رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد عبد الواحد يكتب: يا سلام يا صاحبى (3).. (عادل إمام)، و(عادل  حمودة)

محمد عبد الواحد يكتب: يا سلام يا صاحبى (3).. (عادل إمام)، و(عادل  حمودة)
كيف استطاع (عادل إمام) الانتقال من مرحلة السنيد الباهت قافزا إلى مكانته كسوبر ستار؟!.

بقلم الكاتب والأديب: محمد عبد الواحد

في كتابه (عادل الإمام الذى لا تعرفه.. سنوات الصداقة و أسرار القطيعة) يواصل الصحفى (عادل حمودة) في أسى يخالطه الغضب وصف الرحلة الطويلة مع الفنان (عادل إمام)..

فيعقب على رحلته إلى أسيوط ليعرض هناك مسرحيته (الواد سيد الشغال) – في مواجهة فنية للإرهاب الذى طال بالقتل والضرب فرقة مسرحية صغيرة هناك –   بأنها كانت مجرد بطولة استعراضية.. غير حقيقية!

بدليل أنه بعد فترة أعلن للصحافة والإعلام عن حماسته للسفر إلى الجزائر في حملة جديدة ضد الجماعات الإرهابية بان يقوم هناك بعرض مسرحيته (الزعيم).. و قد رحبت قيادات الدولة هناك بهذه المبادرة..

لكن (عادل إمام) تراجع عن رحلته لما رآه من شدة العنف الدينى هناك، والذى طال بالاغتيال شخصيات عامة و مجازر جماعية في بعض القرى.. فرأى أن المخاطرة هذه المرة غير مضمونة.. وأن الضمانات الأمنية هناك لن تكون مثل مصر.. وقد كان دائم التهرب بعد ذلك من الرد على أسئلة الصحفيين بخصوص هذه الرحلة..

بمناسبة مسرحية الزعيم يؤكد الصحفي (عادل حمودة)، أنه هو أول من أطلق علي عادل الإمام هذا اللقب في مقالاته ليتمسك (عادل إمام) بأهدابه ويسبغه عليه المحيطين به من المريدين.

محمد عبد الواحد يكتب: يا سلام يا صاحبى (3).. (عادل إمام)، و(عادل  حمودة)
موهبته لم يطرأ عليها طفرة فجائية .. أو خرج من مكامنها طاقة مخفية

من سنيد إلى سوبر ستار

يتساءل الصحفي (عادل حمودة)، كيف استطاع (عادل إمام) الانتقال من مرحلة السنيد الباهت قافزا إلى مكانته كسوبر ستار؟!.. فموهبته لم يطرأ عليها طفرة فجائية .. أو خرج من مكامنها طاقة مخفية..  ليكون تحليله أن التقلبات الاجتماعية و السياسية المتواترة في هذه الفترة هى التي ساعدته على ذلك..

فبعد سفر المصرين إلى دول النفط وعودتهم بفائض من المال يسهل عليهم ارتياد المسارح للترفيه عن أنفسهم وعائلاتهم بكوميديا الضحك – ضحك للضحك – وأيضا مع سياسة الانفتاح الاقتصادى وظهور جماعات من المنتفعين يستطيعون أن ينفقوا بسخاء إنتاجا واستهلاكا  للأعمال الكوميدية السطحية..

ومع انقلاب الهرم الاجتماعى لتنسحق الطبقات المثقفة وتفرض طبقات الحرفيين ثقافتهم العشوائية وأذواقهم.. استفاد (عادل إمام) من أصحاب الثروات بتقديم الضحك للضحك على المسرح بالتذاكر باهظة الثمن ..

ومن جمهور السينما بتقديم نفسه في أفلامه كممثل لهم عن حلمهم بتقديم شخصية الإنسان البسيط المنسحق الذى ينتصر على فساد الطبقات المتطفلة الفاسدة – التي تدفع له ثمن تذكرة المسرح – مستغلا الغضب الذى تشحنه في صدور الجمهور أفلام أخرى.

مثل (محمود ياسين) في دور جامع القمامة صاحب العمارات في فيلمه (انتبهوا أيها السادة).. أو فيلم (الحب وحده لا يكفى)،  حيث يعجز العاشقان الجامعيان عن تدبير منزل الزوجية سوى بعمله عاملا في البناء و عملها في تسوية أظافر النساء.. وكذلك فيلم (الحب فوق هضبة الهرم)..وفيلم (البيه البواب) إلخ..

ليصبح (عادل إمام) هو البطل الذى يفرغ عن الجمهور الشحنة التي شحنتها بهم هذه الأفلام ضد هذه الطبقات.. فأصبح نجم الجماهير.. تماما كما كانت النسخة الأنثوية منه نجمة الجماهير (نادية الجندي).. بتبنيها لأدوار تبدأها خادمة منسحقة لتنتهي (سيدة للقصر)، أو (امرأة فوق القمة)، أو (المرأة التي هزت عرش مصر)..

محمد عبد الواحد يكتب: يا سلام يا صاحبى (3).. (عادل إمام)، و(عادل  حمودة)
في مسرحية (الواد سيد الشغال) يصبح هو المحلل لابنة الثرى (عاصم بيه)

عقدة الدون جوان

و في تحليله لرحلة التحول لدى (عادل إمام) يشير الصحفى (عادل حمودة) أنه أصبح يميل دائما إلى لعب أدوار الرجولة فائرة الفحولة.. مثلا في مسرحية (الواد سيد الشغال) يصبح هو المحلل لابنة الثرى (عاصم بيه) الذى ارتبطت به و انتقلت معه الى البدروم الذى تسكن فيه مشيدة برجولته..

وفي السينما كان مصرا عل تأكيد ذات المعنى وتثبيت ألوان الصورة بأفلام من نوعية (زوج تحت الطلب).. حيث يتزوج فيه كل امرأة ليلة واحدة فيقعن تباعا في غرامه.. ويرجع (عادل حمودة) إصرار (عادل إمام) على هذه التيمة لنقص نفسى عنده..

حيث أراد أن يعوض سنوات قضاها كمجرد ظل وسنيد للبطل الذى تقع في غرامه البطلات – مثل رشدى أباظة و صلاح ذوالفقار.. إلخ – ليصبح هو الفحل الذى تدور كل النساء في فلك رجولته.. لذلك تميزت مواضيع أفلامه بالسطحية الشديدة..

فرغم أنه قدم 125 فيلما إلا أنه لا يوجد سوى فيلمين فقط ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية هما (الأفوكاتو، واللعب مع الكبار)..

بينما أحمد زكى قدم 87 فيلما منهم أربعة في القائمة هم (البرئ، زوجة رجل مهم، أحلام هند وكاميليا، الحب فوق هضبة الهرم)..

محمد عبد الواحد يكتب: يا سلام يا صاحبى (3).. (عادل إمام)، و(عادل  حمودة)
كان أجر (عادل إمام) عن مسلسل (فرقة ناجى عطا الله) 40 مليون جنيه

إيرادات الشباك أولا

والحقيقة أن (عادل إمام) لم يكن ليهتم كثيرا للقيمة الفنية لفيلمه بقدر ما كان يركن إلى شباك الإيرادات كمقياس أول وأخير للنجومية.. لذلك كان يسعده لقب (أغلى نجم في مصر).. ليقدم بذلك نموذجا لمن قدم بعده.. فطلب الممثل (محمد رمضان) أن يكون أجره في مسلسل تنتجه قناة mbc أعلى من أجر (عادل إمام) ولو بجنيه واحد..

فكان أجر (عادل إمام) عن مسلسل (فرقة ناجى عطا الله) 40 مليون جنيه ليتم التعاقد مع (محمد رمضان) بمبلغ 41 مليون جنيه..

و يرى (عادل حمودة) أن تمسك عادل الإمام بإيرادات الشباك كمقياس أول لنجاحه هو ما جعله في خلاف دائم مع ناقد محترم مثل (سامى السلاموني) الذى كان يهاجم أفلامه رغم صداقتهما..

هنا اقتبس من مذكرات الشاعر الكبير  (إبراهيم رضوان): (مدد مدد.. سيرة ذاتية لبلد – تحت الطبع)، تصريح (سامى السلاموني) له أنه كان كلما هاجم نقديا (عادل إمام) في فيلم رد (عادل إما)م في الفيلم التالى بتسمية خادمه باسم (السلامونى).. ويظل يسب فيه طوال الفيلم نكاية فيه..

محمد عبد الواحد يكتب: يا سلام يا صاحبى (3).. (عادل إمام)، و(عادل  حمودة)
فيلما مثل (رسالة  إلى الوالي) أنما هو في حقيقته (رسالة من الوالي)

رسالة من الوالى

و لم يكن سامى السلامونى وحده من انتقد بشدة سطحية أفلام (عادل إمام).. فقد كانت الناقدة (خيرية البشلاوي) لا ترى في أفلام (عادل إمام) مشهدا واحدا يستحق الإشادة..

كما توالت مقالات الناقد (أحمد يوسف) واصفا أفلامه بالسوقية.. وأنها مجرد شحنات سينمائية وهمية تبدو وكأنها معارضة للسلطة بينما هي في خدمتها.. بل وتجلس تحت قدميها لتضعهما في ماء وملح تطفو عليه وريقات الورد.. وأن فيلما مثل (رسالة  إلى الوالي) أنما هو في حقيقته (رسالة من الوالي).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.