بقلم الإعلامي: على عبد الرحمن
تعد صناعة الإعلام عالميا ثاني أكبر صناعه في استثمار الأموال بعد صناعة السلاح وذلك بشهادة تقرير الأمم المتحدة الصادر عن صناعة الميديا عالميا، حيث أن المليارات التي يضم ضخها في صناعة الميديا من إطلاق شبكات وقنوات وإذاعات ومواقع ومنصات، وكذا عمليات الانتاج والبث ونفقات المعدات والصيانه والمباني والأجور ونفقات التسويق والإعلان، وكذا عدد العاملين والمتعاملين في سوق الميديا من أصحاب المعدات والفنادق والمطاعم ووسائل النقل وجيوش العاملين تجعل المستفيدين من صناعة الاعلام كثيرون جدا.
وهناك دول كثيره تتعامل مع الإعلام على أنه صناعة ولها مخرجات وهى المواد الإعلامية التي نشاهدها، ومن هنا تهتم الدول هذه بهذه الصناعة وعوائدها علي الدخل القومي ماديا وعوائدها المعنوية على روافد القوي الناعمة لهذه الدول، ولنا في سيل أفلام السينما الأمريكية ومنتجات أمريكا البرامجية والأحداث ذات الصلة بصناعة الميديا من جوائز ومهرجانات ومسابقات وملتقيات ومنتديات وأسواق ومعارض وإصدارات وأنشطة استثمارية، كل ذلك يجعل من الإعلام صناعه ذات عوائد واستثمار جيد وقطاع إنتاجي يستحق الإهتمام والرعاية، ومن هنا فإن صناعة الإعلام في مصر تستدعي إعادة تخطيط وتنظيم وتوجيه حتي نحولها إلى صناعة ذات عوائد مادية ومعنوية تجذب استثمارات كبيرة وتفتح فرص عمل وتقدم مواهب وتشارك في صنع أحلام الوطن والتخلص من همومه.. نعم تستطيع صناعة الإعلام فعل هذا وأكثر.
ودعونا نناقش مثلث صناعة الإعلام وأضلاعه هي: (تدريس الاعلام بشكل مهني عصري يقدم مناهج تطبيقية وأفكار منهجية عصرية وتواصلا مع السوق الإعلامي لتقديم مناهج وكوادر ملائمة لسوق العمل، وهذا يتطلب تدخلا من قطاع الإعلام بالمجلس الأعلي للجامعات الحكومية والمجلس الأعلي للجامعات الخاصه والأهلية لمراجعة المناهج ووضع مناهج عمليه عصريه مواكبه لسوق الميديا وتطورات صناعتها التقنية المتلاحقة مع تزويد كوادر التدريس بخلفيات تطبيقيه ملائمة، أما الضلع الثاني من مثلث صناعة الإعلام فهو التدريب، حيث أن صقل المواهب العلمية بخبرات عملية تسرع بملائمة الخريج لسوق العمل.
ولعل مراكز التدريب المنتشره بلا خطط ولا جهة تراجع عمل هذه المراكز من حيث خطط التدريب وعناوين الدورات ومحاورها والقائم بالتدريب وأدواته وشهادات اعتماد الدورات وكذا التدريب والابتعاث والاحتكاك وتبادل الخبرات إقليميا ودوليا لهو أمر هام في ترسيخ وتأصيل صناعة الإعلام في مصر.
أما الضلع الثالث لمثلث صناعة الإعلام بعد جودة التدريس وجودة التدريب تأتي الممارسة الإعلامية ذات الأصول العلمية والتطبيقية، وهذه الممارسة لها أصول وجهات تتابع دقة ممارستها وقوانين تنظم هذه الممارسة إثابة وعقابا وهذه الأصول تضم: المهنية، الصدق، الحياد، وكذا المعرفة وتبادل الخبرات، والتنافس والتجويد في بيئة ملائمة لهذه الممارسة السليمة، والتي يشرف علي ممارستها المجالس والهيئات والنقابات بما لديها من لوائح ونظم وتشريعات تضمن سلامة الممارسه الإعلاميه المهنية السليمة، وتحتاج هذه المنظومة إلي احتكاك خارجي لتبادل ونقل الخبرات مع العالم، وتنافسا شريفا بين أبناء المهنة، ولقاءات دوريه بين القائمين علي صناعة الميديا والقائمين علي تدريسها وتدريبها.
وحيث أننا ننفق على صناعة الميديا سنويا ما يفوق الـ 20 مليار جنيه علي جناحي منظومة الإعلام الرسمي وشبه الرسمي، إضافة إلى تكاليف تدريسها في ما يزيد علي 50 كلية وأكاديمية ومعهد، أضف إلى كل هذه النفقات مصاريف المجالس واللجان والهيئات والنقابات وتنظيم الأحداث ذات الصلة بصناعة الميديا.
وأمام كل ذلك ينبغي علينا تشكيل مجلس خبراء لتحويل الإعلام من هواية إلى صناعة ومن وظيفة إلى علم، ومن إسراف إلى عوائد مادية ومعنويه، عندها فقط سينضبط مشهدنا الإعلامي المرتبك تلقائيا وسيؤدي دوره الوطني بموضوعية، وسيخدم وطنه وسيرضي مواطنيه وسنضيف إلى اقتصادنا صناعة مربحة وإلى سوق العمل فرصا جديدة وإلى قوانا الناعمة روافدا وأذرعا إعلاميه مفيدة.
هل يسمعنا رشيد من أصحاب القرار من محبي مصر ومستقبلها القادم.. حمي الله مصر، وتحيا دوما مصر.. وسلام عليكم.