(زهير بللو) وزير الثقافة الجزائري يكرم نجوم الجزائر في ذكرى المطرب الشهيد (علي معاشي)


كتب: أحمد السماحي
شارك (زُهير بَللو) وزير الثقافة والفنون – قبل أربعة أيام – في أمسية فنية تكريمية بمناسبة الذكرى السابعة والستين لاستشهاد المطرب والشاعر والمناضل الجزائري (علي معاشي).
والتي تتزامن مع (اليوم الوطني للفنان الجزائري)، وقام بنتظيم الأمسية (الجمعية الفنية السينمائية، أضواء)، وسط حضور متميز من العائلة السينمائية الجزائرية من مخرجين وتقنيين وممثلين.
وأكد (زهير بللو) في كلمته أهمية هذه المناسبة التي تربط بين الذاكرة الوطنية والرسالة الفنية، مشيدًا بما يمثّله الشهيد (علي معاشي) من قدوة للفنان الملتزم الذي جسد بقناعته وفنّه أسمى معاني النضال الوطني.
كما نوه (زهير بللو) إلى الدور المحوري الذي ينبغي أن تضطلع به السينما الجزائرية في حفظ الذاكرة وتكريس الهوية، داعيًا إلى مواصلة حمل المشعل من خلال الصورة والكاميرا والإبداع الجاد.
وأكد (زهير بللو) أن قطاع السينما يشهد اليوم ديناميكية جديدة تعكس توجه الدولة، بقيادة رئيس الجمهورية السيّد (عبد المجيد تبون)، نحو ترقية الثقافة كركيزة في مشروع بناء الجزائر الجديدة.
وأشار (زهير بللو) إلى أن وزارة الثقافة والفنون تعمل على استكمال النصوص التنفيذية لقانون السينما وإعادة هيكلة القطاع بما يضمن بيئة مهنية واضحة للعاملين، خصوصا التقنيين.
كما شدّد (زهير بللو) على أهمية فتح المجال أمام الشباب والمستثمرين في القطاع الخاص، ضمن رؤية تشاركية تهدف إلى تحويل السينما إلى قوة ثقافية واقتصادية حاملة لقيم الأمة.
وقد تميّزت الأمسية بعروض فنية شبابية استحضرت روح الشهيد، وعكست ارتباط الفن بالذاكرة الوطنية، وفي ختام التظاهرة، قام وزير الثقافة الجزائري (زهير بللو) بتكريم عدد من الفنانين، الجزائريين منهم المخرج الكبير أحمد راشدي، والمخرج جعفر قاسم، والفنان حسان قشاش، اعترافًا بعطائهم وإسهامهم في المشهد الثقافي الوطني.

علي معاشي شاعر ومغن جزائري
(علي معاشي) شاعر ومغن جزائري عرف بأغانيه الوطنية، والتي مثلت طابعا فنيا للثورة الجزائرية من أجل الاستقلال عن فرنسا.
في صباه اشتهر بين الأهل والجيران بعذوبة صوته، وفي سن الثامنة عشر إشتغل (علي معاشي) بالبحرية، وطاف بعدة دول منها تونس، ومصر.
وفي هذه الفترة شاهد فيلم (آخر كدبة) للموسيقار فريد الأطرش، وأستمع إلى أغنية (بساط الريح) تأليف الشاعر الكبير بيرم التونسي، وألحان وغناء الموسيقار فريد الأطرش.
ووجد فيها (كوبليهات) تتحدث عن كثير من الدول العربية مثل تونس والمغرب ومصر والعراق، ولم يجد فيها أبيات تتحدث عن الجزائر، فثارة ثورة عارمة لتجاهل فريد الأطرش للجزائر!.
وقرر أن يؤسس فرقة فنية سميت (سفير الطرب) تتغنى بالجزائر، وبالفعل كون الفرقة، وطور فنه مع الوقت، وأوجد لنفسه بصمته الخاصة من خلال دمج النغمة الوهرانية الأصيلة التي وافقت صوته العذب، وتغنى بقصائد متنوعة بين الغزلية والثورية فتغنى بالمرأة وبالجزائر ومناطقها.
فاشتهر بأغان كثيرة مثل (يا بابور) وهي أول ما ألف وغنى، و(تحت سماء الجزائر) و(طريق وهران)، و(أنغام الجزائر) المعروفة بمطلعها (يا ناس أما هو حبي الأكبر…) والتي جمع فيها مختلف الطبوع الجزائرية عبر 15 دقيقة.

الاستشهاد على يد الاستعمار الفرنسي
تنبه المستعمر الفرنسي لتأثير أغاني (علي معاشي)، فاختطفه في 8 يونيو 1958 مع اثنين من رفقائه، واقتادهم إلى ساحة (كارنو) ـ (ساحة الشهداء حاليا) ـ بمدينة تيارت حيث قتلهم ونكل بجثثهم.
ولم يكتفي بذلك، فجمع الجزائريين لمشاهدة مصير الثلاثة المشنوقين في الساحة لبث الرعب في نفوسهم، واستشهد (علي معاشي) وعمره يناهز 31 سنة.
وفي عام 2008، أنشأت وزارة الثقافة الجزائرية جائزة (علي معاشي) لمكافأة المبدعين الشباب من خلفيات فنية مختلفة.