رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

باقة ورد في يوم مولدها: (إلهام شاهين).. جيفارا الفن المصري التى سكنت القلوب

تحب البساطة في كل شيئ، وتمتلك موهبة وحضور طاغ، وصدق تلقائي

كتب: أحمد السماحي

نحتفي اليوم بعيد ميلاد جيفارا الفن المصري (إلهام شاهين) التى احتلت عرش الحب والإعجاب في قلوب الملايين من المصريين والعرب، ومازالت تحتل هذا المكان في القلوب العربية إلى الآن.

وهذا راجع إلى أن (إلهام شاهين) هى ابنة كل بيت مصري وعربي، حيث عرفها الجمهور وهى في السابعة عشر من عمرها، وهى في السنة الأولى بمعهد الفنون المسرحية عندما قدمت مسرحية (حورية من المريخ).

 ومنذ ذلك الوقت، وحتى اليوم وهى موجودة بيننا، لم تبتعد يوما عنا، ولم تنجح بضربة حظ، ولا بنصف، أو ربع موهبة، ولم يساندها ثري عربي، ولا رجل أعمال مصري، لكنها وصلت إلى ما وصلت إليه من نجومية خطوة.. خطوة.

وليس على طريقة القفز بالبارشوت، لأن القفزات السريعة والخاطفة قد لا تستمر طويلا، ولمعانها ينطفئ بسرعة كبيرة، لأن الإنسان، وكلما إرتفع بسرعة، يمكن وعبر لحظة واحدة لأن ينهار أيضا بسرعة.

وساعد (إلهام شاهين) على التربع على عرش النجومية، إنها فطرية جدا، وتحب البساطة في كل شيئ، وتمتلك موهبة وحضور طاغ، وصدق تلقائي، وتعشق الصراحة والوضوح، وتكره النفاق والمكياج، ومخلصة في فنها تمنح كل دور نبضات قلبها، وتهتم بأدق تفاصيله.

مع ماجدة الرومي
مع كارول سماحة

فضل الغناء على إلهام شاهين

في مشوار الحياة والفن تعلمت (إلهام شاهين)، ليس الفن وحده، ولكن ما هو أكبر وأكثر تعلمت (فن الحياة)، ومن الملامح الرئيسية لنجمتنا والتى لا ينبغي إغفالها والتى ستفاجأ القارئ العزيز أنها محبة بل وعاشقة للغناء والطرب الأصيل.

فهي محبة وعاشقة لكل أساطين الغناء، وعلى صداقة وطيدة بكثير من نجوم الغناء الحالي مثل (ماجدة الرومي، وأنغام، وسميرة سعيد، ومحمد منير، وكارول سماحه) وغيرهم، وفي كثير من حفلات هؤلاء النجوم أجدها موجودة، تدندن، وتندمج، وتصفق مع كل أغنية.

وهذا الميل إلى الغناء والطرب والتذوق الفني الرفيع عند (إلهام شاهين) هو سبب رئيسي آخر من أسباب تكوين شخصيتها الإنسانية المهذبة المصقولة التى تحرص دائما على معاملة الناس بالحسنى.

ومواجهة الحياة بالصبر وسعة الصدر، والنفور من الخصومات الحادة بينها وبين الآخرين، فهي لا تشغل عقلها كثيرا، وتترك احاسيسها تتحكم في كل مواقف حياتها، لأن حساباتها كلها عاطفية.

تساند الفن بكل قوتها، ولا تسمح لأي أحد للإقتراب منه، أو الهجوم عليه

جيفارا الفن المصري

هذا الحب للغناء وللفن، جعل من وجهة نظري (إلهام شاهين) هى هذه الشخصية السمحة اللطيفة البعيدة عن العنف والتشدد والتجهم والقسوة، وجعلها تساند الفن بكل قوتها، ولا تسمح لأي أحد للإقتراب منه، أو الهجوم عليه.

فعندما رأت أن الكاتبة الكويتية (فجر السعيد) تتدخل فى الأمور الشخصية للفنانين المصريين وتصدر عليهم أحكام، وتتهكم عليهم وعلى صورهم، ولا تترك فرصة واحدة دون أن تدخل فيها بتعليقاتها الاستفزازية، وقفت لها بالمرصاد رغم صداقتها لها.

وردت عليها بعنف وقالت لها: (لن نقبل اي إهانة لأي فنان مصري من أي أحد، فناني مصر خط أحمر، ولا يحق لك أن تنتقدي أي فنانة أو فنان، نحن نعرف كيف نرد عليك، ومصر ليست سهلةً ولا فناني مصر سهلين، احذرينا!)

وفي أحد الأيام تحدت رئيس تحرير جريدة  مصرية كبيرة جدا، ووقفت (إلهام شاهين) في اجتماع كبير بين أهل الفن والمثقفين وبحضور الرئيس الراحل (محمد حسني مبارك).

وشكت الجريدة الكبرى التى تنشر أخبارا فضائحية عن النجوم والنجمات المصريين، ويومها طيب خاطرها الرئيس (حسني مبارك)، لكن رئيس التحرير، لم ينس لها ما قالته، ومُنعت أخبارها في الجريدة.

ونالت هجوما كبيرا، لدرجة أن هذه الجريدة، كانت تطرح من بين إصدارتها مجلة فنية، واسعة الانتشار، وفي أحد الأيام فوجئ القراء بغلاف المجلة الفنية، وعليه بطلات فيلم (يا دنيا يا غرامي) وأصبحن اثنتين فقط هما (ليلى علوي، وهالة صدقي) وتم حذف الهام شاهين من الصورة!

ولا يمكن أن ننسى لـ (إلهام شاهين) وقفتها بقوة لجبروت وغطرسة جماعة الأخوان الإرهابية، وقت أن حكموا فترة مصر المحروسة، ولم تخش من بطشهم ولا هجومهم المستمر عليها.

لهذا كله أطلقنا عليها في (شهريار النجوم) لقب (جيفارا الفن المصري) فهى تستحق هذا اللقب بجدارة، ولولا تفاني الفنان (أشرف ذكي) في خدمة زملائه الفنانيين، لرشحناها نقيب الفنانيين.

إلهام شاهين قدمت روائع لا تنسى في كل المجالات الفنية

علامات بارزة

لو تحدثنا عن مشوار (إلهام شاهين) الفني سنريد مجلدات للحديث، فبعد أدوار بسيطة في مسلسلات مثل (نحن لا نرى بعيون الآخرين، أخو البنات، الهروب إلى السجن، أديب) وأفلام مثل (أمهات في المنفى، لا تسألني من أنا، العار، موت سميرة، البرئ) وغيرها.

كانت النقلة الفنية المهمة من خلال دور (وردة) بائعة الفجل والجرجير في فيلم (الهلفوت)، وبعد النجاح الكبير لدورها في الفيلم توالت البطولات في السينما والتليفزيون والمسرح.

والوقوف عند أدوار بعينها سيظلم أدوار آخرى، لأن إلهام شاهين قدمت روائع لا تنسى في كل المجالات الفنية، من ينسى (زهرة سليمان غانم) الصحفية الطموحة الإنتهازية في رائعة (ليالي الحلمية).

و(زاهية) في مسلسل (البراري والحامول) التى أصبحت بإراداتها وصبرها وطموحها أن تكون عضوا في مجلس الشعب، و(سهام) الراقصة بكل جموحها ونزواتها التى لا تنتهي، في مسلسل (إمرأة وثلاث وجوه) ومن خلاله جسدت ثلاث شخصيات تعيش داخل انسانة واحدة مصابة بإزدواج الشخصية.

وناهد الوكيل في مسلسل (نصف ربيع الاخر) الست الرومانسية التى قلبت حياة (ربيع الحسيني) رأسا على عقب، و(عبلة) التى تمر بأكثر من مرحلة طوال أحداث مسلسل (الحاوي) من فلاحة بسيطة إلى سيدة ثرية وأم لطفل تتعذب من الأبتعاد عنه.

وهي (فردوس) في فيلم (أرض … أرض) الفتاة الفقيرة التى تعول أسرتها بعد وفاة أبيها المخبر، وتعمل في أكثر من مهنة، ولديها حلم واحد بسيط هو أن تسكن في بيت له (درابزين) بعد أن انهار (درابزين) بيتهم نتيجة الزلزال.

وعندما تعيش علاقة حب مع شاب فقير مثلها تكتشف أن الحب رفاهية ممنوع عليها وأنه في هذا العصر لا يصلح للفقراء ولأحلامهم البسيطة.

وإلهام شاهين هى أيضا (مريم) في فيلم (دانتيلا) المرأة التى تضحي بكل شيئ من أجل الآخرين، وهي (نرجس) في (هارمونيكا) التى ظلمت ولوثوا شرفها وأخلاقها وظلت طوال الفيلم تبحث عمن ظلمها إلى أن أدركت أن شرفها هو إيمانها بنفسها وثقتها بأخلاقها.

بطلوع الروح

إبداع إلهام شاهين في الأدوار القصيرة

إلهام شاهين، هي.. وهى.. وهى، فكل دور في سنواتها الأخيرة أصبح نقلة في مشوارها، وحياتها والدليل أدائها لدور (أم جهاد) قائد كتيبة (الخنساء) الجيش النسائي لـ (داعش) فى رائعة (بطلوع الروح) للمبدعة كاملة أبوذكرى، والذي يعتبر واحد من أقوى المسلسلات التى قدتها رغم قصر دورها فيه.

وكان آخر إبداعاتها دور (سوسو) مريضة الألزهايمر في مسلسل  (ألفريدو) الذي قدم في بداية عام 2024.

و(إلهام شاهين) على مدى مشوارها لا يهمها مساحة الدور، وتؤمن بأن الدور القصير في فيلم جيد أفضل بكثير من دور رئيسي في فيلم تافه.

 لهذا قبلت دور (سميحة) المجنونة في رائعة (أيام الغضب) للمخرج منير راضي، حيث لم يزيد دورها عن 7 مشاهد، لكنها قلبت الدنيا، وأخذت عنه العديد من الجوائز.

وحبها وعشقها للفن وحنينها لزمن الأبيض والأسود والروح الحلوة التى كانت تجمع نجوم الزمن الماضي، جعلها تضحي ببطولة فيلم (الحجر الداير) حيث كان من المقرر أن يكون بطولتها وحدها مع النجم الوسيم حسين فهمي.

وكان من المقرر أيضا أن تمثل أمامه الشخصية المحورية في الأحداث، والتى لعبتها النجمة (ليلى علوي) بينما دورها الذي أدته كان من المفروض أن يكون من نصيب واحدة من النجمات الجدد وقتها، لكنها طلبت من زوجها في هذا الوقت المنتج (عادل حسني) أن يكون الفيلم بطولة جماعية مثلما كان يحدث في أفلام زمان.

الحديث عن (جيفارا الفن المصري)، سواء من خلال أعمالها الفنية، أو من خلال مواقفها الإنسانية لن ينتهي، ويحتاج لمجلدات وليس (بورتريه) بسيط، مثل الذي نكتبه الآن.

وفي النهاية نرسل لها باقة وردة بلدي كبيرة محملة بكل عطور الحب والاحترام في يوم مولدها.. كل سنة وأنت بألف خير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.