مادة خصبه يوميا للعمل عليها بكل احترافية، وللأمانة أحمل من يوجه و(ينشكح) من الإعلام بهذه الحالة المزرية أقول له: بالهنا والشفا حلال عليكم عصر (الاضمحلال).
* المحامي بالنقض – منسق ائتلاف مصر فوق الجميع