سبوبة (موسم الرياض) المسرحية أبطالها هنيدي وسعد ورمزي!
كتب : أحمد السماحي
يبدو أن نجوم مصر من رواد المسرح الذين يتواجدون في (موسم الرياض) حاليا يراهنون كثيرا على قول ( إيمانويل كانت) في (أن العقل يتفوق على تذوق الحواس ليترفع عن كل ما هو دنيء وغير نبيل)، وأن (الجيد) و(الرديء) أصبحا وجهان لعملة واحدة يمكن لأن تكون مكونات اعتيادية وعناصر فنية صالحة للاستخدام، كأن تصبح مستحضرات التجميل في حقيبة امرأة عدة للرسم، كما نرى في نوعيات المسرح الهزلي الذي يعرضه فناني مصر الآن في (موسم الرياض) في إطار معرض الفن الرديء.
والمتابع لموسم الرياض الذي انطلق في 20 أكتوبر الماضي، تحت عنوان (تخيل أكثر)، يجد أنه يشهد مجموعة كبيرة من الفعاليات المتنوعة ما بين الفنية والرياضية والترفيهية، وغيرها من النشاطات التي أعلنت عنها الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، ومن يتابع الفعاليات عن قرب يجد أن الفن المصري يشارك بقوة فى هذه الفعاليات سواء عن طريق نجوم الغناء، أو نجوم التمثيل.
فخلال الأيام القادمة وبالتحديد يوم 11 نوفمبر يحيي النجم (تامر حسني) حفلا ساهرا، ومنذ أيام قليلة وبالتحديد فى الأول من نوفمبر الجاري تم افتتاح العرض المسرحي (سلام مربع) الذي يستمر عرضه 5 أيام متتالية على مسرح (بكر الشدي) في منطقة (رياض بوليفارد سيتي) من الساعة التاسعة مساءً حتى الثانية عشر من منتصف الليل، بحضور يومي يصل إلى ألف زائر، وتعد المسرحية، التي يؤدي بطولتها النجم (محمد هنيدي) واحدة من الفعاليات الكوميدية الترفيهية لموسم الرياض هذا العام.
مسرحية (سلام مربع) تأليف وإخراج (خالد جلال)، وبطولة (أيتن عامر، محمد ثروت، ميرنا نور الدين، محمد محمود)، وتدور أحداثها حول المغني (سيد) وصراعه مع المجتمع في محاولته بلوغ الشهرة وكسب الأموال للزواج من حبيبته.
كما سيعرض النجم (محمد سعد) مسرحيته (اللمبى فى الجاهلية) خلال الفترة القادمة، وينتقل النجم (هاني رمزي) بمسرحيته (أبوالعربي) تأليف محسن رزق، وإخراج تامر كرم، التى عرضت في القاهرة خلال الفترة الماضية إلى هناك، ولن يقتصر موسم الرياض على نجوم الكوميديا فقط ولكن يتضمن أيضا نجوم آخرين منهم النجم (أحمد زاهر) الذي يقوم حاليا بعمل بروفات مسرحيته (عائلة لاسعة جدا) مع بناته ليعرضها أيضا في الموسم السعودي الذي أصبح محط أنظار نجوم الفن المصري.
وهذه العروض المسرحية للأسف الشديد أعمال سطحية مكررة نجومها بدلا من أن يبذلوا مجهودا ويقدموا أعمالا تليق بتاريخ وعراقة الفن والمسرح المصري، وتتناسب مع نجوميتهم الكبيرة اعتبروا موسم الرياض (سبوبة ونحتاية) لهم، ورفعوا شعار( بضاعة أتلفها الهوى)، بمعنى أنهم لم يتعبوا أنفسهم في تقديم عروض مهمة، ولكنهم لجأوا إلى بضاعتهم القديمة التى حققت قدرا ضئيلا من النجاح أو منيت بالفشل مع الجمهور المصري، وقاموا (بقلب الشراب) على طريقة وجبات سريعة (جانك فوود) بمقبلات ومشهيات كلها (دليفري) وتوصيل جيد وسريع لبضاعة سيئة المكونات والمحتوى، وضارة بالصحة النفسية للجمهور السعودي، ونسوا أن (المسرح ليس دارا للعرض المسرحي الهزلي فقط، ولكنه دار للتنوير والتثقيف)، لكن يبدو أن هذه الجملة التى نعرفها جميعا استبدلها نجوم الفن المصري بجملة آخرى تتناسب مع ثقافتهم إن كان لديهم ثقافة من الأساس!، وقاموا بتصدير النوع الرديئ من الفن المصري العريق الذي عرف بخفة الدم والقبول، وفوق ذلك تحقيق هدف التوعية والتثقيف والتنوير.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ما زالت بلاهة (اللمبي) التى استهلكت فى السينما قادرة على إضحاك أحد؟! وهل المطرب (سيد) الذي سبق وشاهدناه في فيلم (عندليب الدقي) لهنيدي قادر على الغناء والإضحاك، وهل (أبوالعربي) الذي شاهدناه من قبل في فيلم لـ (هاني رمزي) بنفس الاسم يصلح لأن يكون مادة دسمة للضحك؟! .. يا ألف خسارة وخسارة على نجوم مصر الذين يستسهلون ويعبثون بمواهبهم على جناح فن ردئ المستوى، ويضحون بالغالي والنفيس من أجل حفنة دولارات .. ونسوا تماما أنهم يعبرون عن فن وثقافة شعب عرف بالحضارة منذ فجر التاريخ!!.