(زكي طليمات).. فيلسوف يجلس على كرسي الاعتراف!
كتبت: محمد حبوشة
في عددها الصادر بتاريخ 17 أكتوبر 1952، أجرت مجلة (الاثنين) حوارا في صورة اعترافات للفنان القدير (زكي طليمات)، رائد المسرح المصري، أدلى من خلاله بآراء حول طبيعة شخصيته ومنهجه بصفة عامة في الحياة والفن، ورياضته المفضلة التي كانت تتمثل في (كرة القدم)، وأسرار النجاح في الحياة، والحكمة التي يفضلها.
وغير ذلك مما يحيط به من قضايا في المجتمع، وجاءت إجاباته بخط يده على نحو يبرز شخصيت الحقيقية، كما أنه يبرز بالأساس فلسفته في الحياة والفن والتأثير في حياة الناس من حوله، فتعالوا إلى تفاصل الحوار الكاشف:
* ماهى رياضتك المفضلة؟
** (زكي طليمات): بالطبع كانت رياضتي المفضل هى كرة القدم، ومن ثم أصبحت السير إلى مسافات طويلة.
* ماهي أسرار النجاح في رأيك؟
** (زكي طليمات): أن تحب عملك، وأن تخلص له تمام الإخلاص وكأنه جل حياتك.
* عقل المرأة أهم في رأيك أم جمالها؟
** (زكي طليمات): للأسف الشديد فإن أن أحمدهما لايكفي ولا يغني عن الآخر!!
* ما أحسن سن للزواج بالنسبة للمرأة والرجل؟
** (زكي طليمات): السن التي نحس فيها الرغبة الملحة للزواج واستكمال طريق الحياة الطبيعية.
* أتفضل المرأة الشقراء أم السمراء؟ ولماذا؟
** (زكي طليمات): السمراء، لأنها نقيضي وتكمل خلقتي التي خلقني الله عليها.
* ماهى الحكمة التي تفضلها وتتمثل بها دائما؟
** (زكي طليمات): (وأعجب مني كيف أخطئ دائما، على أنني من أعرف الناس).
* ما أحسن صفة تفضلها في الزوجة من وجهة نظرك الشخصية؟
** (زكي طليمات): أن تعرف كيف تقتل الملل في نفس زوجها وترفق بحال بالناس من حولها!!
* هل بطبعك أنت متفائل أم متشائم؟ ولماذا؟
** (زكي طليمات): إنني متفائل، لأنني أعمل وأناضل، وأحسن وجودي في الحياة.
* أستاذ زكي طليمات: هل تحب عملك؟ وأي عمل كنت تؤثره عليه؟
** (زكي طليمات): بالتأكيد: عملى المسرحي وأحبه.. الجندية لأنها نظام وتضحية وفداء.
* لنفرض أنك وزوجك وأمك وابنك في مركب تغرق، فمن تنقذ منهم أولا؟
** (زكي طليمات): بالتأكيد سأنقذ نفسي أولا كي أنقذ الآخرين بعد ذلك.
* ما الكتاب الذي كان له أكبر الأثر في حياتك؟
** (زكي طليمات): كتاب الحياة نفسها لأنه يحوي تجاربي الإنسانية !!
* ماذا تحب أن يقال عنك بعد عمر طويل؟
** (زكي طليمات): فنان لايرضيه شيئا في هذه الحياة!!
* ما أحسن قرار نفذته هذا العام؟
** (زكي طليمات): إنشاء فرقة تمثيلية في تونس تعمل بإعانة وتوجيه الحكومة.
* ماهي الأشياء أو الأعمال التي تهدىء من ثورتك في ساعات الغضب؟
** (زكي طليمات): تناول الطعام الذي يضفي عليّ نوعا من السكينة والهدوء.
* ماهي الصفة التي لم تكن فيك وكونتها في نفسك؟
** (زكي طليمات): التأني في التفكير واتخاذ القرارات.
* ماحالتك الذهنية في الوقت الحاضر؟
** (زكي طليمات): مشوشة لأننا في ثورة.
* ما أفضل هبات الطبيعة في نظرك؟
** (زكي طليمات): الصحة فعى تاج على رأس الأصحاء.
* ما أفضل الأشياء عندك؟
** (زكي طليمات): آمال، لأنه اسم ابنتي الوحيدة.
* ما أكبر عيوبك في رأيك؟
** (زكي طليمات): حسن الظن بالناس.
* ما أبرز ناحية في خلقك؟
** (زكي طليمات): العناد.
* أي الأخطاء يلقى عندك أكبر جانب من التسامح؟
** (زكي طليمات): كل الأخطاء، ولكنني لا أتعامل مع من ينال من كرامتي على الإطلاق.
* ما مثلك الأعلى في هذه الحياة الدنيا؟
** (زكي طليمات): أن أكون نافعا للناس.
* ماهى في رأيك أقصى درجات الشقاء للإنسان؟
** (زكي طليمات): أن تصفق للجهال وأن تهلل للأقزام وتعلي من شأنهم.
* هل تؤمن بالحظ أم بالكفاءة والاجتهاد؟
** (زكي طليمات): أومن بالاجتهاد في إنجاز العمل، وأومن بالحظ في نجاحه في بعض الأحيان.
* هل يضحكك منظر سيدة بدينة (تكعبلت) في الطريق فوقعت على الأرض؟
** (زكي طليمات): نعم يضحكني..
* ماذا تعمل لشحاذ طويل عريض يعترض طريقك طالبا (حسنة لله)؟
** (زكي طليمات): أؤنبه.
* بماذا ترد، إذا سمعت شخصا في التليفون يوجه إليك سيلا من الشتائم؟
** (زكي طليمات): أقلد صوت امرأة وأحدد معه ميعاد!
* كيف تتصرف إذا اكتشفت في حفلى خاصة، أن محفظتك نشلت منك؟
** (زكي طليمات): أعلن الحقيقة .. وأقبل أي سلفة تقدم لي مع الاحترام، على أن أردها في الغد.
* ما رأيك في التحقيق الذي أجرته “الاثنين” معك؟
** (زكي طليمات): حساب الملكين في الدنيا قبل الآخرة.
* هل لديك أقوال أخرى؟
لم تسألوني عما إذا كان حقا وصدقا، أنني أتناول مع وجبة الغداء جوز فراخ، وجوزين حمام وحتة لحمة.. مع الحوواشي لأقرر أن هذا كذب، وعلى من يصدق أن يدعوني إلى مائدته!
إمضاء
زكي طليمات.