* في أغنية (ومنسأل يا بيروت) أعبر عن حسرتي وغضبي لما حدث لمدينة بيروت
*( أختي أميرة) تعبر عن موضوع استثنائي لم تتطرق إليه الأغنية العربية من قبل!
* (عجل تعا) أغنية حب عن زوجين وشريكين، أخذت الحرب عمرهما، وأحلامهما
*(كعك العباس) أغنية تؤكد أن طريق فلسطين لا يمر من جونية اللبنانية، ولا من القلمون السوري!
* (من طلب العلى) أغنية عن الناس الغلابة الذين يشترون ثيابهم من محلات (البالة)
أجرى الحوار: أحمد السماحي
غدا الخميس 9 مايو يطرح المطرب اللبناني الكبير (أحمد قعبور)، ألبوم جديد بعنوان (ما عندي مينا)، والألبوم يمثل حدث فني ننتظره جميعا بلهفة وشوق، ويعتبر مفاجأة 2024..
وحدث فني ومفاجأة لماذا؟، لأن (أحمد قعبور) يعتبر واحدًا من الفنانين العرب الاستثنائيين الذين شكلوا هوية الغناء العربي الحديث، عبر تجربة غنائية شديدة الاختلاف.
فـ (أحمد قعبور) واحد من قلة يعدون على أصحاب اليد الواحدة الذين لديهم مشروع غنائي، وفي تجاربه السابقة خاض العديد من أشكال التعامل مع نصوص غاية في التنوع، واقتحم ما يمكن تسميته بالمغامرات غير المتوقعة.
و(أحمد قعبور) فنان لا سلطان له ولا نفوذ، إنه لا يغري أحدا بالمنفعة، ولا يخيف أحدا بالسطوة، ولا يمكن اتهام ناقد منحاز إليه بأنه يطمع في رضاه، ولا تخويف ناقد منحاز ضده بأنه سوف يتعرض للأذى والعقاب.
نفوذ خارج نفوذه الفني
ولا يملك (أحمد قعبور) سوى فنه، وقد رفض طيلة حياته أن يكون له نفوذ خارج نفوذه الفني، وليس له بعد هذا النفوذ منصب ولا سلطة.
أحببته بقوة، وأحببت تجربته الغنائية منذ أن سمعت ألبومه الأول (أناديكم)، ولا أستطيع أن أنسى أبدا تللك اللحظة التى أصبحت فيها عاشقا لأغنيات (أحمد قعبور)، منذ كنت طالبا، أبحث عن كل أغنية يغنيها، وكل حوار يدلي به.
وعلى مدى سنوات طويلة كنت أتابع مسيرته وأغنياته بترقب لذيذ وحب وشوق ولهفة، ولاحظت كما لاحظ مريديه أنه لم يتغير بل ازداد قوة ورسوخا مع الأيام.
وصاحب الفضل في استمرار تطوره، ونضوج مشروعه هو (أحمد قعبور) نفسه حيث لم يلتفت يمينه أو يساره، ولم تهزمه الإحباطات، ولم تكسره الفرقعات الغنائية الكاذبة التى تظهر كل فترة.
كان (أحمد قعبور) يراقب ما يحدث ويطور من مشروعه، كان يتقدم ويتدفق يوما بعد يوم، كأنه وردة تجدد عطرها وألوانها كل صباح.
أغنياته نور ونار، نور لمحبيه، ونار للفاسدين والظلمة، وتنبع من محبة الحياة وعشق الجمال في الطبيعة والإنسان، غنية بالعاطفة الإنسانية، وهو يعبر عن العاطفة تعبيرا جديدا ومتنوعا ومبتكرا في صورة وخيالاته المختلفة.
وأغنيات (أحمد قعبور) تلك ليست وليدة التأمل الشخصي، والحجرات المغلقة، ولكنها مرتبطة بالناس بمشاكلهم وقضاياهم، فهو يؤمن أن الكلمة لا معنى لها إذا لم تحمل مصباح التنوير من بيت إلى بيت.
ومن شارع إلى شارع، فأغنياته كلها مصابيح تحمل نبضا صادقا هو ثمرة الأتصال بالناس وبالمحبة الغامرة لهم، والمشاركة الصادقة غير المفتعلة لآلامهم وظروفهم المختلفة التى هى آلام أحمد قعبور وظروفه في نفس الوقت.
(أحمد قعبور).. ومشروعه الجديد
(أحمد قعبور) خص (شهريار النجوم) بالحديث عن جديده الغنائي (ما عندي مينا) فقال: العمل يتكون من 10 أغنيات كتبتهم ولحنتهم وسجلتهم خلال الفترة الممتدة من 2019، فترة كورونا، وما بعدها فترة الانهيار المصرفي والمالي والاقتصادي في بيروت، وصولا إلى العام الجاري 2024.
وهذه الأغنيات هى (ما عندي مينا، أختي أميرة، ومنسأل يا بيروت، دَيْكي، ما في حدا يدق عا بابي، ماتت ورود، عجِّل تعا، طفل وهالعالم إلو، من طلب العلى، كعك العباس).
وأضاف صاحب (أناديكم): العمل سوف يجري إطلاقه يوم الخميس القادم 9 مايو الجاري، وفيه موضوعات عامة، وعناوين خاصة.
أحمد قعبور.. منسأل يا بيروت
المواضيع العامة تعبر عنها أغنيات مثل (ومنسأل يا بيروت)، وهى أغنية عن معنى المدينة، وأقصد بيروت التى تتعرض لعملية (تدجين) وترويض لإلحاقها بمحور المدن المروضة، كما جرى في كثير من (الحواضر) العربية للأسف..
وأعبر عن حسرتي لهذه المدينة، وفي نفس الوقت أعبر عن غضبي بالقول أن هذه المدينة لا زالت حاضنة للحرية، وللشعراء والمسرحيين والسينمائيين المنبوذين في بلادهم، رافعة راية الغضب، وراية الإعتراض..
أغنية حب للحبيبة وللمدينة، لأنني أعتقد أن من لا حبيبة له، ومن لا مدينة له هو إنسان بائس، وأنا كلي شغف خاصة في هذا العمر بأن أبقى مغروما بما أنا مغروم، وأبقى منتميا لما أنا منتمي إليه.
وأنا منتمي لمدينتي، وبلدي، طبعا هذا الأنتماء ليس مغلقا، لأن من يحب مدينته، يحب كل المدن، ومن يقضي حياته يناضل من أجل قضيته، لا يغيب عن باله أن يناضل من أجل كل القضايا الحقيقية أو المحقة.
(أحمد قعبور).. ما عندي مينا
عن أغنية (ماعندي مينا) التى تحمل عنوان (السي دي) قال: أغنية (ما عندي مينا) يوحي عنوانها بأنني أسجل أعتراضي على التفجير الذي حدث في مارفأ بيروت، ولكن الحقيقة أن تسجيل أعتراضي هو تحصيل حاصل!..
فقد قمنا بالمسيرات، والمظاهرات وتجمعات الغضب لمحاصرة المسئولين، ولكني في الأغنية روحت لمحل آخر كي أعلن حبي للبحر، الذي إذا استطاعوا قصفه أو إهماله أو أن يضحوا بمينا بيروت فلا يمكنهم أن يروضوا بحر بيروت..
ولذلك أقول في مطلع الأغنية:
أنا ما عندي مينا، بس في عندي البحر
أنا ما عندي مركب، بس عندي النهر
(أحمد قعبور).. أختي أميرة
توقف صاحب أغنية (بدي أغني للناس) عند أغنية (أختي أميرة) فقال: هذه الأغنية تعبر عن موضوع استثنائي لم تتطرق إليه الأغنية العربية من قبل.
وهو ما يسميه المجتمع الذكوري المتخلف في عالمنا العربي (العنوسة) أو (العانس)، لدرجة أنهم يحذفون تاء التأنيث فلا يقولون العانسة، ولكنهم يقولون العانس، حتى (الحامل) ما يقولوا (الحاملة)! ولكنهم يردوا الحمل للرجل، مع أن المرأة هي التى تحمل 9 أشهر..
وموضوع الأغنية يحكي عن ست ضحت بحياتها من أجل أخواتها، وفيها أحكي عن اللحظات التى تعيش فيها في الوحدة، والتضحية، والوفاء..
ومن خلال الأغنية أرفع لهذه المرأة التحية لها، ولكل النساء الوحيدات اللواتي أهدرن أيامهن وأعمارهن وأحلامهن من أجل أحبائهن.
وهذه الأغنية قريبا سأطرح الفيديو الكليب الخاص بها، وهو كليب مختلف جدا عن كل ما نراه.
(أحمد قعبور).. عجل تعا
من الأغنيات التى تحمل فكرة جديدة ومختلفة في الألبوم أيضا أغنية (عجل تعا) وعن هذه الأغنية يقول صاحب (علوا البيارق): هى أغنية حب عن زوجين وشريكين، أخذت الحرب عمرهما، وأحلامهما.
واكتشفوا بعد فوات الأوان كم فاتهما من أفراح، ومن ضحكات وابتسامات، فأرادوا أن يحتفلوا بالعمر الباقي ولو متأخر.
(أحمد قعبور).. كعك العباس
من الأغنيات السياسية المباشرة في (السي دي) أغنية بعنوان (كعك العباس)، وعن هذه الأغنية حدثنا بفرح صاحب (يا نبضة الضفة) فقال: هذه أغنية أود من خلالها أن أقول أن طريق فلسطين لا يمر من جونية اللبنانية، ولا من القلمون السوري.
ولكن طريق فلسطين لا يمر إلا من باب الكرامة والخبز والحرية، وأردت أن تكون كلماتها مباشرة، وأن يكون اللحن فيه طرب خفيف تعلمته وأحببته من الكبير زكريا أحمد، في مصر، وفيلمون وهبي، من لبنان، فهولاء ملوك الطرب الدسم والخفيف.
يقول مطلع الأغنية:
طعميني كعك العباس، شو بدي بالنووي
أما الكيماوي شو بينفع للصفوي والأموي
طعميني يا أم إسماعيل من إيدك طعمية
عطشان وقدامي النيل يصبح يا أسطى عطية
كل ما النعورة بتدور، بتزعزع العروش
وسوريا هتبقى تغني بحنجرة القشوش
بغداد تنادي يا درعة لبوش
ولا وحوش، لا شيعي، لا سني لا درزي
لا مسيحي، لا علوي
طعمني كعك العباس، شو بدي بالنووي
خبز وكرامة وحرية حق المقهورين
وحدك يا دروب الحرية توصل ع فلسطين
الفرسان الأربعة.. من طلب العلى
من أغنيات (السي دي) التى يغنيها فرقة (الفرسان الأربعة) أغنية بعنوان (من طلب العلى)، وعنها يقول صاحب (يا رايح صوب بلادي): هذه الأغنية غناء فرقة من أصدقائي من لبنان تتكون من أربع أصوات ممتازة..
وهؤلاء الشباب الأربعة يغنون أغنية عن الناس الغلابة أصحاب عزة النفس والكرامة والكبرياء الذين يشترون ثيابهم من محلات (البالة)..
ومحلات (البالة) هى محلات لشراء الملابس المستعملة، ورغم أنهم يرتدون ملابس مستعملة، لكن جبينهم عالي، وأرائهم ومواقفهم جديدة وغير مستمعلة.
قوالب (أحمد قعبور) الموسيقية
أكد صاحب (لا ضليت ولا فليت): أن القوالب الموسيقية في الألبوم متعددة من الفالس، والكلاسيك، إلى الطرب الخفيف، والمودرن، وكل الأغاني بصوته، باستثناء أغنية (من طلب العلى).
وأوضح مطرب (حب): أنه فنان مستقل لا تملكه شركة إنتاج، ولا رأسمال، ولا حزب، لذلك حريته ملكه، ولا يستطيع أحد أن يسلبه هذه الحرية، لذلك ما عنده حدود لفعل الحرية، وفعل القول، وفعل الكتابة، والتعبير.
وأشار (أحمد قعبور): أننا لازال متاح أمامنا أن نعلن الغضب، وأن نعلن الحب، وأن نعلن الحلم، لأننا لو فقدنا ما نقول يجب أن نسكت، والسكوت موت!.
وتابع: أنه لا يرى أمامه أصدقاء وناس، وكأنهم تحولوا إلى أرقام تمشي على أقدام، وهو لا يريد أن نكون رقما أو نسخة، أو إعادة لأي أغنية، فهو يريد لأغنيته أن تكون حرة، نضرة، معترضة، دون أن ننسى القيم الجمالية.
وكما أطلق قبل 50 عاما أغنية (أناديكم) بكل حرارتها وشغفها بالحياة والحب والحرية والعدالة، يود لأغنياته الجديدة أن تسمع في مناخ الحب والحرية والعدالة.