رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: (محمد ناصر) وموسى والديهى.. قصة التحدى العظيم!

محمد ناصر يتحدث عن مقالي الخميس قبل الماضي

بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ

قبيل نهاية إحدى حلقات برنامجه التى تناول فيها مقالين نشرتهما هنا في موقع (شهريار النجوم) بعد عرض ما يتعلق بإدارة ملفات الصحافة والإعلام والدراما على عهد قريب من جانب ضابط كان يشرف على هذه الحقول الحساسة قبل أن يتم استبعاده.

أعلن الأستاذ (محمد ناصر) مقدم برنامج (مصر النهاردة) على قناة فضائية تبث من خارج مصر، أنه يتحداني على الهواء، بأن أوجه انتقادا إلى الأستاذ (أحمد موسي) مقدم برنامج (على مسئوليتى)، أو الأستاذ (نشأت الديهي) مقدم برنامج (بالورقة والقلم) على قناتين فضائيتين يتم بثهما من داخل البلاد!

وكنت قد تلقيت مكالمات عديدة مع بداية إذاعة تلك الحلقة من برنامج الأستاذ (محمد ناصر) الخميس قبل الماضي، فتابعت ما يسرده من تحليلات للمقالين، بالإضافة إلى مقال ثالث نشرته على صفحتى الخاصة بموقع فيسبوك حول أزمة الزميل الكاتب الصحفي (حمدى حمادة)، حيث أنهى الأستاذ ناصر حديثه، بإعلان هذا التحدي!

ولكن لا أدرى ما الذي دعاه إلى افتراض خنوعى ونكوصي حيال هذا ذلك التحدى؟!

أم تراه أراد (محمد ناصر) استفزازى ضد الأستاذين (موسى والديهي، متوقعاً لرد فعل من (واحد باين من اسمه إنه صعيدى) لا يهمه النتيجة إذا ما جرى استفزازه، لكي يستجيب لدعوة النزال في ساحة من ساحات الوغى، إذا دعى للمبارزة!.

لكن ترى ماذا يتوقع (محمد) ناصر من انتقاد موجه إلى موسى والديهي؟!

هل سيكون انتقادى بسبب أنهما يقفان – بالحق أو بالباطل – في صف أى قرار من جانب السلطة؟!.

لكن الأستاذ (محمد ناصر) ربما لا يعلم أن أى نقد يمكن أن يوجه على هذا الأساس، لا اعتبار له عند كلا الأستاذين، فلن يضيرهما ذلك – وليسمحا لي – فهما لا يمكن أن توصف قرارات ومواقف السلطة لديهما بغير الحق، فتلك بديهية لا تحكم كلا الأستاذين فحسب، بل تحكم الكثيرين من مقدمى البرامج ومن أصحاب الأقلام في الصحف والمواقع الإلكترونية التابعة لمؤسسات الدولة الصحفية والإعلامية.

أحمد موسى

تحدى الأستاذ (محمد ناصر)

لكن العجب كل العجب أن جاء تحدى الأستاذ (محمد ناصر)، بعد أن استعرض مقالات نشرت على هذا الموقع (شهريار النجوم) تنتقد المسئولين عن المنظومة الإعلامية الرسمية كلها والتعرض لهما، هى أكثر خطورة من التعرض لكلا من الأستاذين موسى والديهي!

فما كتبت على هذا الموقع يتجاوز نقد إعلامي إلى من هو أشد منه قوةً وأكثر جمعاً!

فماذا بعد؟!

أبعد أن أشهرت سيفي في مواجهة (أبو زيد الهلالي)، أترانى أخشى من تكشيرة على دياب بن غانم؟!

أم يقصد الأستاذ (محمد ناصر) أن أبادر بالاشتباك مع أي من الأستاذين (موسى والديهي) فأكيل الاتهامات إليهما أو أنقل كل ما يقال عنهما من الناقمين عليهما أو الناقمين على الدولة التى يمثل كل منهما ذراعها إعلامياً؟!

إذن فلتطمئن.. فالكل يعلم ما يقال وليت ما يقال يحدث أثراً ولو بمقدار ما يتعلق من ماء بمنقار عصفور شرب من بحيرة قارون!

ذلك لأنه يعلم وأنا أعلم وكل من في الحقل الإعلامي يعلمون، خاصة في الجانب السياسي، أن السيد الأستاذ الإعلامي مقدم أى برنامج على أى قناة، ما هو إلا نهاية لسلسلة طويلة ومعقدة ولكنها كالسلسلة الحديدية لـ (هلب) السفينة، أكثرها يختفى في الماء في حال الرسو، أو في جسم السفينة نفسها في حال الإبحار!

والمتغيرات السياسية تثيت ذلك في كل حين، فالجالس أو الواقف في الاستديو يكلم الناس، ليس مفكراً قومياً ولا فيلسوفاً حتى تتوالد الأفكار من عقله إلى الميكروفون مباشرةً، إنما هو ناقل يخاطب الجماهير ومكلف من جهة حسب خطط ومخططات توضع له في كروت ورقية أو عبر الإيربيس أو الأوتوكيو.

هذا لا يقتصر على بلادنا وحدها، إنما اللعبة الإعلامية أعمق وأكثر تعقيداً من أن يحاط بها في كتاب بله على أن يكون في مقال.

نشأت الديهي

هذا يحدث في كل العالم

فلنكتف هنا بالإشارة البعيدة إلى ما تعلم وأعلم!.. فمثل الأستاذين (موسى والديهي) اللذين اخترتهما للتحدى، كمثل أى إعلاميين آخرين، لا يزيد نصيبهما في العملية كلها إلا بممارسة ما  تم تكليفهما به كإعلاميين متعاقدين مع قناة فضائية تلفزيونية تدار من جهات ما لخدمة سياسة ما.

هذا يحدث في كل العالم، فلن تترك الحكومات الإعلام في أياد بعيدة عنها لا تخدم أهدافها ولا تعمل عل. تنفيذ مخططاتها أو على الأقل، بالدعاية البيضاء لصالحها أو بالسوداء ضد خصومها.

والعالم أصبح الآن يلعب لعبة الإعلام ع المكشوف.. لكن الفارق لم يعد ما بين إعلام صريح وإعلام مخادع، بل الفارق الدقيق هو الذي تبدو فيه قدرة الإعلامي في الاحتراف في تقديم الفكرة أو المعلومة دون ان يشعر من يراه بكل ذلك.

(أى كما كتبت هنا أكثر من مرة.. بألا يقرأ السطر الأخير من رسالة سامسونج).

لا أستطيع ان أزعم أن موقف الإعلامي الشخصي يمكن أن يكون على خلاف ما يردده أو يتفق معه، فإن أول شروط الاحتراف هو تجاهل مثل هذا السؤال الساذج وأشباهه.

بل حتى في تبديل المواقف وتغيير الرؤى، هناك من يحترف تمريرها وتبريرها أو على الأقل تجاهلها.

وإليك مثل أرجو ان تستمع له.. فلنفتح قوساً متضمناً لسؤال:

(هل تذكر لقاءات الصلح والمودة بين الرئيسين السيسي وأردوغان والزيارات ما بين الدوحة والقاهرة وأنقرة؟).

أغلقنا القوس إذاً؟!

حسناً.. ترى ما رد فعلك أنت شخصياً وما رد فعل (موسى والديهي)؟!

هل منكم من أحد وجه أدنى لوم أو انتقاد إلى أى من الرئيسيين ولو بالتذكير لما كان؟!،

ألم تكن الحناجر قبل هذه اللقاءات تشتعل في صخب ليس له مثيل فيما بين الفرقاء المتناحرين؟!.. حتى انقسم الناس بين سياساوية وأردوغانية ودولجية وإخوانجية.. كل ذلك حتى تحسسنا نذر الحرب بين البلدين!

وإليك سؤال آخر: هل لك أن تخبرنى كيف ولماذا انتقل مكان قناتك التى تقدم عليها برنامجك؟!

إنى على يقين من أن أى من ثلاثتكم (ناصر وموسى والديهي) لابد أن يقف طويلاً قبل أن يجيب عن هذه الأسئلة بإجابة صامتة ليس مسموحاً بأن تنتقل إلى الميكروفون ولا حتى على حساب أي منكم الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت!

ولا لو لوم منى على أى من الأساتذة الثلاثة الذين وحدت هذه الأسئلة بين مواقفهم!

أنا شخصياً مازلت أعانى من آثار التسرع الأحمق في الحكم على الأمور تبعاً للأهواء السياسية التى ألقيت بها جميعاً وراء ظهرى وعضضت عليها بنان الندم!

ومع ذلك.. لا طاقة لى بإعلان هجوم عليك أو على الأستاذين (موسى والديهي)، ولا أسعى لإحداث خصومة ما، لأنى لا أملك ما تملكون من منصات، فلن يقرأ مقالى هذا إلا بضعة مئات أو آلاف على الأكثر، أما متابعو برامجكم (خمسة وخميسة) فهم بطبيعة الأمر بالملايين، فلن تكون المعركة متكافئة مع أى منكم!

أنا يا سيدى لا أملك منصة إعلامية مرئية في أى قناة تلفزيونية ولا حتى نافذة (صغيورة على يوتيوب) يمكن أن أرد من خلالها على أى هجوم مضاد قد يباغتنى من برامج مثل برامجكم وبارك الله لكم فيما رزقكم.

(رحم الله امرأ عرف قد نفسه).

فليس من الحكمة أن أشهر قلمي كسيف أبو زيد الهلالي سلامة في وجه من يملكون منصات صواريخ موجهة بواسطة الأقمار الصناعية!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.