(محمد كريم) يقول: حسن البارودي لا مستقبل له في السينما، والأخير يرد بعنف!
كتب: أحمد السماحي
أجرت مجلة (الصباح) عام 1934 حوارا موسعا مع المخرج السينمائي الشهير (محمد كريم)، وسألته عن رأيه في بعض النجوم الموجودين على الساحة الفنية وقتها، مثل (محمد عبدالوهاب، ويوسف وهبي وأمينة رزق، وسليمان نجيب) وغيرهم.
وكان من بين الأسماء التى ورد وجاء اسمها، اسم الفنان الكبير (حسن البارودي)، الذي قال عنه أنه (لا مستقبل له في السينما)، هذا الرأي لم ينال إعجاب البارودي.
وقام على الفور بالاتصال بمجلة (الصباح) التى طلبت منه إرسال رده على (محمد كريم)، حتى تنشره في العدد الجديد.
وبالفعل قام البارودي بإرسال رسالة إلى المجلة نشرت في العدد (401) الذي نشر في الأول من شهر يونيه، وزينت غلافه النجمة والرائدة عزيزة أمير.
تعالوا بنا نقرأ ماذا كتب حسن البارودي، وفي نهاية ما كتبه سننشر رأي (محمد كريم) في بعض النجوم.
إلى الأستاذ (محمد كريم):
صديقي الأستاذ (محمد كريم)، تحية وبعد، يدهشني أن يجيئ حكمك علي كممثل سينمائي قاسيا ومغلوطا إلى هذا الحد!.
تقول بأنني: (غير صبور، وعصبي جدا، وعصبيته تفسد عليه فهم الموقف، لهذا ليس له مستقبل مطلقا في السينما إلا إذا وجدت معجزة!).
أنت يا صديقي الأستاذ (محمد كريم) لم تخرج غير ثلاثة أفلام حتى الآن، واحد منها صامت، ولم أشترك معك إلا في فيلم واحد هو (أولاد الذوات)، أخرجت دور فيه (أحمد أفندي) بنجاح كبير أجمعت عليه أغلبية النقاد.
ولست أدري كيف استطعت أن تحكم على صبري، فقد استعديت وانتظرت في فيلمك وحسب أمرك من الثامنة صباحا حتى الواحدة بعد منتصف الليل.
وكنا مع ذلك نضحك ونلعب، وقد مر الوقت دون ملل أو ضجر، وفي استطاعتي أن أشهد زملائي الأستاذ يوسف وهبي، والآنسة أمينة رزق، والأستاذ سراج منير.
وقد كان في مقدور الأستاذ (محمد كريم) أن يوفر على الممثل هذا الوقت الطويل للاستعداد لو أنه كان قد (درس المشاهد) التى ستؤخذ قبل مشهدي.
إقرأ أيضا : (قاسم وجدي) يغضب محمد كريم، وينتقد فيلم (الوردة البيضاء) لمحمد عبدالوهاب
كما حدث لي مع مخرج شركة (أوفا) الألمانية عندما حضرت في العام الماضي لإخراج الفيلم العالمي (موسم في القاهرة)، فقد استدعيت من الإسكندرية تلغرافيا.
وحضرت في الصباح، فوجدت سيارة في انتظاري أقلتني إلى الأهرام، وهناك وجدت كل شيئ على استعداد في انتظار أن أتكلم، ومثلت ورجعت بنفس السيارة إلى المحطة.
وأخذت القطار إلى الإسكندرية لألحق بفرقتي (رمسيس) التى كانت تمثل في نفس اليوم في دمنهور، كل ذلك تم في نصف الزمن الذي انتظرت فيه الأستاذ (محمد كريم) حتى يطلبني لتمثيل أحد المشاهد.
ومع ذلك الأستاذ (محمد كريم) يقول أنني غير صبور، والله أنني أعتقد أن هذا منتهى الصبر، اللهم إلا إذا كان الأستاذ يريدني أن أسافر إليه في باريز بالمكياج!.
وأن أنتظر داخل الاستوديو الأربعة عشر يوما التى مكثتها هناك حتى أقف أمام الكاميرا الخمس عشرة دقيقة التى لزمت لتصوير المشهد.
أما نبوءته بإنه ليس لي مستقبل مطلقا في السينما، فهذا شيئ لا يحزنني كثيرا، فقد تظهر المعجزة يوما، وعندها تخيب نبوءته، ومع كل ذلك فإنا ولله الحمد ممثل مسرحي.
وأستطيع أن أقول أنني ناجح في مهنتي، الشيئ الذي لم ينجح فيه غيري، والأستاذ (محمد كريم) أدرى بذلك!.
من المخلص حسن البارودي.
…………………………………………….
رأي (محمد كريم) في يوسف وهبي
هذا كان رأي (محمد كريم) في الفنان حسن البارودي، ورد البارودي عليه، أما رأي رائدنا السينمائي (محمد كريم) في بعض النجوم فننشره الآن:
قال عن (يوسف وهبي): غير مطيع ولا صبور، ولكنه سريع الفهم جدا، تكفيه إشارة واحدة من المخرج ليفهم ما يريد، لم يمثل حتى الآن في السينما الدور الذي يصلح له، فأدواره هى رجل الأعمال الرزين أو الجبار العاتي.
محمد عبدالوهاب
مطيع جدا جدا، صبور جدا، سريع الفهم، له ذكاء مفرط، وأعتقد أن هذا سر نجاحه، ولا أتردد في أن أسمي عبدالوهاب (ملك السينما) في مصر، إذ ما الذي ينقصه ليحمل هذا التاج على جبينه؟
إنه شاب وجميل الشكل والمضمون، والصوت، وهى مزايا لم تجتمع لغيره من كل من اشتغلوا بالسينما، أدواره هى أدوار العاشق المتألم.
أمينة رزق
مطيعة وسريعة الفهم، لكن يجب ألا تعطى لها غير الأدوار التى تصلح لها، فإنها تكون فيها عظيمة، بعكس الأدوار التى لا يساعدها تكوينها الجسماني على تأديتها فتبدو فيها في كثير من النقص، رغم كل مجهود تبذله للتغلب على عيوب جسمها.
سليمان نجيب
عصبي إلى حد الجنون، مطيع، وسريع الفهم ينجح جدا كممثل سينمائي، على أن لا يمثل غير أدوار الرجولة الكاملة (الجران برمييه) كأب مثلا أو رجل أعمال، وما عدا ذلك فلا يصلح له.
روحية خالد
مطيعة وصبورة، لكنها بطيئة الفهم بطئا يثير الأعصاب الميتة، مستقبلها محدود.
…………………………………………….
هذه كانت أراء (محمد كريم) في بعض نجوم السينما، وهناك رأيه في بعض النجوم الآخرين، مثل (محمد عبدالقدوس، حسن البارودي، سميرة خلوصي، توفيق المردنلي، عبدالقادر المسيري، منسى فهمي، سراج منير).