كتب: محمد حبوشة
على الرغم من غرابة قصة مسلسل (وتر حساس)، وبعدها عن أجواء القيم والتقاليد التي تربينا عليها في المجتمعات العربية، حيث يسيء المسلسل للأغنياء والفقراء على حد سواء، ويظهر المجتمع المصري كأنه ساحة لارتكاب مختلف أنواع الأفعال غير الأخلاقية من خلال قصة حب رومانسية بين (سلمى) و(رشيد).
وهو ما دفع المسلسل إلى إثارة جدل واسع حوله في مصر، وصل إلى حد مطالبات برلمانية بإيقافه بسبب تناوله قضايا اجتماعية اعتبرها البعض شائكة، مثل الخيانة الزوجية، وعلاقات عائلية وصفت بالمشوهة.
فضلا عن ذلك فقد أظهر المسلسل جوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية من خلال الزوجة المسيطرة التي تعد مصدر قهر للزوج، وتحاول فرض سيطرتها بحدة على زوجها وأسرتها، ما قد يهدم المنزل.
ومع كل ما طاله من عيوب فنية، تصدر مسلسل (وتر حساس) الترند من بداية عرضه وحتى الآن، بل أنه يعتبر المسلسل الأكثر مشاهدة في مصرالآن، ربما لأن المخرج (وائل فرج) استطاع أن يكسبه قدرا من الإثارة والتشويق، الأمر الذي دفع الجمهور لمواصلة المشاهدة حتى آخر نفس.
وكما يبدو من الأحداث أن هذه الزوجة (كاميليا/ إنجي المقدم) مصابة بأمراض نفسية جعلتها تحمل قدرا كبيرا من الشر والحقد تجاه ابنة خالتها (سلمى/ صبا مبارك) التي خدعتها ورواغت في أسلوبها في تحريك الأحداث لصالحها، رغم أنها السبب في موت أخيها (حسن) بالسكتة القلبية جراء تدبير مؤامرة تشير إلى خيانة (سلمي) له.
المسلسل رغم أنه يحمل في طياته كثير من المغالطات حول حياة أهل الكومباوند، من تفسخ في القيم، وشرب الخمر، والخيانات الزوجية التي طالت الكثير من الشخصيات المحركة للأحداث، ناهيك عن حوار ساذج لا يتسم بالعمق من قريب أو بعيد.
إلا أننا لابد أن نلمح أداء جيدا في بعض المشاهد لأبطال العمل، وخاصة (صبا مبارك)، و(محمد علاء)، ومنها مشهد المصارحة بين (سلمى) و(رشيد) في الحلقة (20) وجاء على النحو التالي:
بعد أن كشفت حقيقة زاوجها من (رشيد) أمام أسرتها، (سلمى) تدق الباب على (رشيد) الذي يفتح لها قائلا: مفيش معاكي مفتاح ولا ايه:
سلمى: لا المفتاح معايا.
رشيد: ما فتحتيش ليه؟
سلمى: مش عارفة.
رشيد: كاميليا حكتلي على كل شيئ.
سلمى: كنت متأكدة
رشيد يسأل سلمى في حيرة: مش عاوزه تحكي؟!
سلمى: لو تسمع.. لو مش حتسمع مالهاش لازمة.
رشيد: دا انتي مستبيعة بقى؟
سلمى: لا مش مستبيعة يارشيد.. أنا مجربة ياما حكيت ومحدش سمعني ولا صدقني!
رشيد: طيب دافعي عن نفسك.
سلمى: حاضر.. حادافع عن نفسي تاني: كل اللي حصل كان كمين من (كامليا).. هيّ اللي ورا كل حاجة.. كانت مستكترة عليّ حسن.
رشيد: مستكترة عليك حسن وانتي بستكتري عليها رشيد؟
سلمى: لا.. هى مستكترة عليّ حسن وبس.. طول عمرها شايفها نفسها أحسن مني.. طول عمرها شيفاني تحت وهى فوق.. حتى طنط الله يرحمها من ساعة ما اتجوزت أنكل (نور) مبقتش عاوزه تعرفني.. أنكل (نور) الغريب هو كان بيقربني وهمه بيبعدوني!
رشيد: وده سبب يخليكي تشيلي منها؟
سلمى: عمري ما شيلت منها ولا حطيتها في دماغي.
رشيد: طيب اتجوزتي حسن ليه؟
سلمى: علشان حبني وحبيته.
رشيد: ولا علشان تنتقمي منها؟
سلمى: لا طبعا.. حنتقم منها في حسن؟.. (حسن) كان بيحبني.. بيحبني بجد.. كان عاوز يتجوزني.. فضل يحاو ويحاول.. وأنا كنت بابعده عني علشان عمري ما كنت عاوزها حد يفتكر اني عاوزها أتجوز واحد عشان فلوسه.
رشيد: زي ما عملتي كده معايا؟
سلمى: قصدك ايه.. انت بتلمح لإيه؟
رشيد: مفيش.
سلمى: لا فيه.. رشيد أنا كنت بابعدك عني عشان.. أنا مكنتش عاوزها أبوظ حياتك يا رشيد.
رشيد: ما حكتيليش ليه؟
سلمى: عشان معرفتش أقولك.. عشان معرفتش أقول لحد..
رشيد: كملي.
سلمى: (وليد) ده شخص زبالة.. كان بيصور البنات في الكلينك وهمه بيعملوا ليزر.. وأنا عرفت بعد ما فات الآوان.. كان هو طبعا خطب داليا .. مكنتش عارفة أتصرف.. وفي يوم كلمني وقالي تعاليلي لو عاوزها الصور.. أنا موجود في شقتي وروحتله.. واللي حصل حصل.
وتضيف سلمى: لما عرفت انه ظهر تاني وراح لكاميليا.. أنا فضلت وراه وفضلت أدور عليه لحد ما لقيته.. اتكلمت معاه واعترف بكل حاجة.. حاولت حتى انه يسجل لكاميليا عشان أجيبلكم دليل.. بس معرفتش عشان هى كشفته.. هو ده اللي حصل.
رشيد: خلاص نجيب وليد ونخليه يعترف بكل حاجة.. هههههه.. بتضحكي؟
سلمى: أصل والله حاجة تضحك.. يعني أنا براءتي كلها قدامك مرهونة بكلمة.. حتتقال من بق واحد مرض زي وليد؟
رشيد: لو كنتي حكيتلي من الأول ماكنش ده حصل.. خبيتي عليّ ليه؟
تجيب سلمى بصوت مفعم بالشجن: كنت خايفة أخسرك.
رشيد: انتي عرفتي الموضوع ده امتى؟
سلمى: مش مهم.
رشيد: قبل ما نتجوز؟
سلمى: مش مهم.
رشيد: ردي عليّ.. قبل ما نتجوز مش كده؟
سلمى: يارشيد والله.. أنا بحبك.
رشيد: انتي بتحبيني.. انتي كدابة يا سلمى.. أنا عمري ما حسيت ان فيه حد أعرفه وطلعت معرفوش لحد دلوقتي.
عند هذا الحد يتوقف الحوار الجدلي بين (سلمى) و(رشيد)، لكنه ليس نقطة النهاية في علاقة زوجية قائمة على التوتر والمفارقات المذهلة التي تظهرها الحلقات وصولا إلى نهاية أظنها ستكون غير منطقية، لأن القصة والسيناريو والحوار لم يقتربوا من المنطق، رغم الأداء الجيد والإخراج الذي حاول دون جدوى من إنقاذ المسلسل.